كالعادة كُل عام ، ينال تسعة سينمائيين ، شرف أن يكونوا لجنة تحكيم المهرجان السينمائي الأهم في العالم ، وأن يمنحوا بضع جوائز على رأسها السعفة الذهبية ، الأمل الأكبر لأي مُخرج وفنان .
في هذا الموضوع يتم التعريف بأعضاء لجنة تحكيم الدورة الخامسة والستين من مهرجان كان :
رئيس لجنة التحكيم:
ناني موريتّي (مُخرج وكاتب إيطالي)
أحد أفضل المُخرجين في إيطاليا خلال العقود الثلاثة الأخيرة ، ارتبط اسمه بمهرجان كان منذ بداية مسيرته ، حينَ اختير فيلمه الثاني "Ecce Bombo" ليكون ضمن المسابقة الرسميّة عام 1978 .
وما بين هذا الاختيار ، وبين رئاسته للجنة التحكيم هذا العام ، هُناكَ 34 عاماً أثبت خلالهم موريتي كونه مخرج يحمل بصمة خاصة ، عبر أعمالاً دار أغلبها في إيطاليا المُعاصرة ، وقدّم فيها قصصاً إنسانية بسيطة .
حَضَر موريّتي إلى كان ست مرَّات من قبل ، فاز مرَّتين: الأولى عام 1993 ، بجائزة أفضل مخرج عن رائعته "مذكرات عزيزة – Caro Diaro" ، والثانية عام 2001 حين حَصَل على السعفة الذهبية عن فيلمه "غرفة الابن – The Son’s Room" .
بالإضافة إلى ذلك ، كان موريتي عضواً في لجنة تحكيم الدورة الخمسين من المهرجان ، عام 1997 ، التي ترأستها الممثلة إيزابيل إدجاني ، وكَرمت يوسف شاهين حينها عن مُجملِ أعماله .
وعَلَّق موريتّي على عودته هذا العام ، على رأس لجنة التحكيم الرئيسية ، بكونه شرف كبير بالنسبة له ، وضمن أهم الإنجازات التي حققها في مسيرته ، لأنه أكبر مهرجان سينمائي في العالم ، ودائماً ما تحصل فيه الأفلام على كل التقدير والاحترام .
أما من ناحيته ، فقد قال جيل جاكوب ، رئيس مهرجان كان الذي صار أشبه بالأبِ الروحي ، بأن موريتّي قد بدأ مسيرته في المهرجان مع الدورة الأولى التي صار هو فيها مندوباً عاماً في 1978 ، "من روما إلى كان ، وَلّد لدينا قناعة وقتها بأنه سيصبح مخرجاً كبيراً ، كهذا الذي نعرفه اليوم ، وأنا سعيد لأنني مازلت هنا بينما أصبح الشاب الصغير المُفعم بالحياة قبل ثلاثون عاماً .. رئيساً للجنة تحكيم تلك الدورة" .
أعضاء لجنة التحكيم:
(1)
هيام عَبَّاس(ممثلة فلسطينية)
أهم وجوه السينما الفلسطينية في العقدين الأخيرين
كانت المرة الأولى التي ألحظها بهذا القدر من خلال مشاركتها في فيلمِ "The Visitor" عام 2007 ، حين قدّمت شخصية أم عربية يتعرض ابنها للاعتقال ، وتضعها الظروف في سَكَنٍ واحد مع رجل أمريكي عجوز ، يرتبطا معاً بعلاقة عاطفية ، تغيُّر وجهة نظره في كثير من الأمور ، وهَيام كانت بَديعة الجَمال هُناك ، ذلك النوع من الجمال الذي يُقنعك بأن صاحبته قادرة بالفعل على جعل رَجل يُعيد رؤيته في حياته .
ومع تَعَقُّب اسمها ، وظهوراتها ، فقد شاركت ريهام في مجموعة من أهم الأفلام العربية التي قُدّمت في السنوات العشر الأخيرة ، مثل " باب الشمس" للمصري يسري نصر الله ، " الجنة الآن" ل هاني أبو أسعد ، "شجرة الليمون" ، "العروس السورية" لإيران ريكليس ، بالإضافة إلى أفلام: "Limit of Control" مع جيم جارموش ، "Munich" مع المخرج ستيفن سبيلبرج ، "Amreeka" للمخرجة شيرين دابس ، وأخيراً فيلم "Miral" للمخرج جوليان شنابل عام 2010 .
(2)
أندريا أرنولد (مخرجة بريطانية)
واحدة من أهم المخرجات في العالم خلال السنوات الأخيرة .. حصلت على أوسكار أفضل فيلم قصير عن فيلمها "Wasp" ، منحها الفرصة لتقديم أول أفلامها "Red Road" ، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ، وحصل على جائزة لجنة التحكيم ، وكشف عن مخرجة قادمة تحمل بصمة مُميّزة .
في فيلمها الثاني ، الرائع جداً ، "Fish Tank" ، تَتَبع حياة مراهقة في الخامسة عشر من عمرها ، والمُحيط الخانق الذي تَعيش فيه ، وتَصْبغ فيلمها بروحٍ شديدة الواقعية ، دون موسيقى تصويرية ، وبكاميرا محمولة ، وتفاصيل صادمة ، وجعلتنا – كمشاهدين – نرى الفيلم من خارج "حوض سَمَك" ، ونراقب محاولة بطلته التحرُّر من واقعها السيء ، والهرب خارج الحوض ، والنتيجة: جائزة أخرى من لجنة تحكيم كان .
فيلمها الثالث كان مُعالجة مختلفة لرواية "Wuthering Heights" ، عُرض في مهرجان البندقية عام 2011 ، ولم يلفت الانتباره بقدر فيلميها الأوليين .
قبل أن تعود كعضوة في لجنة تحكيم كان هذا العام .
(3)
إيمانويل ديفوس (ممثلة فرنسية)
بدأت مسيرتها في المسرح والتلفزيون ، ولم تنتبه له السينما إلا متأخراً ، حين حصلت في الثانية والثلاثين من عمرها على جائزة أفضل ممثلة صاعدة في فرنسا عن فيلم "My Sex Life" عام 1996 ، ليختارها المخرج الكبير جاك أودبار لبطولة فيلمه "Read My Libs" عام 2001 ، لتفوز بجائزة أفضل ممثلة في السيزر الفرنسي – الموازي للأوسكار - ، ويتعامل معها النقاد باعتبارها واحدة من أهم نجمات فرنسا في الألفية الجديدة ، خصوصاً مع بطولتها لفيلم "Kings and Queen" عام 2004 ، ثم "In The Beginning" عام 2009 ، والذي فازت عنه بجائزة السيزر للمرة الثانية ، ولكن كأفضل ممثلة مساعدة هذه المرة .
(4)
ديان كروجر (ممثلة ألمانية)
الممثلة الألمانية الشابة ، التي بدأت شهرتها حين اختارها المخرج وولفانج بيترسون ، لأداء دور أحد رموز الأنوثة عبر التاريخ "هيلين طروادة" في فيلمه " Troy" ، الذي تناول ملحمة الإلياذة الشهيرة ، وعلى الرغم من أن الفيلم لم يكن بقدرِ التوقعات ، وفَشَل تُجارياً ، إلا أنه أطلق شهرة كروجير ، لتشارك بعدها في الفيلم التجاري " National Treasure" ، ثم بطلة للفيلم الفرنسي "Joyeux Noel" الذي نالَ ترشيحاً لأوسكار أفضل فيلم أجنبي .
شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان كان عام 2009 ، مع المخرج الكبير كوينتن تارنتينو ، في فيلمه المُقدّر " Inglourious Basterds" ، قبل أن تجسد شخصية الملكة ماري أنطوانيت في فيلم افتتاح مهرجان برلين في العام الماضي "وداعاً مُليكتي – Farewell, My Queen"
(5)
جان بول جوتييه (مصمم أزياء فرنسي)
واحد من أهم مُصممي الأزياء في فرنسا ، شارك في بعض الأعمال السينمائية من قبيل "Bad Edecation" مع المخرج الأسباني بيدور ألمودوبار ، والذي كان فيلم الافتتاح لكان عام 2004 .
عَبّر دائماً عن ولعه بالسينما ، وكان ضيفاً مُستمراً على دورات المهرجان السابقة ، ولذلك فلم يُسْتُقْبِل اختيار مصمم أزياء في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لأهم مهرجان سينمائي بالاستغراب ، كان مُرحباً بجوتييه لأنه لم يكن ضيفاً من البداية .
(6)
إيوان مكريجور(ممثل بريطاني)
الممثل الناجح الذي بدأ مسيرته الحقيقية مع كان ، حين عُرِضَ فيلمه "Trainspotting" من إخراج داني بويل ، في المسابقة الرسمية للمهرجان عام 1996 .
ومن وقتها ، قام بالعديد من الأعمال السينمائية الهامة ، مثل بطولته لثلاثية "حرب النجوم – StarWars" مع المخرج جورج لوكاس ، أو "الطاحونة الحمراء – Moulin Rouge" الذي افتتح دورة كان عام 2001 ، أو " Big Fish" أحد أفضل أفلام تيم بيرتون .
وربما يكون أهم أدوره هو بطولته لفيلم " The Ghost Writer" للمخرج الكبير رومان بولانسكيقبل عامين ،والذي حصل من خلاله على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الفيلم الأوروبي .
(7)
راؤول بيك(مُخرج هايتي)
مخرج طموح ، يحاول وضع دولته الصغيرة التي تعتبر إحدى بلدان البحر الكاريبي ، على خريطة السينما العالمية ، بأقل الإمكانيات الممكنة .
أخرج عدّة أفلام وثائقية ، قبل أن يحضر إلى مهرجان كان ، في المسابقة الرسمية عام 1993 ، بفيلم "The Man on the Shore" ، والذي بلغت تكلفته 150 ألف دولار فقط ، كأقل تكلفة لعمل شارك في مسابقة كان الرسمية خلال عقد التسعينات كاملاً .
انشغاله بعد ذلك بمهام وزير الثقافة في هايتي ، أدى لقلة أعماله السينمائية ، وبالتالي حضوراته الدولية ، باستثناء فيلمه المُقدّر "Lumumba" الذي نافس على جوائز "الروح المُستقلة" بأمريكا عام 2000 ، ثم "Sometimes in April" الذي عرض في مسابقة مهرجان برلين الرسمية عام 2005 .
ويرجع اختياره في عضوية لجنة تحكيم هذا العام تقديراً لدوره الكبير في خلق سينما ببلاده من لا شيء تقريباً .
(8)
أليكسندر بين (كاتب ومخرج أمريكي)
أحد أفضل صُناع السينما في أمريكا خلال العقد الأخير ، فاز بأوسكارين لأفضل سيناريو ، ورُشّح لاثنين آخرين ، ونافس على السعفة الذهبية في كان عام 2002 ، قبل أن يعود إلى هُناك مرة أخرى بعد أيام ، كعضو بلجنة التحكيم .
بين صاحب سينما مُميزة للغاية ، تتعلق بالأساس بالنصوص التي يقوم بكتابتها ، وإيجاده لنقطة عبقريَّة بين أن يكون عمله كوميدياً في الكثير من جوانبه ، ورغم ذلك يحافظ على عُمقه صلباً وقوياً ، والأهم عاطفي بشدّة .
تِلك المُعادلة الصعبة ، والصعبة جداً ، والتي نَجَح بين فيها في أربعةِ أفلام هامة: Election عام 1999 ، ثم مع جاك نيكلسون – في واحد من أعظم أداءاته – عام 2002 في About Schmidt ، ويقدم بعدها بعامين أحد أفضل الأفلام التي قُدّمت في الألفية Sideways ، وينال عنه أوسكاره الأول لأفضل سيناريو ، قبل أن يغيب عن السينما سبع سنوات ، ويعود في العام الماضي فقط ليقتنس أوسكار ثان عن فيلمه “ The Descendans” .
يُعتبر عُضو اللجنة الأكثر أهمية بعد الرئيس موريتّي ، وتَمْنَح كان باختياره عضواً للجنة التحكيم ، في نفسِ عام افتتاح الدورة بفيلم ويس أندرسون ، تكريماً واضحاً للسينما الأمريكية المُستقلة خلال الخمسة عشر عاماً الماضية .