واحد من أبرز مخرجي جيله، يتمتع بحس واختيار فني راقي في أفلامه، يطرح قضايا شائكة وجريئة في المجتمع دون اللجوء إلى الابتذال الذي قد يعتمد عليه أخرون، تحدثت السينما.كوم للمخرج عمرو سلامة عن أحدث أفلامه " لا مؤاخذة" الذى تصدر إيرادات السينما المصرية في الأسبوع الأول لعرضه بالسينمات... وإليكم الحوار
في البداية هل توقعت النجاح الجماهيري لفيلم "لامؤاخذة"؟ وهل أثرت الأحداث السياسية الحالية على إيراداته؟
الحقيقة لم أكن اتوقع هذا النجاح، وفي نفس الوقت مندهش من حكم بعض الناس عليه بشكل مسبق قبل طرحه بدور العرض السينمائية كما حدث، وبالنسبة للأحداث السياسية اعتقد أنه إذا ما كانت الظروف الحالية للوطن أفضل مما هي عليه الآن، لكان قد حقق نجاح أكبر.
ما سر اختيارك للأفلام التي تتناول قضايا جريئة وشائكة؟
لا اتعمد ذلك على اﻹطلاق، اﻷمر وما فيه يُختصر في قصة الفيلم نفسها، وفكرته، التي أعجبتني للغاية وهو ما دفعني لإخراج الفيلم بعيداً عن كونه يناقش قضية جرئية أو غير ذلك، وبالمناسبة لدي أفلام أخرى كثيرة لم يحالفني الحظ في تناولها، وليس لها علاقة بأي قضايا هامة، اﻷمر في مجمله كان محض صدفة بحتة ليس أكثر، خاصةً وأن فيلمي السابق " أسماء" كان يتناول قضية هامة ثم جاء فيلم "لامؤاخذة" ليعطي هذا الانطباع.
هناك من اتهم الفيلم بأنه يحرض على الفتنة الطائفية، كيف رأيت ذلك؟ وهل يقدم الفيلم حلول؟
من شاهد فيلم "لامؤاخذة" سيعلم إنه يمثل دعوة للتعايش بين الجميع، وهذا هو هدفي الأساسي من الفيلم، وأرى أن الحل في قضية الفتنة الطائفية يحتاج دراسة وعمل وجهد، وأنا لا استطيع فعل ذلك خاصةً وأن دوري كصانع سينما هو تقديم المشكلة وليس إيجاد حل لها واستغلالها في الدراما، ولكني اعتقد أن الحل مسئولية الجميع بدءً من المجتمع مروراً بالسياسة وانتهاءً عند الخطاب الديني وأشياء أخرى كثيرة، وأنا من جانبي أحاول طرح القضية أمام الجميع.
كيف وقع اختيارك على الطفل أحمد داش؟
الحقيقة أن فريق الإنتاج بذل مجهود ووقت كبير في تلك الخطوة، وأيضاً مخرج الكاستينج ساعدنافي اختزال الممثلين قبل التصوير، حيث كان يتم التصفية بين عشرات الأولاد لاختيار أفضلهم، وبدوري أقوم بمقابلتهم وتقييمهم، حتى وقع الاختيار في النهاية على الطفل أحمد داش، والذي كان أفضل الأطفال المتقدمين، خاصةً وأن لديه عينان معبرتان للغاية، وأيقنت وقتها أنه الأنسب للدور.
قيل إنك تعرضت لضغوط لحذف مشهد "أبلة فاهيتا"، خاصةً بعد ما أثير من جدل حولها في تلك الفترة؟
الحقيقة أننى حذفت مشهد "أبلة فاهيتا" قبل هذا الجدل بكثير، لأسباب فنية بحتة، وخاصةً عندما استمعت لآراء عدد من الأشخاص في الفيلم أثناء عمليات المونتاج، وأجمعوا تقريباً أن المشهد غريب وغير مناسب للأحداث، ولن يكون مفهوماً للجمهور، وهذا كله حدث قبل أن يثار الجدل حول "أبلة فاهيتا" وإعلانها.
طالبت الجمهور قبل طرح الفيلم بعدم تسريبه؟ كيف ترى قضية القرصنة وما تأثيرها على صناعة السينما؟
قضية القرصنة من أكثر الأمور المؤذية لصناعة السينما المصرية، فـبرغم وجود قانون ضد القرصنة، إلا أنه غير مفعل، لذا يجب تفعيله لمواجهة تلك المشكلة والحد منها، وببساطة خوفي من تسريب الفيلم كان بسبب معرفتي أن قرصنته على اﻹنترنت ستحد من دخول الجمهور السينمات لمشاهدته فيها.
ما تقييمك لردود الفعل على الفيلم، سواء على مستوى الجمهور، أو النقاد أو الفنانين؟ وما هىرسالة المخرج عمرو سلامة الرئيسية للجمهور من فيلم "لا مؤاخذة"؟
معظم الردود كانت جيدة جداً، وشخصياً سعيد جداً بردود الفعل هذه، واتمنى أن يلاقى كل فيلم اصنعه هذه الحفاوة. أما بخصوص هدفي من الفيلم، فهو بالتأكيد توصيل قصة وحالة إنسانية جيدة وأيضاً تسليط الضوء على أزمة يجب الاهتمام بها ليس أكثر.