عن ''الأوسكار'' أتحدث !!

عن الأوسكار يطول الكلام، تلك الجائزة الحلم التي يعتبرها المصريون أكبر جوائز السينما في العالم، وهو تصور غير صحيح لأن الجائزة بالفعل جائزة أمريكية محلية، لذلك تمنح جائزة خاصة لأفضل فيلم أجنبي وهو ما لا يحدث في مهرجانات السينما الكبري "كان"، "فينيسيا"، "برلين" مثلاً، والجهة المانحة للجائزة هي أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التي تعد أكاديمية فخرية وليست تعليمية، وتضم أكثر من 6000 عضو مختص بالفنون السينمائية منهم لجنة تصويت ضخمة تتكون من 5,816 ممثل وممثلة ومختصون في السينما، وتنظم الأكاديمية إضافة إلى تنظيم مسابقات جوائز الأوسكار السنوية مسابقات سنوية للطلاب غير المتخرجين بعد من الجامعات المختصة بالفنون السينمائية.
وعلى عكس المهرجانات الكبرى تشترط إدارة الجائزة أن يكون الفيلم قد تم عرضه في صالات السينما في كاليفورنيا - مقر الجائزة - في السنة السابقة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر ، بينما تشترط المهرجانات أن يعرض الفيلم فيها قبل عرضه تجارياً.
ولكن كعادة "الأمريكان" وآلتهم الدعائية الضخمة، تم تحويل تلك الجائزة إلى الجائزة الأشهر في عالم السينما، بالضبط كما يعتقد بعض المصريين أو أغلبيتهم إن صح القول أن السينما الأمريكية هي السينما الأفضل إن لم تكن الوحيدة في العالم، وهي معلومة خاطئة تماماً، حيث أن السينما في أوروبا واليابان تقف كتفاً بكتف مع السينما الأمريكية إن لم تسبقها.
ولهذه الجائزة تحديداً صبغة سياسية واضحة تم من خلالها منحها إلى أشخاص بعينهم لغرض سياسي مثل منحها لـ" هالي بيري" و دينزل واشنطن عام 2002 كأول مثلين من ذوي البشرة السوداء يفوزا سوياً بجائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة بعد أحداث إنهيار البرجين في أمريكا للتأكيد على وحدة الشعب بعد الأزمة، كذلك ليست السنة قبل الماضية عنا ببعيد عند تم منح الجائزة لفيلم متواضع وهو " خزانة الألم" الذي يمجد الجيش الأمريكي في العراق، بينما تم منعها عن فيلم " أفاتار" الفيلم الأفضل بشهادة الجميع، لأنه كان يفضح تعديات الجيش الأمريكي على الشعوب ومحاربته للحرية.
جائزة الأوسكار أو جائزة أكاديمية الفنون، جائزة مهمة لكنها ليست كما تبدو، تماماً مثل صاحبها الكاوبوي الأمريكي الذي يشكل نصف حجمه من الدعاية.