في المقام الأول أن السبب الرئيسي في تحمسي للعمل بالدراما خلال الموسم الرمضاني الحالي شركة العدل جروب المنتجة للمسلسل، والتي كنت قد تعرفت عليها بعد تجربتي التمثيلية العام الماضي عبر مسلسل "تحت السيطرة"، ومن هنا بدأ الحديث بيني وبين المنتج والسيناريست مدحت العدل الذي أعرفه منذ فترة طويلة، حينما كنت مساعد مخرج للمخرج خيري بشارة، فتوافرت رغبة مشتركة بيننا للعمل سويًا.
كل ما حدث كان طبيعيًا، ببساطة شديدة من البداية كانت لدينا النية للعمل، وبعدها فكرنا في اختيار الموضوع وماذا سنقدمه، وبعدها من سيكتب هذا الموضوع ثم تحدث ظروف خارجة عن إرادتك، وتحدث عادة لأغلب المشاريع الفنية، لكن مشكلتنا الحقيقة كانت تكمن في الوقت هو ما سبب لنا أزمة كبيرة، ولهذا كنا نعمل في الاتجاهين سويًا التحضيرات إلى جانب الكتابة، فأثناء كتابة حلقات العمل كنا في ذات الوقت نحدد ونعاين "الكومباوند" الذي سنقوم بالتصوير به، وبالتزامن مع ذلك تجد أمامك عثرات في عمليات كتابة العمل، لكن والحمد لله تعاملنا مع كل ذلك بحرفية وخرج العمل للنور، وهذا ما أشرتُ لك في البداية عليه لأن لو وُجد كيان إنتاجي ضخم مثل العدل الجروب يستطيع التعامل مع كل تلك الأمور، ولديه القدرة الدائمة على إيجاد حلول لكل المشكلات التي تواجهك حتى يصل المشروع الفني لشكله النهائي، هذا شيء لا يقدر عليه مخرج وحده، فالأعمال الدرامية وما يقدم للتليفزيون تحديدًا، يلعب فيه المنتج دورًا رئيسيًا كبيرًا قبل المخرج أيضًا، وهو ربان السفينة الحقيقي.
أجاب دون انتظار لاستكمال باقي السؤال.. بالفعل هذة المرة الأولى سينمائيًا ودراميًا التي أتعامل فيها مع فنانة بحجم ونجومية يسرا وما تمتلكه من خبرة، وهذا ما وضعني في تحدٍ جديد، لأنه من البداية كنت أعرف أنك لو سألت الناس في الشارع عن مسلسل "فوق مستوى الشبهات" سيكون ردهم "ده مسلسل يسرا"، وذلك بعكس أفلامي "سهر الليالي" ومن بعده "سكر مر"
يسرا بالطبع نجمة العمل، وهذه هي المرة الأولى التي أتعامل مع هذه النوعية من الأعمال، ولكنني لم أجد الاختلاف الكبير بعدما قدمت النوعيتين سواء عمل فني يحمل اسم مخرجه أو عمل فني يحمل اسم بطله.
التحدي كان في الشخصية نفسها التي قدمتها يسرا "رحمة" تلك الشخصية الشريرة التي تعاني بدرجة كبير من حالة "لخبطة نفسية"، فهذه النوعية من الدراما كانت جديدة عليّ تمامًا وجديدة أيضًا على يسرا، لأن معظم أعمالي كما تعلم كانت تدور في إطار اجتماعي، ولم أذهب من قبل لدراما تحمل أبعاد نفسية عميقة بعض الشيء ومعقدة بهذه الدرجة. ومن الناحية الثانية ومع تطور الحكاية وفي وسط الرحلة تجد أن المسلسل يذهب بك إلى مناطق دراما "الإثارة والحركة" وهذه أيضًا منطقة لم أذهب إليها من قبل في أعمالي، فكانت الفكرة والتحدي يكمن في أني "بدخل أرض جديدة عليا" إخراجيًا وفنيًا.