سيد خطاب: كنت سأوقع على قبول فيلم عمرو سلامة لولا قرار عدم التجديد.. ولو تم إجازة مسلسل "المزرعة " سيتم ذلك بمخالفة القانون

  • حوار‎
  • 06:08 مساءً - 21 اكتوبر 2012
  • 1 صورة



سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية سابقاً

في مفارقة غريبة كان لنا حوار مع دكتور سيد خطاب رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية سابقاً، قبل قرار عدم التجديد له بأيام قليلة، وقبل أن ننشر الحوار بساعات قليلة، علمنا أن خطاب لم يعد بمكانه، كرئيس للجهاز، فعاودنا الاتصال به، ليصبح بين أيديكم الآن حوار مع رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذي لم يعد رئيساً..

هل تم استبعادك فعلاً من رئاسة جهاز الرقابة؟
لم اُستبعد، لكن لم يتم التجديد ليّ، فأنا اُنتدبت لتولي رئاسة جهاز الرقابة في أكتوبر 2009 ومن وقتها يتم التجديد ليّ كل عام في نفس الموعد، وهذا العام لم يتم التجديد ليّ.

لماذا برأيك لم يتم التجديد؟
هذا السؤال يوجه لوزير الثقافة محمد صابر عرب، وليس ليّ، ومع ذلك فهذا حق من حقوقه، أن يختار المساعدين له، وبالمناسبة منذ توليت المنصب وقد تم تغيير وزير الثقافة أكثر من مرة منهم عماد أبو غازي ومحمد الصاوي ودكتور جابر عصفور وكنت أذهب إليهم في كل مرة، لأبعد اي شعور بالحرج إذا ما كانت هناك رغبة أو نية في استبعادي، ومع ذلك فانهم كانوا يجددون الثقة فيّ.

إلي أين وصلت أزمة فيلم عمرو سلامة؟
عمرو سلامة قام بتقديم نسخة جديدة من السيناريو بعنوان الحصة الأولي، وبعد قراءتها، وجدنا أنه قام بتعديل الملاحظات المطلوبة منه، ولم تعد نقطة الخلاف التي أُثيرت عليها الأزمة موجودة، لذا كنت سأوقع على النص لإجازته، لولا قرار عدم التجديد ليّ في المنصب.

وما كان سبب الرفض من الأساس؟
الفيلم به مبالغة في عرض الاضطهاد الموجود بالمجتمع، وهو ما نخشى أن يُثير فتنة عند عرضه، بالمناسبة الفيلم تم عرضه على الرقابة أول مرة في 2009، وتم رفضه وقتها، ولم يثير هذه الأزمة سوى منحة وزارة الثقافة حيث وضعت نفسها في موضع حرج بإعطاء الدعم لفيلم مرفوض رقابياً، وبذلك وقعوا في خطأ قانوني كان يجب
أن يتحاشوه.

وبالنسبة لفيلم الخروج من القاهرة، الفيلم ممنوع من العرض داخل مصر ويحصل على جوائز من المهرجانات في الخارج؟
غير حقيقي الفيلم غير ممنوع من العرض في مصر، ذلك هو ما روجه صُناع الفيلم، الحقيقة هي أن الفيلم لم يحصل على التصريح اللازم للعرض التجاري داخل مصر، حيث لم يتقدم صناعه للحصول على التصاريح اللازمة لعرض الفيلم تجارياً داخل مصر، وبالتالي فأنه لا يصلح للعرض التجاري.

ولماذا لم يتقدم صُناع الفيلم بطلب التصاريح إذا كان الفيلم تم إجازته في مرحلة السيناريو؟
لم يتقدم صُناع الفيلم بطلب تصاريح العرض التجاري لأن لديهم مخالفة تصوير، وبالتالي فأن الفيلم لا يمتلك موصفات العرض التجاري، والمخالفة تعود إلي أن المادة التي تم تصويرها مخالفة للسيناريو الذي أجازته الرقابة، ولذلك فأنهم لم يعودوا مرة جديدة لتمرير الفيلم على الرقابة بعد الانتهاء من تصويره.

تقول أنه غير صالح للعرض التجاري، ماذا عن منع عرضه ب مهرجان الأقصر؟
بعد الانتهاء من الفيلم شاهدنا نسخة رديئة منه، ووجدنا أن المخرج يتناول اضهاد الاقباط في مصر بصورة مبالغ فيها، حتي أنه ربط الهجرة غير الشرعية التي قد تصل للموت في عرض البحر بالأقباط وبالاضطهاد الذين يعانون منه داخل مصر وهو ما ينافي الحقيقة، خاصةً أنه نادراً ما نسمع عن ذلك في مصر هذا جانب، الجانب الأخر هو أن المهرجان كان يُقام في الصعيد، ولا نستطيع المغامرة بعرض فيلم كهذا لأنه قد يُثير الفتن، خاصةً أن المهرجان يُشارك به دول ديانتها هي المسيحية كأثيوبيا.

ألا تري أن هناك اضطهاد للأقباط في مصر؟
كلمة اضطهاد هذه كلمة قاسية جداً ، ولكننا يمكن وصف ما يحدث في مصر تجاه الأقباط بشكل من أشكال التمييز وليس اضطهاد، ولكنه حتي إذا كان موجود، فهو يأتي من قبل بعض الجهلاء ولا يمكن تعميمه على المواطنين كلهم، لأن المسلمين في مصر يميلون للوسطية والاعتدال أكثر وقبول الأخر، فالإسلام نفسه يتميز بتعددية مذاهبه، وعليه فأن حوادث الاضطهاد أو التمييز التي تحدث في حق بعض المسحيين هي في الحقيقة عادةً ما تصدُر من قبل بعض المتطرفيين والذين يتم نبذهم فوراً، وفي المقابل فالقبطي المصري نفسه يعرف انه يقف على أرضه، وأنه ليس أقلية.
وفي الواقع أنا ارى أن المسلمين والأقباط في مصر يتشاركون نفس المصير، فالأثنين يتعرضون لاضطهاد وتمييز، يُمارس علىهم على حد سواء، اضطهاد من قبل السلطة الفاسدة، أو النظام السابق أو حتى قهر الحياة بشكل عام.

قبل الثورة كانت توجد تابوهات معينة يحظر على المبدع الحديث عنها أو تناولها في أعماله الفنية منها أن لم تكن أهمها التابوهات الثلاثة الدين والجنس والسياسة، هل تري أن الوضع تغير بعد الثورة ام مازال الحال على ما هو عليه؟
سأتكلم عن الفترة التي توليت فيها رئاسة جهاز الرقابة فقط وهي ثلاث سنوات، أي من قبل الثورة، وحقيقةً لا توجد لدى جهاز الرقابة خطوط حمراء، بدليل أننا أجزنا أفلام مثل 678 وهو يتحدث عن ظاهرة التحرش الجنسي، مثل أسماءوهو فيلم عن الايدز، أجازنا فيلم يتحدث عن زنا المحارم وهو فيلم الصمت للنقاد والسيناريست رفيق الصبان، كما وافقنا على أفلام تتناول مواضيع سياسية خطيرة كالفيلم الأخير للمخرج يسري نصر الله " بعد الموقعة"، أو ساعة ونص و رسائل البحر، وكلها مواضيع مهمة تُناقش قضايا خطيرة في المجتمع، تم إجازتها من قبل الرقابة، فالرقابة لا تقف إلا أمام طريقة التناول التي قد تُثير الفتن وتزعزع أمن المجتمع.

تتحدث عن دورك تجاه المجتمع، فأين دورك تجاه المبدع وعدم تقييد حريته؟
عملي هو المحافظة على حرية الإبداع وترك المساحة للمبدع ليُخرج افكاره كما يشاء، وموازنة ذلك مع المجتمع الذي نعيش فيه، يستطيع أي مبدع معالجة أي موضوع كما يُريد، لكن ما يخصني هو طريقة التناول ! والتي لا يجب أن تخرج عن النظام العام، مصالح الدولة العليا، والأداب العامة للمجتمع، وبمجرد أن يتوافق الفيلم مع هذه المبادئ الثلاثة، أصبح أنا محامي المبدع لدى المجتمع، فلا يستطيع أحد لوم هذا المبدع بعدها، فنحن نحميه من توحش المجتمع، مثلما حدث مع فيلم واحد صحيح مثلاً.

ظهرت مؤخراً، بعد الثورة تحديداً، محاولات كثيرة لتقييد الفن وتقييد المبدعيين بقضايا ازدراء ومنع وألخ.. ألا تري أن هناك خوف على الفن في مصر الفترة المُقبلة؟
أنا أنظر للأمر بشكل مختلف، نحن في فترة ثورة، نحاول التعرف على القوى السياسية والإجتماعية المختلفة والتعرف على الأراء المختلفة الموجودة في المجتمع، وهذا شيء عظيم، مصر حالياً تتعرف علي نفسها من جديد، لكن هذا لا يعني أن أي محاولات لتحجيم الرأي وتقييده لن تقاوم، بالعكس في رأيى التقييد ضد العصر وضد التاريخ والمنطق، فأي فلسفة تقوم على بناء الأسوار حتماً ستفشل، لذا فأنا متفائل.

ما موقفك من مقالات محسن الجلاد التي هاجمك فيها في صحيفة الوطن؟
لا التفت لهذا النوع من الهجوم الذي اعلم جيداً أنه نوع من الابتزاز لنا، بسبب رفض الرقابة لسيناريو مسلسله "المزرعة"، واحتفظ بحقي التام في مُقاضاته إذا أردت.

ولماذا رُفض سيناريو المزرعة؟
لأنه يتناول أشخاص بعينهم بشكل مباشر، وهؤلاء الأشخاص مازالت قضاياهم قيد التحقيقات، وبالنسبة إلينا فالقانون يقول المتهم بريء حتي تثبت إدانته، لذلك فكان من الطبيعى رفض السيناريو، خاصةً وأن أي مسئول بعد تخليه عن منصبه يكتسب حصانة المواطن العادي، وقانون الحريات لا يسمح بانتهاك الحريات الخاصة للأشخاص.

هل تعتقد أن أزمة فيلم عمرو سلامة وسناريو محسن الجلاد _خاصةً وأنه تقدم بشكوى لوزير الثقافة بعد رفض سيناريو المزرعة_ السبب وراء عدم التجديد لك؟
مثلما قلت لكِ فيلم عمرو سلامة كان سيتم التوقيع على إجازته بعد تغيير الجزء الذي اعترضت عليه الرقابة سابقاً، لولا قرار عدم التجديد، أما سيناريو المزرعة، فقد تم تقديم نسخة جديدة للرقابة منه بالفعل تحت اسم الجنينة، وذلك بعد تدخل وزير الثقافة، وكانت النسخة الجديدة في مرحلة القراءة، ولو كنت في مكاني لم أكن لأقبل بالنسخة الجديدة لو لم يتم تعديل الملاحظات المطلوبة، أما فكرة أن تكون الأزمات وراء عدم التجديد، فهذا قرار الوزير ولا دخل ليّ به.

هل ستحزن اذا وجدت مسلسل المزرعة قد تمت إجازته بعد خروجك من الرقابة؟
أنا شخص مُنفذ للقانون، وقد نفذت القانون وراضي عن قراري ولا اعتقد أنه سيتم إجازته، إلا لو بمخالفة القانون.

ما تقييمك لفترة رئاستك لجهاز الرقابة؟
سعيد بالثلاث سنوات التي عملت بها في الرقابة، أشعر انني قمت بواجبي وكانت فترة ناجحة، وسعيد حالياً بالعودة مرة جديدة لتدريس الدراما والنقد بالمعهد العالي للفنون المسرحية، واستكمال العمل على سيناريوهاتي المُعطلة، أو الإخراج المسرحي.



تعليقات