محمد دياب يكتب : خطاب الرئيس

  • مقال
  • 08:44 مساءً - 2 فبراير 2011
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
محمد دياب
صورة 2 / 2:
محمد دياب

تابعت مع ملايين المصريين خطاب الرئيس الاخير، ولا اخفي انه اثر في عاطفياً كما اثر في غالبيه الشعب، حتي ان تأثيره العاطفي جعلني اميل الي تغيير موقفي الداعم للتظاهر. الا انه و بعد دقائق من زوال التأثير العاطفي بدأت و معي الكثيريين في تحليل المعطيات الجديده.
النقطه الاولي: اشار الرئيس الي تعديل المواد ٧٧ و ٧٨ من الدستور و الخاصيين بمده الترشح وشروطه بالنسبه لمنصب رئيس الجمهوريه، و هو امر ايجابي للغايه، الا انه من المعلوم للجميع ان الجهه المنوطه بإجراء هذا التعديل هي مجلس الشعب الذي يعلم الجميع انه مزور. و بدلاً من ان يعلن الرئيس حل مجلس الشعب اكتفي بالتصريح بقبول الطعون المقدمه ضد المزوريين، و و الذي نعلمه جميعاً من الدورات السابقه ان المجلس هو سيد قراره حيث يقبل طعوناً بذاتها و يرفض طعوناً اخري و من المؤكد انهم سيقبلون طعون الكثيرين لتهدئه الشارع و لكن مع ضمان الاحتفاظ بالاغلبيه ليتحول كل هذا الي تغيير شكلي في النهايه.
النقطه الثانيه: لم يشر الخطاب من قريب او بعيد لتعديل الماده ٨٨ و الخاصه بالإشراف القضائي علي الإنتخابات و التي من غير تعديلها تظل العمليه الانتخابيه بدون ضمانات حقيقيه.
النقطه الثالثه: تجاهل الخطاب نقطه حل مجلسي الشعب والشوري الذي اصبح ضروره ملحه لإستحاله اجراء تعديلات حقيقيه بدون شرعيه برلمانيه.
النقطه الرابعه: لم يشر الخطاب الي الغاء قانون الطواريء، الذي قد يستخدمه النظام في ملاحقه من تسببوا في انهياره.
النقطه الخامسه: لم يشر الخطاب الي فك الارتباط بين الرئيس و بين الحزب الوطني الذي اكتفي بتغيير كوادر من الحرس الجديد ولم تتغير الوجوه القديمه التي لا تحظي بالقبول في الشارع.
النقطه السادسه: اشار الخطاب الي معاقبه المتسببين في التخريب، وهو امر اصبح مطلباً شعبياً و لن نرضي بأقل منه. الا انه مع بقاء النظام ممثلاً في الحزب الوطني و المجالس النيابيه المزوره و قانون الطواريء سيتحول هذا المطلب الي سيف مسلط علي من يريد النظام معاقبته علي انقلاب الشعب عليه و ليس المخربيين الحقيقيين، و بالتأكيد سنشاهد عصر محاكم تفتيش جديده.
النقطه السابعه: لم يشر الخطاب الي ضروره تشكيل حكومه وحده وطنيه تضم عناصر من جميع اطياف الشارع السياسي من الشخصيات التي تحظي بقبول عام.
النقطه الثامنه : استخدم الخطاب الاسلوب العاطفي في ظاهره خاصه عند ما ذكر الرئيس انه عاش علي ارض مصر وسيموت عليها، الا ان الكلمه علي عاطفيتها تحمل تهديداً خفياً بأنه لن يرحل بسلام.
بالتأكيد مثلي مثل الكثير من المصريين تأثرت بالجزء العاطفي من الخطاب، الا اني عندما راجعت الاختلاف بين خطاب الرئيس و ما اعلنه النائب عمر سليمان في خطابه اكتشفت انه لا جديد. فالنائب عمر سليمان اعلن قبلاً عن تعديل الدستور، بل ازعم ان الخطاب به تراجع عن سقف ما توقعنا عند الاعلان عن تغيير الدستور. اما بالنسبه لإعلان عدم الترشح مره اخري فهذه ايضاً نقطه عاطفيه لأن الجميع كانوا يعلمون منذ لحظه تعيين نائب ان اقصي احلام الرئيس الآن هو ان يكمل مدته الاخيره. لقد احدث هذا الخطاب انقسام في كل بيت و بين المعارضيين انفسهم، خاصه مع اجهاد الجميع و الضغوط التي يتعرض لها كل بيت لدرجه ان اصبح الجميع يتمني ان ينتهي الامر، الا ان النظره الدقيقه للأمر تكشف ان الخطاب اتبع كل تعديل بآليات افساده ولم يقدم شيئاً علي ارض الواقع.
بقي ان نذكر انه عندما يلعب اي نظام بالكارت العاطفي يكون قد استنفذ باقي الكروت ... و بقي ان نطلب من من ارهقوا ان يوجهوا سهامهم الي من اختطف الدوله و لا يزال حتي هذه اللحظه يرفض ان يعطي تنازلاً حقيقاً يضمن تداولاً ديمقراطياً من بعده. و بقي ان نقول ان هذه الطريقه العاطفيه الخبيثه قد تحدث انقسام و قد تبدأ مواجهات داخليه لكنها ابداً ابداً ابداً لن تحدث تهدئه ... الحل الوحيد هو تحقيق المطالب الداعيه الي ديمقراطيه كامله و كل تأخير في تنفيذ هذه المطالب هو اجراء غير واقعي و غير مسئول سيؤدي الي طول حاله الفوضي، و سينتهي بإراقه الدماء ... لن ترجع الساعه للوراء، لقد نال الشعب المصري حريته ولن ينفع اي التفاف حول مكاسبه ... و الي ان نحصل علي مطالبنا الواضحه نحن في الشــــــــارع .

وصلات



تعليقات