"أنا أخاف بسهولة، هناك أربعة أشياء تُفرز عندي الأدرينالين: الأطفال الصغار، الشرطة، الأماكن المرتفعة، أن يكون فيلمي القادم ليس في نفس جودة فيلمي السابق".
هذا الإنجليزي العبقري، المصاب بفوبيا من "البيض" والشرطة، كرس أكثر من نصف عمره لصناعة سينما عن الجريمة الممزوجة بالغموض والحب والجنون والجنس والأمراض النفسية. ألفريد جوزيف هيتشكوك، يأتي اليوم متواكبــًا مع ذكرى ميلاده المئة وستة عشر، لنتذكر معه مجموعة من أفلامه التي خلدها أرشيف السينما العالمية.
يقول هيتش عن أفلامه: "بعض الأفلام هي شرائح من الحياة، أفلامي شرائح من الكيك".
وُلد سيد التشويق عام 1899 في الثالث عشر من شهر أغسطس، في ضاحية إيسكس بإنجلترا، وبدأ العمل في مجال صناعة السينما في سن مبكرة مع بدايات عامه الحادي والعشرين. وفي السطور التالية نحاول أن نتحدث عن عدد من الأفلام العظيمة لهيتشكوك، والتي تضيف لمشاهديها متعة بصرية ومعرفية وفنية ثمينة.
أفلام هيتشكوك، لكل منها حالته الخاصة، لذا فوضع كل فيلم هنا لا يعني تصنيفه بأنه الأفضل على الإطلاق مقارنةً بالأفلام الأخرى لهيتش.
هو أكثر أفلام هيتشكوك قربــًا لي، حكاية مثيرة تبدأ مع المحقق جون سكوتي فيرجسون ( جايمس ستيوارت)، الذى استقال من الشرطة بسبب إصابته بالأكروفوبيا أو الخوف من المرتفعات، والتي كانت سببــًا في إصابته بكسر في قدمه لأنه يشعر بالدوار وعدم الاتزان عندما يكون في مكان مرتفع. بعد استقالته من الشرطة يستعين به أحد زملائه القدامى في الدراسة وهو جافين ( توم هيلمور) من أجل أن يساعده على معرفة السر وراء أفعال زوجته الغريبة، حيث أن الصديق يظن أن زوجته مرتبطة نفسيــًا وعاطفيــًا بشخص متوفي. تأخدنا الأحداث مع جون لنعرف أن مادلين زوجة صديقه قد ارتبطت بجدتها الكبرى وأنها تتقمص شخصية جدتها في كثير من الوقت.
يستمر سكوت في متابعة البطلة مادلين ( كيم نوفاك) و التي ترتبط به عاطفيــًا بمرور الوقت وهو أيضــًا بعد التعرف عليها وهي تحاول الانتحار. تتوالى الأحداث بين مادلين وسكوت التي تحكي له عن حلم يسيطر عليها طوال الوقت في مكان ما، فيخبرها سكوت أنها بالفعل ذهبت إلى هذا المكان وأنه لم يكن حلمــًا وأنه بمجرد الذهاب إلى هناك سينتهي هذا الشعور فورًا. في اليوم التالي يذهب جون ومادلين إلى هذا المكان، حيث أحد الكنائس، يتجولان في المكان ثم تصعد إلى قمة الكنيسة -بعد أن اعترف كل منهما للأخر بحبه- فلا يستطيع سكوت أن يلحق بها خوفــًا من المرتفعات، حتى يسمع صوتــًا يعرف منه أنها سقطت من أعلى البناية وماتت.
يعيش سكوت فترات صعبة جدًا، يتملكه شعور عميق بالذنب تجاه مادلين لأنه لم يستطع منعها من الانتحار، كما أنه مازال مهووســًا بها. تمر الأحداث ويلتقى سكوت بامرأة تشبه حبيبته مادلين، يسير كالمجنون وراءها حتى يعرف هل هي مادلين أم لا؟ لكن السيدة تخبره أنها ليست هي مادلين ولكن اسمها جودي بارتون (كيم نوفاك).
نكتشف حقيقة الأمر بعد مرور حوالي ساعة وأربعين دقيقة، مادلين التي أحبها جون لم تنتحر، مادلين التي أحبها جون هي نفسها جودي، استأجرها جافين زميل جون لتمثل دور مادلين، حتى يستطيع جافين قتل مادلين الحقيقية زوجته.. كيف؟ داخل الكنيسة في أعلى جزء بها، يكون جافين منتظرًا هناك قبل أن يأتي جون مع مادلين المزيفة، تصعد مادلين المزيفة إلى المكان الذي يوجد فيه جافين، وبالطبع لا يستطيع جون أن يصعد هناك نظرًا لخوفه من الأماكن المرتفعة، وهذا ما كان يعرفه جافين أيضــًا، يرمي الزوج بزوجته ويظن جون أنها حبيبته مادلين. يتعلق جون بجودي أيضــًا لكنه يرى فيها مادلين، ويحاول أن يصنع منها مادلين أخرى بنفس التطابق في الملابس وتصفيفة الشعر، لم تعترف له جودي أنها مادلين وأنها لم تمت، ويظل جون في تحويل جودي لمادلين ثم يأخذها إلى نفس الكنيسة التي ماتت فيها مادلين ليكتشف الحقيقة وأنه كان ضحية جافين، ويواجه مادلين أو جودي بالحقيقة التي تموت بنفس الطريقة أيضــًا.
الفيلم من إنتاج عام 1958، مأخوذ عن رواية فرنسية بعنوان (D'Entre Les Mortes). الموسيقى التصويرية من تأليف برنارد هيرمان، وفي ظني أنها واحدة من أعظم ما قدم هيرمان مع هيتشكوك، واحدة من كلاسيكيات الموسيقى السينمائية في القرن العشرين. قام النقاد بنقد الفيلم بشكل لاذع بعد عرضه في السينمات. وفي عام 2007 اعتبر معهد الفيلم الأمريكي AFI "فيرتيجو" أفضل تاسع فيلم على مدار التاريخ السينمائي.
أشهر أفلام هيتشكوك في تصنيف الجريمة والتحليل النفسي والرعب. القصة مستوحاة من قصة القاتل الأمريكي إيد جين (Ed Gein) وقد قام المؤلف الأمريكي روبرت بلوتش بكتابة رواية بنفس الاسم، قام هيتش بإخراجها عام 1960.
تبدأ الحكاية مع بطلة الفيلم ماريون ( جانيت لي) التي تريد أن يجمعها بحبيبها سام (جون جافين) بيتــًا واحدًا، لكن كثرة الديون تقف حائلًا أمام حدوث ذلك، تقوم ماريون بسرقة 40 ألف دولار من الشركة التي تعمل بها وتهرب من المدينة لتذهب لحبيبها سام في كاليفورنيا. لم تكن رحلتها سهلة للوصول هناك إذ تم توقيفها من قبل رجل شرطة والذي ارتاب من أفعالها إلا أنها تنجح في الفكاك منه وتكمل رحلتها الطويلة إلى حبيبها. لم تستطع أن تستمر في رحلتها بسبب الأمطار التي هطلت بغزارة مما اضطرها إلى الذهاب إلى فندق صغير يسمي (The Bates Motel) والذي يعمل فيه نورمان بيتس ( أنتوني بيركنز)، سألته ماريون عن رغبتها في شراء طعام، لكن الأمر كان صعبــًا، فعرض نورمان عليها أن تتناول معه العشاء. ماريون تنتظر نورمان الذي كان في شجار مع والدته في منزلهما المجاور للفندق، ثم يعود ليتناول العشاء مع ماريون التي كانت قد بدلت ملابسها وحاولت وضع الأموال المسروقة في مكان غير متوقع.
بعد تناولها العشاء، تذهب ماريون إلى غرفتها و بعد فترة تدخل للاستحمام ليدخل عليها شخص لا نعرف من هو ويقوم بقتلها في مشهد ربما هو الأشهر على الإطلاق في مشاهد الرعب والذي يقول عنه النقاد إنه غير شكل الصورة السينمائية. بعد مقتل ماريون، يستمر الشجار بين نورمان ووالدته؛ لنفهم أن الأم هي من قتلت ماريون، فيحاول نورمان أن يقوم بتنظيف مكان الجريمة ودفن القتيلة.
سام يحاول أن يرسل جوابــًا لحبيبته يخبرها فيه أنه يريد الزواج منها وأنه سيجد حلاً لمشكلة الديون، لكن الأمر لم يكتمل فقد علم سام أن ماريون قد سرقت مبلغــًا كبيرًا، وأنها مختفية منذ حوالي أسبوع. بمعاونة الشرطة يصل سام إلي فندق نورمان بيتس ويثار الشك حول المكان وأن أمرًا يتعلق بالمكان وماريون معــًا.
يكتشف سام وليلا أخت ماريون الحقيقة حول اختفاء ماريون وأنها قد قُتلت على يد نورمان، المريض النفسي، الذي كان يتقمص دور أمه الميتة ويقتل وهو يشعر أنه والدته، لنكتشف في النهاية أنه قد قتل والدته قبل ذلك لأنها تزوجت رجلاً آخر بعد والده، ولم تعد تعطيه الاهتمام الكافي. بعد هذه الحادثة، أصبح عقل نورمان مصابــًا بالانفصام، نصف يتقمص شخصية الابن والنصف الآخر يتقمص شخصية الأم.
في النهاية، عبقرية الفيلم تكمن في التحول الدرامي الحادث في القصة فبعد أن كان تركيزنا على الأموال المسروقة نكتشف أن الحكاية عن نورمان بيتس. ومن المعروف عن الفيلم أن هيتشكوك قام بعمل سياسة إعلانية تسويقية عبقرية، شكلت عامل جذب كبير للفيلم، حيث كتب للمشاهدين أمام دور السينما أنه لن يسمح لأي مشاهد بدخول الفيلم بمجرد بدئه حتى لو كان هذا الشخص هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أو ملكة بريطانيا. كما أنه سجل بصوته بعض المقاطع التي كان يتحدث فيها عن الفيلم أثناء شراء المشاهدين للتذاكر.
كان والت ديزني يرى أن فيلم سايكو فيلمــًا مقززًا، مما جعله يمنع هيتشكوك من التصوير في ديزني لاند. وفي 2007 صنفه معهد الفيلم الأمريكي في المركز الرابع عشر ضمن أفضل الأفلام على مدار التاريخ السينمائي.
"في السينما الروائية المخرج هو الله، وفي السينما الوثائقية الله هو المخرج" هيتشكوك
الفيلم يبدآ بجريمة قتل يقترفها شابان، حيث يقتلان صديقهما ثم يقومان بوضعه في صندوق. يعتقد أحد الشابين براندون (جون دال) أن صديقهما هذا لا يستحق الحياة لأنه أقل منها وأن هذه الحياة تستحق من يجابهها. كان الشاب الآخر فيليب (فارلي جرانجر) خائفــًا من أن ينكشف أمر الجريمة وخاصة أنه سيتم دعوة أسرة صديقهما إلى البيت وكذلك معلمهم أثناء الدراسة روبرت (جايمس ستيوارت)، ذلك المعلم الذكي الذي سيكتشف الجريمة التي فعلها الشابان.
الفيلم مسرحي جدًا في طريقة تصويره، كما أنه يتحدث عن فلسفة نيتشه حول الإنسان الفوقي التي استلهمت النازية مبادئها منها. أُنتج الفيلم عام 1948 ومستوحى من المسرحية التي قام بتأليفها باتريك هاميلتون، و يعتبر هذا العمل حالة فريدة من نوعها في تاريخ السينما، فالفيلم لم يتم عمل مونتاج له، إذ قام هيتشكوك بتصوير مشاهد الفيلم ONE TAKE، فلم يقم بتقطيع اللقطات أثناء التصوير؛ بل تم تصوير اللقطات بالتوالي على شريط الفيلم حتى ينتهي، ثم يأتي القطع التالي في المشهد الجديد على الشريط الجديد. يذكر أن الفيلم تم تصويره على 10 لقطات أو TEN TAKES.
تم منع الفيلم من العرض في بعض السينمات الأمريكية اعتقادًا أن الفيلم أظهر شخصية "فيليب" أنها شخصية مثلية جنسيــًا.
يقول هيتشكوك: "إذا أخرجت فيلمــًا بشكل صحيح، سوف يصرخ الجمهور الياباني في نفس الوقت الذي يصرخ فيه الجمهور الهندي".
ربما هذا ما يحدث معك عندما تشاهد فيلم الطيور، خاصة مع مشهد المدرسة الشهير الذي تهاجم فيه الطيور التلاميذ الصغار. الفيلم باختصار يتحدث عن ظاهرة غير مفهومة في إحدي المدن الأمريكية حيث تقوم مجموعة من الطيور المتوحشة بمهاجمة أهل المدينة وتعمد إلى قتلهم دون تفسير واضح خلال الأحداث عن ماهية هذا النوع من الطيور و لماذا يهاجم البشر؟
تروي بطلة الفيلم تيبي هيدرن أن تصوير الفيلم كان صعبــًا وقد كان هناك مدرب خاص للطيور في الفيلم اسمه (راي بيرويك) وتضيف أنه في أحد المشاهد عندما كانت تهاجم الطيور المدينة، هاجم أحد الطيور تيبي وهي في كابينة الهاتف وكان من المفترض أن يحميها الزجاج من هجوم الطائر إلا أن هذا لم يحدث فقد نجح الطائر في كسر الزجاج، الذي تطايرت بعض منه في وجه هيدرن.
الفيلم من إنتاج عام 1963 من بطولة تيبي هيدرن و رود تايلور، عن قصة قصيرة من تأليف دافني دو مورييه. عام 2006 في اقتراع لمجلة التايمز البريطانية للمواطنين الإنجليز، وضع الفيلم في المركز السابع ضمن فئة أفلام الرعب على مدار تاريخ السينما.
" كاري جرانت هو الممثل الوحيد الذي أحببته في حياتي" هيتشكوك
كان كاري هو بطل هذا العمل، وعلى الرغم من رفض جرانت العمل في الفيلم في البداية لأنه كان قد ناهز الــ 55 عامــًا، وبالتالي فهو أكبر من الشخصية الموجودة في الفيلم، إلا أن هيتشكوك أقنعه بقبول الدور بعد ذلك، كما يُروى أن جايمس ستيوارت كان يريد التمثيل في الفيلم ولم يستطع هيتش أن يخبره بأن رغبته تتجه نحو كاري جرانت، ولم يفصح هيتشكوك عن كاري جرانت كبطل للفيلم إلا بعد ارتباط ستيوارت بفيلم آخر.
يحكي الفيلم قصة روجر تورنيل (كاري جرانت) العامل في مجال الإعلانات، الذي يشتبه فيه بعض رجال الجاسوسية بأنه العميل المعروف باسم جورج كابلان، وبعد خطف روجر، يحاول أن يوضح لهم أنه ليس العميل كابلان. تستمر أحداث الفيلم في محاولات من روجر أن يعرف الحقيقة وراء العميل جورج كابلان وذلك في مطاردات عديدة مع هؤلاء الجواسيس.
الفيلم من بطولة جايمس مايسون وإيفا ماري ساينت من إنتاج عام 1959. واُعتبر هذا العمل من أنجح أفلام هيتشكوك على المستوى النقدي والتجاري وقد وضعه معهد الفيلم الأمريكي عام 2007 في المرتبة رقم 55 ضمن أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية.
يقول هيتشكوك إن اسم الفيلم الأصلي كان The Man in Lincolin's Nose، لكن لم يستطع فريق العمل استخدام ذلك الاسم.
"كي تصنع فيلمــًا عظيمــًا تحتاج ثلاثة أشياء: النص، النص، النص" هيتشكوك
قصة هذا الفيلم أيضــًا مستلهمة من رواية للكاتبة الإنجليزية دافني دو مورييه، الفيلم من بطولة لورانس أوليفيه و جوان فونتين من إنتاج عام 1940.
تدور قصة الفيلم حول السيد ماكسيم دي وينتر (لورانس أوليفيه) وزوجته الجديدة السيدة دي وينتر (جوان فونتين) والتي تأتي معه إلى قصره المنيف بعد زواجهما السريع، لتكتشف في القصر أن روح زوجة ماكسيم السابقة المعروفة باسم ريبيكا، تقطن كل ركن من أركان البيت بالرغم من أنها ميتة. تشعر السيدة دي وينتر طوال الوقت أن ريبيكا هي صاحبة الكلمة الأولى في المنزل من خلال حب العاملين في المنزل لها، حتى أنها تشعر بأن ماكسيم زوجها يتذكر ريبيكا دائمــًا. نكتشف مع مرور الأحداث أن ماكسيم لم يكن يحب ريبيكا بل كان يكرهها كرهـًا شديدًا وكان يود قتلها، وهو ما يجعله يشعر بالذنب لأنه يظن أنه قتلها، لكن في النهاية نكتشف أن ريبيكا قد ماتت بسبب إصابتها بالسرطان.
يعتبر هذا الفيلم هو أول أفلام هيتشكوك في هوليوود بعد رحيله عن بريطانيا، وهو الفيلم الوحيد الذي يحصل على أوسكار ضمن أفلام هيتشكوك، أوسكار أفضل فيلم وأفضل تصوير.
يقول هيتش: "عندما يأتيني ممثل ويود مناقشة شخصيته معي، أقول له: شخصيتك مُدرَجة في السيناريو، فيرد الممثل قائلاً : وماهو حافزي؟ أقول له: راتبك!!"
في هذا الفيلم تكون الحكاية مع مصور فوتوجرافي محترف اسمه جيف (جايمس ستيوارت) الذي أصيب في حادث أثناء عمله وكسرت قدمه وجلس في المنزل. أثناء علاجه في المنزل دائمــًا ما يشاهد الجيران من الشباك الخلفي للشقة، و كانت مشاهداته كمصور لما يجري حوله في العمارة مختلفة، فقد شعر أن شيئــًا غريبــًا يحدث. كان شغفه لا نهائي حتى يكشف هذا الغموض، الذي نعرف في نهاية الأمر أنه جريمة قتل يحاول جيف مع حبيبته ليزا (جريس كيلي) كشف ملابساتها.
الفيلم من إنتاج عام 1954 معتمد على قصة قصيرة ألفها كورنيل وولريتش، وعلى الرغم من ذلك إلا أنه كان يتردد أن قصة الحب بين المصور روبرت كابا والمممثلة إنجريد بيرجمان هي التي ألهمت هيتشكوك لعمل هذا الفيلم. وُضع الفيلم في المركز الــ 48 بين أفضل الأفلام في تاريخ السينما وفق تصنيف معهد الفيلم الأمريكي عام 2007.
"أنا سعيد للغاية لأن التليفزيون بات يقدم قصص الجريمة والقتل ، فقد أعاد التلفاز الجريمة لمكانها الصحيح، المنزل".
الفيلم مأخوذ عن مسرحية فريدريك نوت، وإنتاج عام 1954، وبطولة جريس كيلي و راي ميلاند، يبرع هيتشكوك في إخراج جريمة قتل في غاية الذكاء.
توني ويندس (راي ميلاند) بطل معتزل في لعبة التنس، يريد قتل زوجته لأنه علم بخيانتها له كما أنه يريد أن يرث ثروتها. الزوجة مارجوت (جريس كيلي) على علاقة برجل آخر، تحاول الزوجة أن تنتهي من كل ما له علاقة بالعشيق فتتخلص من كل الرسائل التي كانت بينها وبينه ماعدا جواب واحد تم ابتزازها به من قبل. ولكي يتمكن من التخلص من زوجته والحصول على الميراث، يستدعي "توني" صديق دراسة قديم ويبتزه من أجل أن يقتل الزوجة بشكل تظهر فيه الجريمة أنها قتل نتيجة سطو على المنزل. إلا أن الجريمة لا تنجح وتقتل الزوجة القاتل المأجور وهي تدافع عن نفسها، مما يطيح بخطة الزوج تمامــًا. يعيد الزوج الداهية ترتيب أوراقه مرة أخرى لكن الأمور لا تسير على هواه ويتم القبض عليه في النهاية.
أراد آلفريد هيتشكوك أن يعطي دور البطل الزوج لكاري جرانت، إلا أن الشركة المنتجة وجدت أن هذا سيبدد الصورة الذهنية للنجم الهوليوودي عندما يظهر في صورة الشخص الشرير. وفي عام 2008 وُضع الفيلم في المركز التاسع ضمن تصنيف معهد الفيلم الأمريكي لأفضل 10 أفلام في فئة الغموض.
ثمانية أفلام فقط لا تكفي للاستمتاع بسينما السيد هيتشكوك، لذلك أرشح أيضــًا عددا من الأفلام الأخرى التي يجب مشاهدتها لهيتش وهي: The lady vanishes و To Catch a thief و Strangers on a train و Spellbound و Notoriou و Marnie.
حصل هيتشكوك على المواطنة الأمريكية في عام 1956. وتوفي في كاليفورنيا 29 إبريل 1980، عن عمر يناهز الثمانين عامــًا. وترك ألفريد ورائه إرثـًا سينمائيــًا تخطى الخمسين فيلمــًا وسلسلة حلقات تليفزيونية استمرت لأكثر من خمس سنوات.
في عام 1998، ظهر وجه هيتش على طابع بريدي تذكاري في الولايات المتحدة الأمريكية في سلسلة طوابع بريدية بعنوان أساطير هوليوود.