نجح الثلاثي أحمد فهمي، هشام ماجد و شيكو في اختيار شريحة من الجمهور المصري والعربي لا ينتج لها الكثير من الافلام، شريحة محبي السينما الجدد دون التخلي عن باقي الجمهور المصري.
بدأ الثلاثي أولي خطواتهم نحو السينما بفيلم مستقل بعنوان " رجال لا تعرف المستحيل" شارك الثلاثي في كتابته وتمثيله وكان الفيلم أحد أشهر الأفلام المستقلة لدي فئة الشباب في بداية القرن.
الفيلم الذي يسخر من طريقة تناول الكثير من الحقائق التاريخية في مصر كان بداية ليلفت أنظار المنتجين نحو الثلاثي ليقدموا فيلم ورقة شفرة من نفس نوعية الأفلام التي يطلق عليها في الغرب "Spoof".
نجاح الثلاثي ظهر بشدة في آخر أفلامهم " سمير وشهير وبهير" هذه المرة أختار الثلاثي حقبة السبعينات المليئة بالتفاصيل التي يدرك الكثير من جيل الشباب الحالي أنها فترة حاول ابائنا ترسيخ فكرة الزمن الجميل فيها، رغم سخريتنا من كل تفاصيلها الألوان الزاهية، الموسيقي الغريبة، الرقص المثير للضحك، وبالطبع طريقة الكلام، ورغم أن تلك الفترة كانت تمثل الكثير لدي من عاصروها إلا انها في الحقيقة لا تمثل لنا إلا مجموعة الألوان الزاهية والبنطلونات الطويلة والتنورات القصيرة.
استخدم فيلم الثلاثي تيمة فيلم "Back to future" الأميركي دون نقل كامل لكل تفاصيل الفيلم، اللعب على تيمة حب الأم لابنها أو العكس مع ترتب بعض الأحداث في الماضي على الأحداث المستقبلية ساهم في صنع حبكة تليق بفيلم كوميدي.
وتفادي الثلاثي النكات السخيفة أو الإفيهات المكررة التي تعج بها معظم الأفلام الكوميدية وعادوا مرة أخري لاستعمال إفيهات من ألفاظ شباب نفس الجيل، الكثير منها كان إباحي وهو ما وجده الكثير من النقاد أمراً مبالغ فيه، لكن تلك هي حقيقة حياتنا، مليئ بالألفاظ الإباحية.
ورغم محاولة الثلاثي إخفاء تلك الألفاظ بتحويرها لكنها تظل لها نفس التاثير الكوميدي لدي الجيل الموجه له هذا الفيلم –جيل رجال لا تعرف المستحيل-.
البطولة الجماعية وضيوف الشرف في الفيلم أضافوا الكثير له ورسخوا مفاهيم جديدة في اختيار أبطال الفيلم حيث أصبح من المتوقع أن تشاهد أحمد السقاو حسن حسني و محمود الجندي لدقائق على الشاشة مثلما يحدث في الكثير من الأفلام الكوميدية الأجنبية من نفس النوعية.
وجود محمد حفظي كمنتج ومشارك في تأليف الفيلم أعطي مساحة كبيرة لحدوث هذا كما أن فهمه لطبيعة هذه النوعية من الأفلام ساهم في خروج إبداعات الثلاثي وشباب نفس الجيل للنور.
حفظي أنتج ورقة شفرة، وأنتج ل عمرو سلامة زي النهاردهوهما تجربتان يخاف أي منتج مصري من الخوض فيهم، شباب ينتج فيلم لفئة لا ينتج لها أحد، ومخرج يعمل للمرة الأولي بفكرة –Original- غير مقتبسة من أي فيلم آخر وبطولة مجموعة من الشباب، الحقيقة أن حفظي يستحق الكثير من الثناء على تدعيمه للشباب، ويستحق هؤلاء الشباب الكثير من المدح لما يقدمه والذي أري أنه يثري السينما المصرية يضيف تيم جديدة لها لنتمكن أخيراً من دخول أفلام مختلفة عن التقليدي تجعلنا نطمح في الكثير من السينما المصرية والعربية.