ساعات قليلة ينتظر خلالها عشاق الفن السابع في مصر انطلاق الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تحمل رقم 38. ويُعرض في النسخة الجديدة من المهرجان العريق التي تتواصل فعالياته في الفترة من 15 حتى 24 نوفمبر الجاري، ما يزيد عن 200 فيلم في خمس قاعات عرض بدار اﻷوبرا المصرية، إلى جانب صالات سينما "كريم" و"أوديون" بوسط البلد.
وفي هذا التقرير يستعرض موقع "السينما.كوم" آراء عدد من النقاد حول مستوى أفلام الدورة الجديدة من المهرجان، وترشيحاتهم للأفلام التي على الجمهور ألا يُفوت مشاهدتها.
الناقد طارق الشناوي أكد أن مستوى الأفلام هذا العام بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي جيد، وأعرب عن أمله في أن يخرج التنظيم بشكل جيد وعلى نفس المستوى، موضحًا أن التنظيم الجيد إلى جانب مشاهدة اﻷفلام هو أمر يصب في النهاية في صالح المهرجان.
الناقد رامي عبدالرازق اتفق مع "الشناوي" في أن مستوى الأفلام هذا العام جيد، وأوضح أن المهرجان حاول تعويض ضعف مستوى أفلام العام الماضي بأفلام أعلى في المستوى والجودة سواء على مستوى الأفلام الدولية أو حتى على مستوى الأفلام المصرية، بغض النظر عن مشكلة فيلم "آخر أيام المدينة" على حد وصفه.
أما الناقدة "ماجدة خير الله" فقالت إن هناك مجموعة مميزة للغاية من الأفلام، التي تُعرض هذا العام في المسابقة الرسمية، إلى جانب أفلام أخرى في البرامج الموازية، موضحة أن بعض هذه اﻷفلام كانت تستحق المشاركة بالمسابقة الرسمية، لكن بسبب عرضها في مهرجانات أخرى وبسبب شروط المشاركة في المسابقة الرسمية، سيتم عرض هذه اﻷفلام في البرامج الموازية.
وأثنى رامي عبدالرازق على وجود فيلم "يوم للستات"، وافتتاحه الدورة المُقبلة، وأيضًا مشاركة فيلم "البر التاني" بالمسابقة الرسمية، معتبرًا أن اختيارهما أمر مبشر، خاصةً أن معظم المؤشرات تُشير إلى أنهما عملان جيدان، مضيفًا أن الفيلمين سيكونان بالتأكيد "أفضل" من فيلمي "الليلة الكبيرة" و"من ضهر راجل"، اللذان عُرضا العام الماضي في المهرجان.
أما طارق الشناوي فاعتبر أن اختيار الفيلم المصري "يوم للستات" لحفل الافتتاح نقطة مضيئة لصالح السينما المصرية، كي تُعلن عن قوتها من خلال مُخرجة جيدة ولها اسمها كالمُخرجة كاملة أبو ذكري، كما أنه كان من المهم أن يُفتتح المهرجان بفيلم مصري، خاصةً وأن فترة طويلة من الزمن قد مرت على افتتاح المهرجان بفيلم مصري.
وعن التحديات التي تواجه إدارة مهرجان القاهرة، قالت ماجدة خير الله أن المهرجان استطاع الحصول بمجهود كبير وبشق الأنفس على مجموعة أفلام جيدة للغاية للعرض في الدورة الحالية، رغم الميزانية الضعيفة، التي لا يمكن مقارنتها بأي شكل من الأشكال بميزانية المهرجانات العالمية، موضحة أن الرقم لا يعد قليلًا وفقط، ولكنه "لعب عيال"، بمقارنته بميزانية المهرجانات العربية حتى، كمهرجان "دبي" ومهرجانات "تونس".
وأوضحت الناقدة الكبيرة أن الحصول على فيلم لم يسبق له العرض في مهرجانات أخرى أمر صعب للغاية ومُرهق، وأن أي مهرجان عليه أن يدفع للشركة المُنتجة للفيلم أموالًا ليست هينة حتى تقوم هي الأخرى بإدخار الفيلم ومنعه من المهرجانات الأخرى، إلى جانب تكاليف استقبال نجوم وضيوف المهرجان من كافة الدول وهو ما يعد عبئًا على إدارة المهرجان.
وأوضحت "ماجدة" أن التحدي الآخر الذي يواجه إدارة المهرجان أن فعالياته تُقام كل عام في شهر نوفمبر أي "نهاية العام"، وهو ما يعني أن كل من لديه فيلم جيد يكون قد شارك به أما في مهرجان "برلين" في فبراير أو مهرجان "كان" في مايو، أو مهرجان "فينسيا" أو "فالنسيا" أو "تورنتو" في أكتوبر، معتبرة أن وجود أفلام لم تُشارك في هذه المهرجانات وتُشارك في "القاهرة السينمائي" هو أمر جيد يُحسب لإدارة المهرجان.
طارق الشناوي قال إنه عادةً ما ينتظر مهرجان القاهرة السينمائي لمشاهدة أفلام المسابقة الرسمية، ورشح قائمة أفلام المسابقة الرسمية للجمهور كي يشاهدها ويستمتع بها.
أما رامي عبدالرازق فأكد أن هناك أفلام كثيرة جدًا جيدة ومميزة، مشيرًا إلى أنه ينصح الجمهور بمشاهدة أفلام البرامج الموازية وهي "آفاق السينما العربية" و"سينما الغد" و"أسبوع النقاد"، ممتدحًا اختيارات لجنة مشاهدة أفلامهم، وقال "عبدالرازق" إن الجمهور يتجه كل عام إلى أفلام المسابقة الرسمية، ويفوت عرض أفلام جيدة للغاية في البرامج الموازية.
وأضاف "عبدالرازق" أن أفلام "أسبوع النقاد" التي ستُعرض فيه من الصعب أن يشاهدها الجمهور خارج المهرجان، وأن قائمة أفلام البرنامج تضم الفيلم اللبناني "إمبراطور النمسا"، الذي عُرض في أسبوع نقاد مهرجان "كان"، وأيضًا الفيلم التونسي "آخر واحد فينا"، الفائز بجائزة "أسد المستقبل" في مهرجان "فينسيا"، موضحًا أن مشاهدة فيلم عربي جيد ليس بالأمر الهين في مصر.
وكشفت ماجدة خير الله عن قائمة الأفلام التي تنصح الجمهور بمشاهدتها في المهرجان، وجاء الفيلم الصيني الذي يحمل عنوان "One Hundred and Fifty Years of Life" في مُقدمة الأفلام، باﻹضافة إلى الفيلم المجري "Kills on Wheels"، والفيلم البرتغالي "Train of Salt And Sugar"، والفيلم الروماني "Dogs"، والفيلم البولندي "Little Jacob"، وفيلم "The Polar Boy" من استونيا، وفيلم "We Are Never Alone" من دولة التشيك، وفيلم النجمة العالمية ميريل ستريب "Florence Foster Jenkins"، والأفلام المصرية "يوم للستات" و"البر الثاني".
كما نصحت "ماجدة" الجمهور بمشاهدة الأفلام الصينية، التي من المقرر عرضها بالمهرجان، بمناسبة الاحتفاء بالسينما الصينية، موضحة أن هذه الأفلام تجمع بين الميزانية البسيطة والجودة والمستوى المُرتفع، كما في الإنتاجات السينمائية الضخمة.