بدا الفنان أحمد رزق سعيدًا جدًّا بما حققته الثورة المصرية في حواره مع "السينما . كوم" حيث بدأ كلامه قائلاً: "أخيرًا مصر تتنفس حرية وديمقراطية"، سألنا رزق الذي كان عضوًا في اللجان الشعبية في مدينة نصر في القاهرة عن إحساسه اليوم بمصر مختلفة، وقال في معلومات حصرية لنا إنه ينوي تقديم فيلم عن اللجان الشعبية.
فتح رزق قلبه لنا تمامًا فحدثنا أيضًا عن دوره في مسلسل العار، ورفضه المشاركة في المسلسل المؤثر " شيخ العرب همام"، كما تطرق الحديث أيضًا إلى فيلم " زهايمر" مع الفنان عادل إمام وموقع رزق منه كما يخبرنا في هذا الحوار:
* بدايةً كيف ترى مصر بعد الثورة؟
- لم يكن المصريون في مثل هذه الحرية من قبل ولا حتى الوعي بمدي أهميتهم كبشر ومواطنين لهم حقوق وواجبات، وكان أهم دليل على ذلك مشاركة عدد كبير من الشعب المصري في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، لقد كنت أشعر وأنا أقف في الطابور بمدى أهمية كل واحد منّا وأهمية صوته الذي كان غير موجود وأن الأمل عاد إلينا مرة أخرى بعد أن تسرب اليأس إلينا بشكل كبير.
إن ما قام به شباب ثورة 25 يناير كان بمثابة الحلم؛ حيث لم يتوقع أحد أن يحدث ذلك على أرض مصر وأن تخرج جموع الشعب بطبقاته وأطيافة المختلفة تطالب بحقها فى حياة كريمة ومستقبل أفضل كما تطالب بتغيير الدستور ومعاقبة الفاسدين، فما وصل إليه الشباب بالتأكيد فخر لنا جميعًا كمصريين وبسببهم دخلت مصر في عهد جديد.
* هل نتوقع أن نراك في فيلم عن الثورة قريبًا؟
- أتمنى أن أقدّم فيلمًا عمّا مرت به مصر من أحداث خلال الأيام الماضية، لكن بشكل مختلف عما سيقدمه الآخرون، حيث آمل في أن يتحدث الفيلم عن اللجان الشعبية التي شاركت في الثورة العظيمة، لكن بعيدًا عن ميدان التحرير، ودورها فى أن تصنع التوازن في الشارع.
وفي الثورة حكايات كثيرة تصلح لأن تقدم في مئات وآلاف الأعمال الفنية بكل أنواعها، ولهذا أتمنى أن أعود إلى السينما مرة أخرى من خلال فيلم أتناول فيه الثورة والمناخ الآن متاح جدًّا لتقديم أعمال بدرجة كبيرة من الحرية ومن دون الخوف من مقص الرقيب كما كان يحدث قبل 25 يناير لاسيما أنني متفرغ هذا العام بعد أن قامت مدينة الإنتاج الإعلامى بتأجيل مسلسلي الجديد "فاعل خير" الذى كان من المقرر البدء فى تصويره منذ فترة طويلة.
والمسلسل من تأليف الكاتب حسين العشري ومن إخراج محمد مصطفى في أول تجاربه الدرامية بعد تجربته الأولى فى السينما " أوقات فراغ"، وكان من المقرر أن يتكون المسلسل من جزئين كل جزء منهما 15 حلقة.
* متى تنوي تقديم الفيلم الذي تتمناه عن الثورة؟
- بالطبع أريد أن أقدمه في أقرب وقت ممكن ولكن لابد من إحكام كتابة هذا العمل حتى تظهر الأعمال بشكل مختلف عن الأعمال المهلهلة التي كانت تقدم، كما أنني أتمنى من المنتجين أن يكونوا أكثر جرأة وألا يخافوا من الإقدام على تقديم أعمال جديدة على الرغم من علمي بمدى خسارتهم في الفترة الماضية، ولكن هذه الخسارة هي خسارة لا يمكننا النظر إليها في مقابل ما قدمته هذه الثورة من مكاسب أرى أنها ستفيد السينما والأعمال الدرامية سواء من مواضيع جديدة أو عدم وجود رقابة فنية أو سياسية على الأعمال وبالتالي سنتمكن من تقديم كل ما نريده بحرية شديدة.
* استطاعت أغنية مسلسل العار الذي شاركت في بطولته أن تحظى بجماهيرية كبيرة لاسيما بعد الثورة، ما تعليقك؟
- المسلسل قدَّم الفساد بشكل كبير، وأرى بالفعل أن الأغنية كانت متماشية مع الأحداث الأخيرة في مصر، وكان المسلسل قد شهد هجومًا كبيرًا من الصحفيين الذين اتهموه بأنه خيب ظنهم، فقد بدأ المسلسل من نهاية الصفقة التى فشلت في الفيلم الذي استُوحِيَت قصة المسلسل من أحداثه، لكنها تمت في المسلسل، ووزعت أرباحها "الحرام" على الإخوة الثلاثة وكانت لها عواقب مدمرة وهو ما لم يفهمه عدد كبير من الإعلاميين، وبالتالي قاموا بالهجوم على العمل حتى قبل أن يُعرض.
لقد فقدت الثقة في الصحافة التي أحترمها كثيرًا بعد الهجوم "غير المحسوب" على المسلسل قبل عرضه، حيث كان من الأولى أن يشاهدوا المسلسل أولاً ثم يهاجموه أو يثنوا عليه، لقد أصبح كل ما ينشر فى الجرائد بالنسبة لي "كلام جرايد".
* ما أكثر مشهد أثر فيك من المسلسل؟
- مشهد خنق زوجتي -في الأحداث- في الحلقة الأخيرة أتعبني نفسيًّا ولازمني حتى الانتهاء من تصوير آخر مشهد في المسلسل، واستطاعت دينا فؤاد أن تقنع المشاهدين بأنها شخصية استفزازية، إلا أن التحول في شخصية سعد في الحلقات الأخيرة بسبب تأثير المال الحرام وقسوته على زوجته، جعل المشاهدين يتعاطفون معها، وفي مشهد قتلها انهارت أعصابي تمامًا، إلا أنه نال استحسان فريق العمل كله، كما نال استحسان الجمهور.
* لماذا رفضت المشاركة في مسلسل شيخ العرب همام مع الفنان يحيى الفخراني؟
- أنا من عشاق النجم يحيى الفخراني ولم أرفض المشاركة كما تردد، ولكنني قلت للمخرج إن لدي ارتباطات كثيرة من بينها البدء فى تصوير مسلسل العار، وتصوير فيلمي مع الزعيم عادل إمام "زهايمر"، فضلاً عن تقديمي أدوارًا مشابهة لدور "الشيخ سلام" في أعمال أخرى، ورأيت أن الدور سيكون فرصة كبيرة لفنان يريد أن يلمع ويُكسِّر الدنيا واستطاع أن يقدمه مدحت تيخا ببراعة شديدة.
* وكيف شعرت عندما وقفت أمام الفنان عادل إمام في فيلم زهايمر؟
- كنت أشعر برهبة من أنني واقف أمام الفنان عادل إمام في البداية بسبب فارق الخبرة الفنيَّة الكبيرة بيننا، إلا أنه كسرها قبل بداية التَّصوير من خلال جلسات التَّحضير للفيلم، وتعامل معنا بصداقة، ودخل قلوبنا كصديق، لذلك امتلأت كواليس تصوير العمل بالكثير من المواقف الكوميديَّة الجميلة الَّتي لا تُنسى، واستفدت منه كثيرًا على المستوى الفني.