رغم انتمائها لعائلة فنية، فهي ابنة المخرج عادل عوض والفنانة راندا وحفيدة الفنان محمد عوض، إلا أنها اقتحمت عالم التمثيل بعيدًا عنهم.. وخطفت جميلة عوض أنظار المشاهدين الكبار منهم قبل الصغار بشخصية "هانيا" في مسلسل " تحت السيطرة".. فحصلت على إشادات عديدة من الجمهور والنقاد واعتبرها البعض أفضل وجه جديد هذا العام. السينما.كوم أجرت مقابلة مع جميلة عوض لكشف تفاصيل تجربتها فى"تحت السيطرة" ونظرتها لشخصية "هانيا" وأشياء أخرى في الحوار التالي..
في البداية، كيف جاءت مشاركتك في مسلسل "تحت السيطرة" ؟
جاءت عن طريق الصدفة والموضوع كان قدري بحت، فهناك صديق ليّ رأى فيّ موهبة التمثيل، وأخبرني أن المخرج تامر محسن يبحث عن بنت لتجسيد شخصية مهمة في مسلسله "تحت السيطرة"، وأن المقابلات غدًا، فذهبت وأجريت المقابلة والحمد لله تم اختياري للدور، وقد كنت محظوظة للغاية لأن شخصية "هانيا" من الأدوار الرئيسية التي لم يكن تم اختيار ممثلة لها بعد.
أنتِ من عائلة فنية، فلماذا لم تأت هذه الخطوة عن طريق والدك أو والدتك؟
بالنسبة لهما لم يفضلا عملي بالتمثيل كثيرًا، ولكنهما في نفس الوقت لم يكونا معارضين للفكرة، وكانا يشجعانني دائمًا على أشياء أخرى أقوم بها منها المذاكرة بالإضافة إلى أن ليّ اهتمامات عديدة منها السياسة.
معرفة عمرك أصبح المطلب الأساسي للمشاهدين، فهل ستبوحين لهم بذلك؟
أنا سعيدة أن الجمهور يراني في دوري دون معرفة سني، وبوجه عام أنا مع ألا يكون المشاهد على دراية بعمر الممثل حتى يكون هناك مجال لخيالهم من أجل تصديق الشخصية، فالمشاهد عندما يعرف سن الممثل أو الممثلة يقلل ذلك من المصداقية، وأرى أن إخفاء عمري في مصلحتي حتى يستطيع أي مخرج وضعي في أي شخصية سواء كبيرة في العمر أو صغيرة، ورغبتي الشخصية هي عدم الإفصاح عن سني وأتمنى ألا يعارضني أحد في ذلك.
لماذا لم تحصلِ على كورسات تمثيل قبل بدء تصوير دورك في "تحت السيطرة"
تمنيت دخول ورشة تمثيل منذ فترة ولكن التصوير بدأ سريعًا، ومن قبله كانت البروفات اليومية، فلم يكن هناك وقت لدراسة التمثيل أو الحصول على كورسات، رغم أن اﻹنتاج في المسلسل حجز ليّ مع د/ محمد عبد الهادي لتعليمي التمثيل، ولكني لم أذهب له أكثر من خمس مرات فقط، وكنا نقرأ فيها الدور سويًا ونكتشف تفاصيل الشخصية ولم نستطع التركيز على التمثيل.
هل استفدتِ من الخمس جلسات مع د/ محمد عبد الهادي قبل دخولك التصوير؟
أفادني كثيرًا الحقيقة، فشخصية "هانيا" بعيدة تمامًا عني وعن مبادئي الشخصية، ولكي أدخل في الشخصية، وأجسدها بتفاصيلها وأخلاقها وتصرفاتها تطلب ذلك مجهودًا كبيرًا، وأهم ما قام به د/ محمد عبدالهادي معي، هو تعليمي كيفية التمثيل، وأنني لا أستطيع الحكم على شخص دون أن أعيش حياته لأن هناك اختلافات عديدة قد تؤثر على سلوك اﻷشخاص، فهو قربني من دماغ "هانيا" وساعدني على تقديم الدور من قلبي.
وكيف رأيتِ شخصية "هانيا"؟
حقيقةً، الغرض من هذا الدور ليس أن يكره الناس "هانيا"، وإنما ليكرهوا أفعالها وتصرفاتها وتعايشها مع المخدرات ووصولها ﻷن تصبح مدمنة في النهاية، فمن المفترض أن يكره الناس الأفعال وليس الأشخاص، وخير مثال على كلامي أحمد السقا في فيلم " تيتو"، فقد كره المشاهد كل تصرفاته سواء قتل أو سرقة وكل ما قام به في حياته، ولكن عندما قُتل في النهاية تعاطف معه الجميع وشعروا أنه ضحية، وبالنسبة لـ"هانيا" تصرفاتها كلها خاطئة، ولكن لو قابلتني في الحقيقة سأحبها.
ماذا استخدمتِ كـمرجع في مشاهد الإدمان التي قدمتيها؟
صراحةً، لم أشاهد ناس حقيقية تتعاطى المخدرات ولكن كل التفاصيل تم حكيها ليّ أثناء البروفات، وكان معنا وقتها أشخاص مدمنين وتعافوا، كما تواجد دائمًا أثناء التصوير شخص متعافي لتصحيح الأخطاء التي من الممكن أن نقع فيها أو إفادتنا بأي تفاصيل جديدة.
البعض رأى أن مشاهد تعاطي المخدرات كانت مبالغ فيها، فما ردك على ذلك؟
بالعكس نحن لم نُظهر طريقة تعاطي المخدرات بشكل تفصيلي، فدائمًا ما كان المخرج تامر محسن حريصًا على ذلك، فكان مقصودًا ألا تظهر مشاهد الإدمان بشكل كامل، أما بالنسبة لـ"هانيا" فمشكلتها لم تكن الإدمان فقط وإنما الدور يعرض سلوكيات كثيرة خاطئة مجتمعة في شخصية واحدة.
ما هي المشاهد الأصعب بالنسبة لكِ في "تحت السيطرة"؟
صراحةً، كل مشهد أتعامل معه بطريقة مختلفة ولا أربطهم ببعضهم البعض، ولكن من الممكن أن يكون مشهد بسيط جدا وبالنسبة ليّ صعب للغاية، أرى مثلا أن مشهد مفترض أن أتعامل فيه مع نيللي كريم بجدية سيكون صعبًا لأنني أحبها على المستوى الشخصي، فنيللي كريم بالنسبة ليّ من الممثلين المهمين قبل أن أدخل حتى مجال التمثيل بكثير، وأعشقها وأحمد الله أن أول أعمالي الفنية جاء معها بشكل قدري جدًا.
ماذا عن تعليقات والدك ووالدتك عن دورك؟ وهل ستكملي مسيرتك في التمثيل؟
معجبون بالدور جدًا ولكن في نفس الوقت لديهم قلق من النجاح، أما بالنسبة لاستكمالي مسيرتي في التمثيل، فهذا أمر مؤجل بعض الشيء، خاصةً وأن مجال التمثيل لا أحد يقرر الاستمرار فيه من عدمه، وإنما يعود الأمر للجمهور بشكل كامل، فمن الممكن أن تكون هناك ممثلة متميزة ولكن المشاهد يعتبر دمها ثقيل رغم موهبتها، وحتى الآن أرى جمهور كبير يشيد بيّ، لكن قراري بالاستمرار أو لا متوقف على حبهم ليّ بعد ذلك.