يعيش سوق السينما المصري حالة من الحيرة بسبب أرقام الإيرادات الضخمة التي تصدرها شركات التوزيع، خاصة والسوق يشهد منافسة طاحنة بين شركتي العربية للانتاج والتوزيع السينمائي التي تملك حق توزيع فيلمي زهايمر و محترم إلا ربع، و المجموعة الفنية المتحدة للتوزيع السينمائي التي تنافسها بفيلمي بلبل الحيران و ابن القنصل.
حيث احتل فيلم زهايمر للفنان عادل امام قمة السباق بـ 10 مليون جنيه و 260 ألف جنيه في 10 أيام عرض، محققا رقما قياسيا غير مسبوق،يليه فيلم الفنان احمد حلمي الجديد بلبل حيران بـ 8 مليون و 820 ألف جنيه في 5 ايام عرض، وهو رقم قياسي أيضا لحلمي على المستوى الشخصي ، ثم فيلم "ابن القنصل" للفنان أحمد السقا والذي حقّق إيرادات وصلت لـ5 مليون و646 ألف جنيه في 5 أيام عرض - وهو رقم يقترب من ايرادات فيلمه الأخير في الموسم الصيفي الديلر - ، وأخيرا فيلم "محترم إلا ربع" للنجم محمد رجب واستطاع تحقيق إيرادات وصلت لـ5 مليون و 467 ألف جنيه في 10 أيام عرض.
اي أن الأفلام الـ 4 حققت فيما يقل عن 10 ايام عرض - لعرض فيلمي بلبل حيران و ابن القنصل 5 أيام فقط - إيرادات بلغت 30 مليونا و 193 ألف جنيه، اذا أضفنا لها ايرادات بعض الأفلام الأجنبية و الافلام العربية التي استمر عرضها منذ موسم عيد الفطر، تصل غلى ما يقرب من 32 مليون جنيه، وهو تقريبا ثلث إيرادات موسم الصيف التي بلغت 105 مليون واستمر حوالي 12 اسبوع وشهد عرض 12 فيلما مصريا وضعف العدد من الافلام الأجنبية.
أي أن السينما المصرية- ان صدقت الأرقام - حققت في 10 أيام إلا قليلا ما لم تحققه من قبل بعدد افلام اقل، في ظل أزمة إقتصادية حادة يعاني منها المجتمع ككل.
ويتوقف المتابع لهذه الظاهرة عن حل من ثلاثة، إما مكذب يرى أن تلك الأرقام عبارة عن دعاية زائفة تستدعي تدخل مصلحة الضرائب، لتحصيل حق الدولة من هذه الارباح دون الرجوع إلى أي ملفات أو مستندات وإعتبار هذه التصريحات إقرار ضريبي معتمد.، أو مبهور لدرجة الإحساس بأن السينما المصرية تنهض كالعنقاء من الرماد بعد ثبات طويل وانحدار أطول، لتقود النهضة الصناعية والثقافية في وطننا الحبيب، ومثل هذا المبهور سينتهي به الحال في ضيافة إحدي مستشفيات الأمراض العصبية - خاصة مع المستوى الفني لمعظم أفلام الموسم -، و أخيرا الحل الثالث أن تكون مثل كاتب هذا المقال وتكتفي بالتعجب ومقارنة الأرقام والحيرة، وليس "مصمصة" الشفايف حتى لا تتهم - ولا أتهم أنا أيضا - بالحقد والسوداوية، وبأنك مأجور لأنك هاجمت مثل هذا النجاح، اكتفي بالحيرة وانتظر داعياً الله أن نصل يوما لمستوى إنساني وثقافى واقتصادي يسمح بمعرفة الايرادات من مصدر مسؤول و محايد دون شك أو لغط.
في إنتظار هذا اليوم لك الله يا سينما ولك مصلحة الضرائب يا شركات الانتاج.