أدوار هامة رفضها السير "شون كونري" فذهبت لآخرين وحققت نجاحات

يبدو أن شون كونري، كان له ميزان فني حساس للغاية، فقد يرى البعض أن رفضه أفلاما حققت نجاحات كبيرة بعد ذلك، قرار خطأ لم يكن موفقا فيه

ولكن الحقيقة أن رفض شون كونري لتلك الأعمال ربما كانت سببا في نجاحها، لأن طبيعة الأدوار كانت بكل تأكيد لا تناسب أداء وشخصية شون كونري، الذي تعد عقبريته، وسياسته، نابعة من معرفته لنوعية الدور الذي من الممكن أن يؤديه،

فمهما كان الفنان عبقريا؛ إلا أن هناك خط فاصل بين أدوارا عدة يجب ألا يقترب منها لكونها غير مناسبة لتفكيره، وأسلوب أداءه، ورؤيته والإنسانية والفكرية لابعاد تلك الأدوار.

وعلى الرغم من أن السير شون كونري، الذي توفي مؤخرًا للأسف، قد يكون معروفًا أكثر بمشاركته الأيقونية مع جيمس بوند، فقد تم تحديد مهنة الممثل الأسطوري اللامعة أيضًا بفرص ضائعة للعب شخصيات ضخمة أخرى.

وعلاوة على لعب دور والد إنديانا جونز في Indiana Jones and the Last Crusade عام 1989، ودوره المميز جون ماسون من فيلم The Rock، والملك آرثر في First Knight عام 1991، وغيرها من الأعمال المميزة التي رسمت خطى هامة في حياة السير كونري، ومن بين آخرين كثيرين، رفض شون أيضًا بعض الأدوار اﻷخرى المعروفة، والتي قد يكون منها شخصية "نايجل باورز" في فيلم Austin Powers in Goldmember، وطرزان في Tarzan the Magnificent، في عام 1960، وتوماس كروان في فيلم المؤلف آلن تروستمان The Thomas Crown Affair. وهذه ليست نهاية مسيرته المهنية.

ففي عام 1962، انطلق كونري إلى دائرة الضوء مع فيم Dr. No، وهو أول دخول في تصوير كونري الناجح للغاية لجيمس بوند، الجاسوس البريطاني الخيالي للمؤلف إيان فليمنج. وهو أول فيلم سينمائي يدور حول مغامرات العميل البريطاني الشهير بوند، وقد حقق نجاحا حول العالم أدى بدوره لاستمرار إنتاج سلسلة أفلام جيمس بوند حتى الآن.

ثم توقف في عام 1971، مع Diamonds Are Forever. ثم عاد كونري لفترة وجيزة في عام 1983 لـ Never Say Never Again- وصنع Thunderball. وتولى كونري أدوارًا رئيسية خلال الثمانينيات والتسعينيات وفي عام 2003، انسحب السير شون إلى حد كبير من التمثيل - وهو تحول مفاجئ،

ويبدو أن المقابلات مع كونري والمقربين منه تشير إلى أن الممثل ببساطة لم يشعر بالحاجة إلى القيام بأدوار إضافية. على الرغم من أنه عرض عليه أدوارًا رئيسية في أفلام مثل Lord of the Rings، وThe Matrix، وJurassic Park،

وغالبًا ما رفض كونري هذه الأدوار بسبب عدم الثقة في سيناريو الفيلم، أو الشكوك حول نغمة الفيلم، أو عدم الرضا عن الراتب المقترح. وأخيرًا، يبدو أن الأدلة تشير إلى أن كونري كان راضيًا عن جيمس بوند النهائي، وكذلك مسيرته العامة عندما انسحب من دائرة الضوء.

• وفي ما يلي ملخص لبعض الأدوار الرئيسية في هوليوود التي رفضها كونري، بالإضافة إلى سبب رفضه.

ريك ديكارد في Blade Runner

عندما شرع ريدلي سكوت، في إخراج اقتباسه لرواية فيليب كيه. ديك، تم النظر في العديد من الممثلين البارزين للدور القيادي لريك ديكارد. كان كل من جاك نيكلسون، وبول نيومان، وكلينت إيستوود جميعًا في محادثات عن دور بطل صيد الروبوتات، كما كان السير شون، الذي رفضه، مما سمح لهاريسون فورد بأخذ الدور وترسيخ مكانته كرجل رائد.

تلقى هاريسون فورد استقبالًا فاترًا إلى حد ما في شباك التذاكر عندما تم افتتاحه في عام 1982. وكانت المراجعات مختلطة، حيث كان بعض النقاد داعمين بينما اشتكى آخرون من بطء الفيلم. ومع ذلك، استمر Blade Runner في أن يصبح عبادة كلاسيكية، حيث أشاد به البعض كواحد من أفضل أفلام الخيال العلمي على الإطلاق. من غير الواضح سبب اختيار كونري بالضبط لتمرير ريك ديكارد.

وانطلاقا من انتقاداته للأدوار المرفوضة الأخرى، يبدو أن شون كونري إما وجد أن الفيلم بطيء جدًا أو معقدًا للغاية. جزء من جاذبية Blade Runner، هو النهاية المتناقضة.

جون هاموند في Jurassic Park

في فيلم ستيفن سبيلبرج الرائد عام 1993 Jurassic Park، يتألق السير ريتشارد أتنبروه. بصفته الملياردير الاسكتلندي جون هاموند. باستخدام تقنيات الاستخراج الجيني المعقدة، يعيد هاموند الحياة للديناصورات المنقرضة، ونباتات ما قبل التاريخ، ويدعم إنجازاته بالادعاء المتكرر بأنه "لم يدخر أي نفقات". يقدم السير أتينبورو تعقيدًا رائعًا للملياردير الفاسد القياسي، وقد عُرض هذا الدور أيضًا على السير شون.

مع لهجته الاسكتلندية المرموقة، وابتسامة علامته التجارية، كان كونري مثاليًا لجون هاموند ذو الشخصية الجذابة، مما كان سيمنح كونري حق الوصول إلى سلسلة أفلام ناجحة للغاية لدرجة أنه بعد 30 عامًا تقريبًا، لا تزال هناك أفلام جديدة في Jurassic Park في الأفق. ومع ذلك، كانت هذه حالة خاصة حيث كان سعر طلب كونري هو زيادة النفقات التي شعر منتجو الفيلم أنهم لا يستطيعون توفيرها، وذهب الجزء إلى ريتشارد أتنبروه.

سيمون جروبر في فيلم Die Hard: With a Vengeance

كان اختيار المخرج جون مكتيرنن، الأفضل للشرير الألماني سيمون جروبر في تكملة Die Hard هو شون كونري.وقد رفض كونري العرض الذي انتهى به الأمر إلى جيرمي آيرونز. واستطاع أن يحقق توازنًا مذهلاً بين القسوة والتطور.

من المغري أن نتخيل كيف قد يتعامل كونري مع شرير مثل سيمون جروبر. من ناحية، يثبت كونري مجموعته في أفلام مثل The Rock، حيث يلعب دور جون ماسون، وهو شخصية أكثر ازدواجية وقابلية للخطأ من شخصية جيمس بوند. من ناحية أخرى، من الممكن أن يكون كونري قد أدرك أيضًا أن أقوى أصوله على الشاشة كانت السحر والكاريزما - وهي صفات قد لا تخدم شريرًا راسخًا مثل جروبر.

مورفيوس في سلسلة The Matrix

من الصعب تخيل أي شخص يتفوق على لورانس فيشبورن في دور مورفيوس الحكيم والناعم من The Matrix، حيث قام بتوجيه نيو (كيانو ريفز) من خلال إدراك أن حياته بأكملها كانت محاكاة حاسوبية صممها أسياد الذكاء الاصطناعي المعادون. إذا لم يكن تمرير مورفيوس كافيًا، فقد ورد أيضًا أن كونري قد مر للمرة الثانية عندما عُرض عليه دور المهندس المعماري في The Matrix Revolutions.

هنا مرة أخرى، نقل السير شون دورًا كان سيحقق له الملايين ويؤسس له كلاعب رئيسي في سلسلة مهمة. وتشير التقارير المعقدة إلى أنه تمشيا مع فيلم سيد الخواتم، فإن كونري ببساطة "لم يفهم" الرواية العامة للفيلم أيضا. وقام الممثل / المخرج الأسترالي هيلموت باكايتيس بعمل رائع في دور The Architect، لكن المشاهدين اشتكوا من أن حواره يقرأ كما لو كان مكتوبًا من قبل اختصاصي فلسفة مفرط في شرب الكافيين، ويبدو من غير المحتمل أنه حتى السير العظيم كان بإمكانه إنقاذ الدور.

جاندالف في فيلم Lord Of The Rings

في عالم آخر، ربما كان السير شون كونري سيرتدي قبعة الساحر جاندالف الذي لعب دوره إيان ماكلين، الأكثر شهرة لعام 2001، وفي أحد التقارير بعام 2012 يدعي كونري أنه غاب عن ما يقرب من 450 مليون دولار أمريكي، بما في ذلك حصة كبيرة في شباك التذاكر بهذه السلسلة، عندما رفض لعب شخصية جاندالف، المعالج الحكيم الذي يساعد الهوبيت سام (شون أستين) وفرودو (إليجاه وود)، ولم يختار كونري نقل ما قد يكون أهم سلسلة أفلام، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وحسب ما ذكرت مجلة NME أن كونري "لم يفهم أبدًا السيناريو" Lord of the Rings. حتى بعد مشاهدة المنتج النهائي، وادعى كونري أنه لا يستطيع فهم القصة، رغم أنه أشاد بأداء ماكيلين في دور جاندالف. وربما كان هناك ببساطة عدد كبير جدا من عناصر رائعة لشخصية كونري، على الرغم من أن هذا يبدو ووخز الضمير الغريب، بالنظر إلى أن كونري أعرب لذلك،

ألباس دمبلدور في Harry Potter

في أفلام هاري بوتر ذات الشعبية الكبيرة، يعمل ألباس دمبلدور، بالطبع، كمدير مدرسة هوجورتس السحرية، وعلى الرغم من أن الدور قد تم إبرازه ببراعة من قبل ريتشارد هاريس في هاري بوتر وحجر الفيلسوف عام 2001، تسبب موت الممثل غير المتوقع في الدور. ليتم إعادة صياغتها للأفلام اللاحقة، مع مايكل جامبون. دمبلدور هو دور آخر تم عرضه لأول مرة على السير شون ورفضه أيضا،

نبع إحجام كونري عن لعب دور مدير مدرسة هاري بوتر في الغالب من محتوى الفيلم، الذي كان خفيفًا للغاية وخياليًا لذوقه. وادعى الممثل الاسكتلندي أنه ليس لديه "اهتمام بالانضمام إلى فيلم للأطفال عن السحرة. ومن الواضح أن كونري رفض عددًا من الأدوار الرئيسية على حساب الروايات المتناثرة، والغريبة التي لم يستطع متابعتها أو لا يهتم بمتابعتها. لو أنه اختار ذلك، فمن المحتمل أن يكون كونري قد صنع دمبلدور جيدًا، ولكن كما أثبت من خلال تراجع جاندالف، من الواضح أن أدوار المعالج لم تكن مناسبة له.