تقرير : الأخوة دارديني يعودون إلى كان مع ''طفل ذو دراجة''

  • مقال
  • 02:31 مساءً - 15 مايو 2011
  • 1 صورة



لقطة من فيلم "دارديني" الطفل ذو الدراجة

جرت العادة على أن يحضر الأخوة داردينيإلى كان كل ثلاث سنوات ، يحضِّرون السيناريو في عامٍ .. يدرسون كل تفاصيل الشخصيّات .. ثم يجلسون مع الممثلين لمدة ستة أشهر لدراسة أدوارهم .. قبل أن تدور الكاميرا ويبدأ تصوير الفيلم بالفعل .. وفي النهاية يحضرون به في مسابقة كان .

جرت العادة كذلك أنه في كل حضور للوك وجان بيير دارديني إلى نهر الريفيرا يحصلون على إحدى الجوائز الهامة ، من ضمنها سعفتين ذهبيتين جعلتهم ضمن ستة مخرجين فقط في التاريخ حازوا على "أرفع الجوائز السينمائية في العالم" مرّتين !

كل هذا يجعل خروج فيلمهم الجديد " الطفل ذو الدراجة" خالي الوفاض من دورة هذا العام أمر مستبعد .. فلم يحدث من قبل أن حضروا إلى هنا وعادوا دون شيء .

في الفيلم الجديد تعود العلاقة بين "الأب والابن" كي تشكل روح العمل كاملة ، عن ولد في عمر الثانية عشر .. يريد أن يرى والده الذي تركه في ملجأ ، ويمتلك نحوه مشاعر متناقضة بين الغضب الشديد والحب الشديد كذلك .

خلال رحلته إلى موطن والده على "درّاجته" يقابل صدفة سامنثا .. مصفّفة الشعر التي تستقبله في بيتها ليقضي عطلة نهاية الأسبوع عندها ، قبل أن تجمعم مشاعر من نوع خاص تساعد كليهما على التصالح مع حياته .

كعادة لوك وجان بيير فإنهما يستمران في تحقيق مشروعهم السينمائي عن الدمج بين الروائي والتسجيلي على نحو غير مسبوق ، فهي أفلام روائية لأن هناك ممثلين وحدث وكاميرا وخط درامي أساسي يسير عليه الفيلم ، ولكنها بنفس القدر تسجيلية .. نظراً لطريقة "سرد" القصة وأسلوب تصويرها ، بالإضافة لـ"المُعايشة" الشديدة لشخصيات حقيقية واستمداد التفاصيل منها قبل البدء في تصوير كل فيلم ، مما يجعل من الأمر كاملاً "واقعية تسجيلية" لا تشبة أي سينما في العالم غير الدارديني أنفسهم .

في أفلام دارديني لا يوجد "قصة" تُحكى .. قدرما توجد "حياة" لتعاش ، السحر الحقيقي الموجود في أفلامهم لا يتعلّق بحبكة أو منطق درامي أو حتى إخراج لافت أو أداء تمثيلي جذاب ، السحر والدهشة في أفلامهم تنبع من صدق وتلقائية كل ما يحدث ، الانفعالات .. وردود الأفعال .. التطورات الدرامية والنفسية التي لا تكاد تُرى ، كل ما هو "عادي" حتى لو كانت الحكايات أحياناً "غير عادية" .

لذلك فإن الفيلم ضمن أكثر الأفلام التي كانت مُنتظرة قبل بداية المهرجان ، وواحد من أكثر الأفلام المُرشّحة لنيل الجوائز في الختام ، ربما ليس السعفة - سيصبحان إن حدث ذلك أول مخرجين في التاريخ ينالا ثلاث سعفات في إنجاز أسطوري إن حدث ! - ، ولكن في فئات المهرجان الأخرى .. بخاصة أن "سيسيل دي فرانس" بطلة الفيلم تؤدي دور مركب قد يجعلها الأقرب لجائزة أفضل ممثلة .



تعليقات