صدقني إنها نصيحة غالية، قد لا تعرف قيمتها إلا مع بدايات العام الجديد. في 2015 لن يكون لديك وقت كافٍ لمشاهدة أي شيء بخلاف إنتاجات السنة نفسها... إنه عامٌ مُتخم، ستعاني فيه محفظتك كثيرًا كي توفِّر متعة كافية لقلبك وعقلك.
ستغرقنا هوليوود في 2015 بمجموعة مهولة من الأفلام واجبة المشاهدة على مدار السنة، لا أعرف إن كانت هذه الأفلام ستخرج جيدة أم لا، لكنها على أية حال ستكون واجبة المشاهدة... إنها السنة الحلم، ربما أهم سنة في تاريخ هوليوود منذ عقود (تستطيع التعرف على بعض ما ستقابله فيها من هنا، فقط لاحظ أن المقال كُتب في 2013 وأن هناك بعض التغيرات قد حدثت منذ حينها).
الآن، وحتى لا تفوتك أهم خبطات 2014 ضخمة الإنتاج - الحديث هنا لن يكون عن إنتاجات العام الدرامية - أعتقد أنه يجب عليك مشاهدة الأعمال التالية قبل نهاية العام. هذه القائمة بدورها تتضمن أفلامًا واجبة المشاهدة، ليس بالضرورة أن تكون جميعها أفلامًا ممتازة، هي فقط أفلام لا يجب تفويتها إذا كنت المهووس الذي أظنك إياه.
ربما كان هذا هو فيلم هوليوود الأكثر انتظارًا لعام 2014، وأحد أكثر الأفلام انتظارًا في العقد الأخير. فبعد 10 سنوات منذ آخر أفلام سلسلة جودزيلا اليابانية التي وصلت إلى 29 فيلم، و16 سنة كاملة منذ نسخة 1998 الأمريكية التي أخرجها رولاند إيمريش، كان انتظار عودة الوحش الأكثر شهرة في تاريخ السينما قد وصل مداه.
جودزيلا في النسخة الجديدة تم تقديمه كإله قديم، كيان هائل يعمل على استعادة توازن الطبيعة من خلال لعبة فريسة ومفترس تُمَارَس بضراوة منذ عصور سحيقة دون أن ندري عنها شيئًا. من ناحية أخرى، لم يعتمد مخرج الفيلم جاريث إدواردز على وحشه المحبوب فقط، لأنه أراد تقديم قصة تستحق أن تُحكى بالأساس، لذا عمل على تطوير سيناريو وضع فيه كل ما في جعبته من شغف، واستطاع الخروج بقصة مثيرة للغاية، تحمل الكثير من الصفات الوراثية للفيلم الأصلي، وفي نفس الوقت تُقدِّم طفراتها الخاصة.
اقرأ مراجعة كاملة عن الفيلم من هنا.
مؤخرًا، بدأ ستديو ديزني يسلك دربًا غير معتاد في إعادة تقديم أعماله الكلاسيكية... وفي Maleficent وصل الجموح لأقصى درجة. الفيلم يعرض رؤية مختلفة لحكاية الجمال النائم الكلاسيكية، حيث تُحكى القصة من وجهة نظر الساحرة الشريرة ماليفسنت وليس من وجهة نظر الأميرة. يروي الفيلم الجانب غير المكتشف من القصة، ويحاول استكشاف دواعي حقد الساحرة الدفين، وسبب إلقائها بتعويذة النوم الأبدي على ابنة الملك. خلال الفيلم ستعرف أن ماليفسنت ربما لم تكن شريرة جدًا، ربما حدث لها أمرًا شديد البشاعة في الماضي أجبرها أن تتحول إلى ما هي عليه.
كثيرون أحبوا الفيلم جدًا لتناوله الطازج وغير المعتاد، بينما كرهه البعض كونه خفَّف من وطأة الشر الخالص غير المبرر الذي كان مُجسَّدا في الحكاية الأصلية. حسنًا، يجب أن تشاهد العمل بنفسك كي تحكم عليه وتنضم بعدها لأحد الفريقين.
هذا التناول الجديد سيطول أيضًا حكاية سندريلا في 2015... تُرى، هل ستوفَّق ديزني هذه المرة أيضًا؟
Dawn of the Planet of the Apes
ينجح فيلم Dawn of the Planet of the Apes في خداعك أثناء المشاهدة الأولى ويجعلك تظن أنه يتفوق بشكلٍ أو بآخر على جزئه الأول، أو هذا على الأقل ما حدث معي. لكن مع بعض التروي، ومع إعادة النظر لكثير من معطيات الفيلم، اكتشفت كم كنت مخطئًا.
الجزء الأول يحمل (حدوتة) أفضل بكثير مما قُدِّم في الجزء الثاني. نعم المؤثرات البصرية للأخير في القمة، وتكنولوجيا الـ Motion Capture في أفضل استخدام لها ربما منذ Avatar، لكن على المستوى السردي، الفيلم عاجز إلى حدٍ كبير، ويعرج على ساق واحدة.
ساق الفيلم السليمة هي عالم القرود الذي تم تقديمه بشكل ممتاز وبدراما مكثَّفة وتمثيل متقن من الجميع، على عكس عالم البشر الذي جاء أُحاديًّا للغاية بشخصيات باهتة وأدوار ستنساها بعد يوم واحد من مشاهدتك للفيلم (لا أرى سببًا يجعل جاري أولدمان يقبل بدور مثل هذا إلا إنه كان يمرّ بضائقة مالية).
شاهد الفيلم فقط من أجل مؤثراته البصرية، وبالطبع من أجل أداء أندي سيركس المذهل، الرجل ذو الألف وجه الجديد.
The Hobbit: The Battle of the Five Armies
نحن مواليد الثمانينات والتسعينات عاصرنا طرح ثلاثية سيد الخواتم في عُمرٍ مثالي لتصبح هي Star Wars جيلنا، ولتحتل ركنًا خاصًا جدًا من أحلامنا وخيالنا، بل ربما تكون قد ساهمت في تغذية هذا الخيال من الأساس. لذا عندما سمعنا منذ سنوات بأن New Line Cinema تنوي تقديم رواية الهوبيت في ثنائية (تحوّلت بعدها إلى ثلاثية)، ثم اتفاقهم مع بيتر جاكسون ليخرجها (قبلها كان جيلموريو ديل تورو من سيتولى المهمَّة)، فتحنا عيوننا وقلوبنا على اتساعها وذهبنا جميعًا إلى دور العرض بآمال عريضة، مسحورين ومنومين مغناطيسيًا ومستعدين لتقبُّل أي شيء يعرض أمامنا... كنا مستعدين للتهليل المُتسرِّع، وهو ما حدث بالفعل.
لكن الحقيقة العارية التي باتت واضحة للجميع بعد نزول آخر فصل في الملحمة، هي أن ثلاثية الهوبيت قد تكون مُمتعة، لكنها لا يصح أن تُقارن من الأساس بسيد الخواتم. ومثلما حدث قديمًا مع ثلاثية Star Wars لم تأت الثلاثية التالية بنفس القوّة، أيضًا لأنها لم تكن تمتلك قوة الدفع السردية التي كانت في الأفلام الأصلية.
الجزء الثالث فيلم جيد، لكن مع ربطه بسابقيه ومحاولة الخروج بتقييم واحد للسلسلة ككل، نستطيع أن نقول أنها عمل مقبول ليس إلا، وأعتقد أن نجاحها ارتكز بالكامل على ما تثيره في هذا الجيل من حنين.
أكثر أفلام العام إثارة للجدل. فيلم فائق للبعض، مخيبًا للآمال لكثيرين، وهي العادة دائمًا مع أفلام المخرج كريستوفر نولان. الحديث عن هذا الفيلم لم ينقطع منذ طرحه في الخامس من نوفمبر إلى الآن، والآراء حوله تتباين بشدة بين مؤيد متعصِّب وكاره لأقصى الحدود... طرفي نقيض لن تعرف أبدًا أيهما على حق.
القصة طموحة جدًا وتحمل لحظات مثيرة إلى حدٍ كبير، لكن المشكلة الحقيقية كانت في الخطوط الفرعية الضعيفة، وفي التنفيذ، وبالطبع في المنعطفات الشهيرة للقصة التي لا يستطيع كريستوفر نولان ألا يقدم أي فيلم دون أن يلجأ إليها. شيء واحد في الفيلم لم يختلف عليه الكثيرون... الموسيقى التصويرية الأستاذية التي دوَّنها هانز زيمر، في واحدة من أقوى خبطاته منذ أعوام طويلة.
اقرأ مراجعة كاملة عن الفيلم من هنا.
Captain America: The Winter Soldier
نظرًا لأنني لم أشاهده بعد، أُقدِّم هنا مونتاج سريع لمقال الزميل أحمد السنكري عن الفيلم.
بعد النجاح غير المسبوق لفيلم The Avengers، قررت شركة مارفيل إعادة تيمة فريق المقاتلين اﻷخيار مرة أخرى في الجزء الثاني من كابتن أميركا... وصدق حدس مارفيل حيث حقق الجزء الثاني "كابتن أميركا: جندي الشتاء" نجاحًا يفوق سابقه بمراحل.
طبقا لتصريح من الممثل أنتوني ماكي، حرص اﻷخوان روسو مخرجا الفيلم على الحد من استخدام المؤثرات المخلَّقة حاسوبيًا CGI قدر اﻹمكان، والعودة إلى مشاهد الحركة الحية التي أوشكت على الانقراض، فخرج الفيلم عظيمًا ورائعًا إلى حد كبير. الفيلم إجمالًا كان مميزًا للغاية على مستوى المؤثرات البصرية والصوت كمونتاج ومكساج، وأتوقع أن يكون له مكان في جوائز هذا العام في تلك الفئات.
اقرأ مراجعة الزميل أحمد السنكري عن الفيلم من هنا.
جنّه حقيقية لعشَّاق أوبرات الفضاء وقصص الكوميكس، وربما أكثر أفلام العام إمتاعًا (لا تقلق سنتحدث بعد قليل عن X-Men). فريق من الخارجين عن القانون يخوضون مغامرة تقليدية لمنع أحد الأشرار من حيازة قوة كونيَّة هائلة يريد استخدامها لتدمير الكون.
كم قصة قرأناها وكم فيلم شاهدناه يحكي عن ذات الموضوع؟ عشرات؟ مئات؟ أكثر قليلًا؟ ربما... كل هذا لا يهم، فالأصالة ليست كل شيء. هناك العديد من الأفلام الاشتقاقية للغاية التي تمكَّنت من صياغة حبكة ممتعة تعيد بها تعريف الضرب من جديد، تستطيع بضمير مستريح جدًا أن تضع حرّاس المجرّة على رأس هذه الأفلام. في كلمة واحدة، أو ربما اثنتين: مُتعة خالصة.
اقرأ مراجعة الزميل محمود راضي عن الفيلم من هنا.
X-Men: Days of the Future Past
ذكرت أن The Guardians of the Galaxy قد يكون أمتع أفلام العام... لماذا رجّحت فقط ولم أؤكد، لأني في الحقيقة في حيرة أيهما أحق باللقب، هو أم X-Men: Days of the Future Past؟
تلقى الفيلم طوفانًا من المراجعات الإيجابية في كل مكان، وعلى حد علمي لم أقابل حتى الآن من صرّح لي أن الفيلم لم يعجبه، طبعًا مرة أخرى أؤكد نحن هنا نتحدث على مستوى الإمتاع لا على أي مستوى آخر. هذا فيلم لا يمكن أن يخيِّب أملك إذا كنت ترغب في قضاء ساعتين من المتعة غير المُقنّنة.
بحبكة عبقرية وطاقم تمثيل مُتخم بالنجوم - 19 ممثلاً رئيسيًا منهم 4 حائزين على الأوسكار - يتلاعب الجزء الجديد بالخط الزمني لسلسلة الرجال إكس كما لم يحدث في فيلم آخر منذ Back to the Future، ويفتح مجالاً لأن يكون كل ما قد شاهدناه في الأجزاء السابقة لم يحدث قط.
اقرأ مراجعة كاملة عن الفيلم من هنا.
قليلة هي تلك الأجزاء التي تستطيع التفوق على الفيلم الأصلي، وتفتح منحى جديد للأحداث أشد إثارة بمراحل من ذلك الذي قُدِّم في الحبكة الأساسيَّة... قليلة جدًا هي، وبالتأكيد فإن الجزء الثاني من The Purge واحدًا منها.
الفيلم درس مُكثَّف في كيفية صنع استطراد لفيلم مُبتكر عادي التنفيذ في جزئه الأول، وتحويله إلى فيلم ممتاز فائق الإثارة وشديد الإتقان على المستوى التقني في الجزء الثاني. التوتر هنا في القمة، الانفعالات في القمة، العنف في القمة، الفيلم يداعب بقوة الخوف الغريزي البدائي داخل كلٍ منّا، وسيتمكن من الاستحواذ عليك بالكامل. هذا فيلم رعب وتشويق لا يُفوّت سيضمن ضخ كمية كبيرة من الأدرينالين في عروقك.
نتَّفق ونختلف كثيرًا مع إعادات الإنتاج، لكن لا أحد ينكر أن الأمر أصبح ظاهرة حقيقية. نحن الآن نعيش حاليًا عصر الكوميكس والـ Prequels وإعادات الإنتاج.
Robocop هو واحد من إعادات الإنتاج الجيّدة في السنوات الأخيرة. الفيلم لم ينل حقّه الكافي، وطُرح ورُفع من دور العرض دون أن يصنع ضجة كبيرة. لذا حاول إعطاء فرصة للشرطي الآلي في نسخته الجديدة وامنحه ساعتين من وقتك، وستجد أنه عمل متماسك إلى حدٍ كبير. صحيح أنه لا يتفوق على النسخة الأصلية (لم يفعلها فيلم حتى الآن إلى حد علمي، ذكّرني إذا كنت تعرف واحدًا)، لكنه تمكَّن من إعادة صياغة القصة بقدر كبير من الرصانة ودون ابتذال... يكفي أنه لم يفرط في استخدام البهلوانيات، ولم يتحوَّل إلى مهرجان أجوف للـ CGI كغيره من إعادات الإنتاج الأخرى.