"كنت دائما أنظر للسينما باعتبارها وسيلة فعالة في الوصول إلى قطاعات من الجماهير لم أكن سأصل إليها بالأدب."
إن علاقة نجيب محفوظ بالسينما علاقة وثيقة وعريقة ومتبادلة اﻷطراف، فمحفوظ هو الكاتب والروائي اﻷكثر اقتباسًا من أعماله في السينما المصرية على اﻹطلاق، لكن رغم ذلك لا يمكننا القول بضمير مستريح أن السينما قد أوفت رواياته حقها كما يجب من حيث جودة ومثالية التقديم وليس وفرته، أي الكيف وليس الكم كما يقولون. فمن بين أكثر من 40 فيلمًا مقتبسًا من أدب نجيب محفوظ، يمكن حصر العلامات السينمائية منها في عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة؛ ونذكر منها فيلم " بداية ونهاية" عام 1960 من إخراج صلاح أبو سيف، وهو أول فيلم تم اقتباسه من أعمال نجيب محفوظ، وفيلم " ثرثرة فوق النيل" عام 1971، وفيلم " الكرنك" عام 1975. ويبدو أن محفوظ كان يعلم تلك الحقيقة حين قال مقارنا السينما باﻷدب: "السينما تفتقر إلى شمولية الأدب والحرية التي يتيحها للمبدع".
من ناحية أخرى، عمل نجيب محفوظ في السينما بشكل منفصل تماما عن أعماله اﻷدبية ككاتب سيناريو، ولم يكتب سيناريو أي رواية من رواياته قط، بينما كتب سيناريو 18 فيلما روائيا طويلا، 10 منها كانت من إخراج صلاح أبو سيف. اﻷخير هو من أقنع محفوظ بالدخول لمجال كتابة السيناريو وأنه أمر لا يختلف كثيرا عن كتابة الرواية، بل هو الذي علمه كيفية كتابة السيناريو كما صرح محفوظ، وأول فيلم قدماه سويا كان " عنتر وعبلة" عام 1948. نجيب محفوظ هو أحد ثلاثة كتاب فقط حازوا على جائزة نوبل في اﻷدب ومارسوا كتابة السيناريو مباشرة للسينما، والكاتبان اﻵخران هما الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز والبريطاني هارولد بينتر.
تحتفي السينما.كوم على طريقتها الخاصة بالراحل نجيب محفوظ في ذكرى وفاته بعرض إنفوجرافيك مجمع للأعمال السينمائية والتلفزيونية المقتبسة عن أعماله اﻷدبية.