رحل عن عالمنا أمس الفنان خالد صالح أحد أهم عمالقة جيله من الفنانين تاركًا خلفه ثروة درامية وسينمائية لا تقدر، فهو صاحب الأدوار اﻷكثر تعقيدًا وتنوعًا في الدراما المصرية، حيث قدم العديد من الأدوار المتنوعة التي تركت بصمة مع الجمهور العربي جعلته في مصاف النجوم.
موهبته تتغلب على حظه
يمكننا القول أن تأخر النجم خالد صالح في الظهور على الساحة الفنية كان من حظ المشاهد السيء، حيث أنه نجمه بدأ يبزع في بداية اﻷلفية الثالثة، وعلى الرغم من أنه كان في السادسة والثلاثين من عمره وقتها، إلا أنه لم يستسلم للفترة التي مضت من عمره بعيدًا عن الأضواء والمجد، وعرض إبداعه على الجمهور واجتهد بشكل واضح حتى ترك بصمة درامية مميزة مع كل عمل قام به، ونلاحظ ذلك في ترديد الجماهير لبعض الجمل الشهيرة التي وردت في الكثير من أعماله.
ومضات من مشوار خالد صالح
( هي فوضى)
من أعظم الأفلام التي قُدمت في الفترة التي تسبق ثورة 25 يناير، حيث مثل خالد صالح جبروت وظلم الدولة والشرطة متمثلة في صورة أمين شرطة بقسم شرطة شبرا، الذي وصلت نفوذه إلى توجيه مأمور القسم نفسه والسيطرة عليه، والفيلم كان بمثابة مغامرة تم مواجهتها من قبل النظام الأسبق بكل قوة، إلى أن خرج العمل إلى النور بهذه الصورة.
link]
( فبراير اﻷسود)
من اﻷفلام التي ربما لم تأخذ حقها في السينما المصرية إلى أن تم عرضه على شاشات القنوات الفضائية مؤخرًا، سرد من خلال العمل طرق تعامل الدولة بأجهزتها المختلفة مع المواطنين على حسب طبقاتهم الاجتماعية والسياسية، ويعتبر أيضًا من الأفلام الأكثر جرأة التي قام خالد صالح بالمشاركة في بطولته.
link]
( الريان)
واحد من أعمال السير الذاتية التي قدمها خالد صالح، والتي قدم فيها حياة رجل الأعمال الراحل "أحمد الريان"، وكيف قامت الدولة بمحاولة التخلص منه بعد أن أصبح قطب كبير ينافس الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها، لكن تدخل العمل في الحياة الشخصية لنساء العائلة، وكان من المآخذ التي أُخذت على العمل.
link]
( الريس عمر حرب)
وجسد صالح في الفيلم دور المايسترو الذي يدير كل تصرفات وانفعالات كل شخص وكل شيء في الحياة حوله، وظهر كمن يضع السبب والنتيجة، وكان من المشاهد المؤثرة مشهد إخبار هاني سلامة بحقيقة إدارته للأمور وأنه اصطفاه ليكون خليفته.
link]
وفي النهاية رحل عن عالمنا الفنان العظيم خالد صالح قبل أيام قليلة من عرض آخر أعماله السينمائية ( الجزيرة2).. رحل خالد صالح لكن يظل الراحل فكرة والفكرة لا تموت.