بعد ثلاث مشاركات سابقة في مهرجان كان منذ عام 2009، والذي جعلت منه واحدًا من أهم الأسماء البارزة في السينما الكندية، عاد المخرج الكندي خافيير دولان هذه العام لكي يشارك في المسابقة الرسمية من خلال فيلمه الجديد Mommy، والذي تدور أحداثه حول "ديان ديبيريه"، السيدة الأرملة التي تجد نفسها في تحد كبير من أجل رعاية ابنها المراهق المضطرب، والتي تتلقى مساعدة غير متوقعة من "كليا"، جارتها الوافدة حديثًا إلى المنطقة.
وخلال المؤتمر الصحافي للفيلم بالمهرجان، تحدثت الممثلة سوزان كليمنت عن أجواء التصوير قائلة: "لقد كان كل شيء مدونًا بالفعل، حتى الموسيقى التصويرية، وكان كل شيء مبنيًا بإحكام، ولكن خلال التصوير، كانت هناك متعة كامنة وراء الانطلاق، وهناك مشاهد صارت في النهاية على خلاف لما كانت عليه في البداية لأن خافيير كان يقودنا في إتجاه مختلف، وهو إتجاه لم نكن نتوقعه لأنفسنا، فخافيير كان عليمًا بكل شخصيات فيلمه، وقد صار هو بنفسه كامنًا في كل منها".
أما خافيير دولان، فكان يتحدث عن التأثيرات السينمائية التي بقيت فيه عبر كافة أفلامه، فيقول: "إن أكثر صانع أفلام شعرت بالقرب منه هو الأمريكي جاس فان سانت، فكافة أفلامه تمتلك حرية في البناء، ولا تسير جميعها بشكل مباشر، حيث تخلق الاستطرادات كافة العواطف".
وعلى قدر الاستقبال الحافل الذي حظى به الفيلم بعد عرضه، جاءت كافة المراجعات النقدية عن الفيلم لتمتدح الفيلم بقوة، حيث يصف بيتر برادشو في The Guardian الفيلم بأنه يغوص في "منطقة رمادية بين التراجيديا وانكسار القلب"، أما إريك كوهن من Indiewire فيتحدث أكثر في مقالته النقدية عن الفارق بين تجربة دولان الأولى والفيلم الجديد، فيقول أن الفيلم "يحافظ على الحيوية والحركة اللتان تتجاوزان بالفيلم حاجز الحرفية بما يجسد تطور دولان الكبير كفنان"، أما بيتر ديبراج من Variety، فيصف عمل دولان من خلاله بأنه "يعطي الشعور كأنه يتجاهل عن عمد كل شيء رآه على الشاشات من قبل، حيث يتبع مسارًا جديدًا يتيح له أن يسعى نحو أكثر الطرق مباشرة وأمانة من أجل التواصل مع أي شعور".
جدير بالذكر أن خافيير دولان هو واحد من ثلاث مخرجين كنديين يشاركون في مهرجان كان هذا العام، حيث يشارك معه في المهرجان المخرجان دافيد كروننبيرج و أتوم يوجين.