هناك ظاهرة تسمى بـ "Déjà vu" وفقا لما أطلقه عليها العالم الفرنسي إمِيل بُويَرْك، أي وهم سبق الرؤية بلغتنا العربية، وتعني أنك في بعض الأحيان تشعر أنك رأيت أو عايشت هذا الموقف بغالبية تفاصيله من قبل، بالتأكيد عايشت هذه الظاهرة مرة واحدة على الأقل طيلة حياتك. وإن لم تكن عايشتها فبالتأكيد تنتابك الأن حالة من ملل وروتين عملك، وحتى لو كنت لا تعمل بالتأكيد مللت من تكرار نفس الأشياء بشكل دوري تقريبا كل يوم. إما إذا كنت من المختارين في الأرض ولم تشعر بملل التكرار في يوما ما، فيكفي أن تتابع صناعة الدراما المصرية خلال الخمس سنوات الأخيرة، وستلحظ بسهولة تكرارت التعاونات بين العديد من نجوم وصناع تلك الأعمال. وبالمناسبة لا يمكن أن تصنف ما يحدث من هذه التكرارت في التعاونات بالأمر السلبي أو الإيجابي، فصحيح في بعض الأحيان يتسبب ذلك في تكرار الفنان لنفسه من مسلسل لآخَر مهما اختلفت طبيعة شخصيته، أو مضمون ما يتناوله في مسلسله الجيد، لكن في المقابل تعامله مع فريق عمل يوفر له الراحة النفسية يؤثر بشكل فعلي على جودة العمل.
منذ انتهاء الموسم الرمضاني المنصرم قبل أسابيع، بدأ المنتجون الاستعداد بشكلٍ كبير وجدّي للموسم الدرامي القادم، من عام 2017، وكل المؤشرات تؤكد حتى الأن أنه من الوارد جدًا أن يكون موسمًا استثنائيًا بالأخص في مسألة احتوائه لأغلبية نجوم الصف الأول في عالم التمثيل وفي عالم الطرب أيضًا.
وحتى الأن تؤكد كافة التعاقدات التي تمت، ظاهرة العالم الفرنسي، بدءًا من النجم عادل إمام، الذي من المقرر أن يقدم للسنة السادسة على التوالي مسلسلا مع المنتج تامر مرسي، وبالطبع قبل أن تبحث عن اسم مؤلفه، سيتولى تلك المهمة السيناريست يوسف معاطي، وبالتأكيد من سيتولى مهمة الإخراج رامي إمام، الذي أخرج للزعيم كل مسلسلاته الدرامية خلال السنوات الأخيرة بخلاف أقلهم نجاحا؛ "أستاذ ورئيس قسم"، حيث لجأ الزعيم وقتها للمخرج وائل إحسان، بسبب انشغال رامي بتحضيرات مسلسل "الشهرة" لنجم الطرب عمرو دياب.
النجمة نيللي كريم، تعاقدت هي الأخرى مع شركة العدل جروب، لتكمل سلسلة تعاونات متتالية بدأت منذ 3 سنوات بمسلسل "سجن النسا"، ولكن يبدو أن وقوعها في فخ تكرار الحالة الدرامية التي قدمتها في مسلسلاتها السابقة وآخرهم "سقوط حر"، دفعها للتعاون مع المؤلفين الشابين؛ عبدالله حسن، وأمين جمال، لتبتعد للمرة الأولى عن السيناريست مريم نعوم، التي شاركت في كتابة آخِر أربعة مسلسلات لها. النجة غادة عبدالرازق، أيضا، واحدة من أكثر النجمات عشقا لظاهرة تكرار التعاونات، وحتى حين غيّرت شركتها المنتجة، حيث من المقرر أن تخوض الماراثون الرمضاني المقبل، متسلحة بالمنتج تامر مرسي، بعد أكثر من تعاون مع المنتجة مها سليم، بينما لم تستطع أن تتخلى عن المخرج محمد جمعة، الذي أخرج آخر أعمالها "الخانكة". موقف النجمة القديرة يسرا، لم يختلف كثيرًا، حيث فضّلت هي الأخرى تكرار تعاونها مع مخرج مسلسلها الأخير؛ "فوق مستوى الشبهات"، هاني خليفة، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل خلال الموسم المنصرم. وحفاظا على روح كيمياء تكرار التعاونات، من المقرر أيضا، أن يقدم النجم طارق لطفي، مسلسلا للموسم الرمضاني من صناعة نفس صناع مسلسله الأخير "شهادة ميلاد"، المخرج أحمد مدحت، والسيناريست أيمن مدحت. الأمر ذاته ينطبق على النجم يوسف الشريف، الذي سيخوض الموسم الرمضاني المقبل مستعينًا بالسيناريست عمرو سمير عاطف، مؤلف عدد كبير من أنجح مسلسلاته وبالأخص "رقم مجهول"، و"اسم مؤقت"، والمسلسل يتولى إنتاجه تامر مرسي. غياب النجم كريم عبدالعزيز، عن الموسم الرمضاني المنصرم، لم يحفزه بشكل كبير على تغيير صناع مسلسله المقرر أن يقدمه للموسم الرمضاني المقبل، حيث استقر على أن يسجل عودته من خلال نفس صناع آخر أعماله الدرامية "وش تاني"، المنتج لؤي عبدالله، والمخرج وائل عبدالله، والمؤلف وليد يوسف. وهو ما لجأ له نجم الطرب حمادة هلال، أيضًا، الذي يسجل تعاونه الثاني دراميًا خلال الموسم الرمضاني المقبل رفقة السيناريست أحمد محمود أبو زيد، مؤلف بطولته الدرامية الأولى "ولي العهد"، والذي يكتب له حاليًا سيناريو مسلسل "طاقة القدر"، للمنافسة به خلال شهر رمضان الكريم. وبعيدًا عن تلك التكرارت التعاونية، تشير حتى الآن كافة الدلائل إلى أن الموسم الرمضاني المقبل لن يقتصر على هؤلاء النجوم فقط، حيث من المقرر أن يعود إلى المنافسة الرمضانية خلاله بعد غياب الموسم المنصرم كلا من النجوم؛ أحمد السقا، الذي لم يستقر حتى الأن على العمل الذي سيقدمه لكنه يرغب بشدة في التواجد وبالفعل يتفاوض معه المنتجين صادق الصباح، منتج آخر أعماله "ذهاب وعودة"، لتكرار التعاون، وكذلك المنتج تامر مرسي، الذي يرغب في تسجيل التعاون الفني الأول بينهما من خلال شهر رمضان المقبل. وكذلك النجمة سمية الخشاب، التي تعاقدت مؤخرًا على بطولة مسلسل "الحلال"، للمنافسة به في رمضان، وتلتقي في هذا العمل مع النجمة القديرة سوسن بدر، ومن المقرر أيضا أن يضم في بطولة العمل أيضا نجمة أخرى، لأن طبيعة أحداث المسلسل الذي كتبته سماح الحريري، يتطلب ذلك. في حين يعطي الموسم الرمضاني المقبل فرصة البطولة الدرامية الأولى للنجمة ياسمين عبدالعزيز، التي تعاقدت مع المنتج تامر مرسي، لتقديم عمل درامي تعود فيه إلى شاشة الدراما مجددا بعد فترة غياب طويلة، استثمرتها في تحقيق العديد من النجاحات السينمائية. ونفس الحال بالنسبة للنجم الشاب محمد إمام، الذي يحصل على بطولته الدرامية الأولى، خلال الموسم القادم من بوابة المنتج تامر مرسي أيضا، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه آخر افلامه "جحيم في الهند"، المتواجد بدور العرض حاليا.أما أول من سجل تعاقده على الموسم الرمضاني المقبل، فكان النجم محمد رمضان، وبالتحديد قبل بداية المارثوان المنصرم بشهور طويلة، حيث تعاقد وقتها مع الشركة المنتجة لمسلسله الأخير "الأسطورة"، لتقديم مسلسل آخر لشهر رمضان القادم.
وهو نفس حال النجمة مي عز الدين، فتعاقدها مع الشركة المنتجة لمسلسلها الأخير "وعد"، لم يكن خاص بهذا العمل فقط، وإنما أيضا لتقديم مسلسلين آخرين؛ أحدهما لرمضان 2017 والآخر لرمضان 2018.