طارق الشناوي يكتب : مهمة خاصة

هل من الممكن أن تصبح مشاركة مخرج له تاريخ بحجم « شريف عرفة» في مسلسل « الجماعة» مجرد مساعدة من مخرج إلي زميله « محمد ياسين».. هكذا صرح « وحيد حامد» في حواره مع «أحمد الجزار» علي صفحات «المصري اليوم» وأضاف أن « مروان حامد» اشترك مع «عرفة» في تقديم مهام خاصة وتصوير مشاهد بسيطة وكلها تحت إشراف ورؤية «محمد ياسين» مخرج «الجماعة»؟!بداية لا أستطيع أن أنكر تفوق «محمد ياسين» هذا العام في الرؤية الإخراجية التي نطقت بها الشاشة ولكن ما الذي يعنيه الاستعانة باثنين من المخرجين المبدعين وليسا المنفذين إلا إذا كانت لدي كل منهما إضافة فكرية وإبداعية بينما تترات المسلسل لا تشير لأي منهما بل إن «وحيد حامد» كان كثيراً ما يحرص علي تكذيب هذه الأخبار التي كانت «الدستور» هي أول من أشار إليها؟!هناك فارق كبير بين مخرج منفذ ومخرج العمل الفني.. المخرج المنفذ دوره تحقيق رؤية المخرج الأصلي دون أي إضافة ومن الممكن أن يحدث في بعض المشاهد أن يعهد المخرج لمساعده الأول بتنفيذ رؤيته لضيق الوقت ولم يحدث أن استعان أحد بمخرج كبير علي هذا النحو الذي ذكره «وحيد حامد».. ثم إن الإنكار في البداية ثم الاعتراف بعد ذلك يضع أمامنا الكثير من التساؤلات التي صاحبت مسلسل «الجماعة» منذ أن كان مجرد فكرة.. دعنا أولاً نتفق علي أن كل المخرجين خاصة في رمضان لديهم المأزق نفسه وهو ضيق الزمن لهذا يستعينون بمخرجين جدد مثلما حدث مع « مجدي أحمد علي» في « مملكة الجبل» لجأ إلي « أمير رمسيس» بضعة أيام.. كذلك « محمد زهير رجب» مع « وائل فهمي عبدالحميد» في «الملكة نازلي» والذي استمر عمله عدة أشهر.. مشاركات معلنة مع مخرجين لم يحقق أي منهما بصمة خاصة وفي العادة فإن الإنجاز السريع يرتبط أكثر بالمخرج الذي لا يملك رؤية، لكنه ينفذ أفكار المخرج الأساسي بينما تظل مشاركة «عرفة» و«مروان» تطرح تساؤلات لأن تعبير المهام الخاصة الذي أشار إليه «وحيد» تحمل قدراً من الحرفة العالية فهل هناك مشاهد تطلبت هذه الحرفية؟. مسلسل «الجماعة» هو مسلسل الدولة.. هذه هي الحقيقة، إنه سلاحها في مواجهة ما دأبت علي أن تصفهم بالمحظورة ومن حق «وحيد حامد» أن تتوافق آراؤه مع الدولة فهو يعبر عن قناعاته التي هي أيضاً قناعات الدولة ولكن هذا لا ينفي أن هناك حماساً عارماً من النظام لاحتضان «الجماعة» وإن هذا الحماس شارك فيه آخرون وهكذا شاهدنا نجوماً ضيوف شرف مثل « منة شلبي»، « أحمد حلمي»، « كريم عبدالعزيز» كان من المستحيل بالطبع أن ينكرهم أحد بينما شارك في الإخراج ضيفا شرف هما «شريف عرفة» و«مروان حامد» لم نقرأ اسميها علي التترات ولم يقل أحد علي وجه الدقة ما المهام الخاصة التي أبدعها كل منهما!