نعيمة عاكف ممثلة ذات ألف وجه، تملك مقدرة غير عادية على إبهارك، وجعلك مشدودا لكل حركة تؤديها، ولكل كلمة تنطقها، ففي خمسينيات القرن الماضي، استطاعت أن تتربع على عرش مسرح الاستعراض، بما تملكه من موهبة وخفة دم وقدرة على الابتكار والتجدد، ولكن يبدو أن حياتها أبت أن تنتهي بنفس الابتسامة التي رسمتها على وجوهننا لترحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض المرير.
وفي ذكرى ميلادها التاسع والأربعون نتذكر أهم المحطات الفنية التي رسمت بها نعيمة عاكف تلك الابتسامة على وجه جمهورها.
المحطة الأولى
ولدت نعيمة عاكف لأب وأم يعملان في السيرك، ويقدمان عروض استعراضية متنوعة، لكن لم تستمر نعيمة بالسيرك طويلا، فانتقلت إلى القاهرة وأقامت مع والدتها بشارع محمد علي، وهناك التحقت بالعمل كراقصة في أحد الملاهي الليليلة، بمنطقة (الكيت كات). وكانت من هنا المحطة الأولى لعاكف؛ عندما اكتشفها المخرج أحمد كامل مرسي، وقدمها عام 1949 كراقصة في فيلم " ست البيت" مع سيدة الشاشة فاتن حمامة.
link]
المحطة الثانية
كانت المحطة الثانية والتي تمثلت في فيلم " العيش والملح" عام 1949 مع المطرب سعد عبدالوهاب، من أهم المحطات في حياة نعيمة؛ فبعد وقت قصير تمكنت من إثبات موهبتها، ووقع معها المخرج حسين فوزي عقد احتكار لتقديم عدد من الأفلام، بالإضافة إلى عقد احتكار شخصي حيث تزوجها برغم فارق السن الكبير بينهما، وانتقلت وقتها للإقامة معه بمنطقة مصر الجديدة.
[https://www.youtube.com/watch?v=MqdJdRGmlcs&feature=youtu.be&t=2647]
المحطة الثالثة
كانت أول بطولة سينمائية لها من خلال فيلم " لهاليبو" والذي شاركها بطولته الممثل شكري سرحان، وأطلق الجمهور عليها وقتها اسم "لهاليبو يا وله"، ومن هنا سطع نجمها في سماء الفن، وتوالت عليها الأعمال الفنية، وقدمت حوالي 15 فيلما سينمائيا من إخراج زوجها وذاع صيتها كفنانة استعراضية وراقصة، وممثلة في وقت قصير، وكان منها فيلم " فتاة السيرك" و" بابا عريس" والذي كان أول فيلم سينمائي ملون تشارك فيه.
link]
المحطة الرابعة
يعتبر فيلم " النمر" عام 1952 مع الفنان أنور وجدي من المحطات الهامة في حياتها، حيث قدمت شخصية الابنة "فاتن" التي اكتشفت أن والدها البسيط عامل الكازينو، هو زعيم العصابة الملقب بالنمر والذي تبحث عنه الشرطة. وبالرغم من أن نعيمة عاكف وقتها كانت قد استطاعت أن تتصدر بوسترات معظم أفلامها إلا أن النجم أنور وجدي شاركها ذلك بل كان متصدرا مساحة أكبر منها على اﻷفيش.
link]
المحطة الخامسة
عام 1953 قدمها زوجها حسين فوزي في فيلم " مليون جنيه" من تأليفه وإخراجه وإنتاجه، مع الممثل شكري سرحان وقدمت من خلاله شخصية "بلابل أبو الفضل"، تلك المتسولة التي تجد نفسها وصية على تركة بمليون جنيه.
link]
المحطة السادسة
يعتبر فيلم " أربع بنات وضابط" من أشهر الأفلام التي قدمتها عاكف خلال مشوارها الفني الذي لم يتعد 15 عامًا، والفيلم من إخراج وبطولة الممثل أنور وجدي وتأليف أبو السعود الإبياري، وكان من أوائل الأفلام التي خرجت بها من تحت عباءة زوجها الإخراجية، وقدمت فيه أشهر استعراض فني "العدس الليلة".
link]
المحطة السابعة
وفي عامي (1954- 1955) قدمت عاكف حوالي 4 أفلام، حققت من خلالهم نجاح كبير، منها أفلام " نور عيوني" و" عزيزة" تالها أفلام " بحر الغرام" و" مدرسة البنات".
link]
المحطة الثامنة
في يوم 1 يوليو عام 1957 انطلق فيلم " تمر حنة" بدور عرض سينما ديانا بالقاهرة، وستراند بالإسكندرية، وأدت فيه نعيمة عاكف مجموعة متنوعة من الاستعراضات الغنائية، والرقصات، وتغنت فيه المطربة الكبيرة فايزة أحمد بأشهر أغاني الفيلم "تمر حنة".
link]
المحطة التاسعة
عام 1958 قدمت نعيمة مع زوجها المخرج حسين فوزي فيلم " أحبك يا حسن"، والذي صممت فيه نعيمة رقصات واستعراضات الفيلم بنفسها، وقامت فرقتها "باليه نفرتيتي" وقتها بتنفيذها. وفي هذا العام حصلت نعيمة على لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو.
link]
المحطة العاشرة
كانت محطة النهاية مع فريد شوقي من خلال فيلم " أمير الدهاء" عام 1964، من إخراج هنري بركات، وقدمت نعيمة في الفيلم شخصية الجارية "زمردة"، التي تعد أخر ما قدمته على شاشة السينما قبل أن ترحل بعدها بعامين عن الحياة عن عمر يناهر 37 عاما بعد أن أصابها مرض السرطان، ولازمها قرابة الـ6 أشهر.
link]
نعيمة عاكف صاحبة عمر فني قصير لم يتجاوز 15 عاما، لكنها بقيت علامة من أهم علامات السينما المصرية والعربية في مجال الاستعراض والتمثيل والرقص.