"شلبي"... معادلة عائلية غير موفقة

تعتبر أفلام الأطفال أو التي يطلق عليها أفلام عائلية هي الأعلى مشاهدة على المستوي العالمي، وتأتي دائمًا في قائمة الأعلى إيرادًا، أو ضمن الخمسة الأوائل، ولو قمنا برصد تاريخ السينما العالمية الغنية بأفلام الأطفال; نجد اشهرها "Home Alone" و"Baby's Day Out" و"Look Who's Talking" وحتى أفلام الأنيميشن. بالنسبة للسينما المصرية تأتي الفنانة ياسمين عبدالعزيز على رأس أهم الفنانات التي تدعم الأطفال في معظم أفلامها، ولكن هذه الأفلام لا بد وأن تتوفر فيها مواصفات معينة، فلا بد أن تكون مبهجة سريعة الإيقاع والحركة مبهرة الصورة، ولكن هذه المعادلة لم تتحقق في فيلم "شلبي" للفنان كريم محمود عبدالعزيز والذي قرر أن يخوض هذه التجربة بتقديم فيلم عائلي موجه للأطفال في ثاني تعاون سينمائي له مع المخرج بيتر ميمي بعد فيلم من "من أجل زيكو"، والذي حقق نجاحًا كبيرًا، وتشارك في بعض أوجه الشبه مع فيلم "شلبي".

ولنبدأ ببعض أوجه التشابه بين فيلم "شلبي" و"من أجل زيكو"، وهذا التشابه جاء بشكل مباشر من حيث الهدف والمضمون وهو القاء الضوء على المهمشين وأصحاب الأحلام والطموحات البسيطة، فبالنسبة لفيلم "من أجل زيكو" فدارت أحداثه حول عائلة بسيطة تحصل على فرصة لاشتراك ابنهم الصغير في مسابقة للأطفال ذو ذات القدرات الخاصة من أجل الحصول على مستقبل أفضل، بينما دار أحداث فيلم "شلبي" حول هدف بسيط يسعى إليه مجموعة من الفنانين البسطاء المغمورين وتحديدا صابر والذي يلعب دوره كريم محمود عبدالعزيز ولذي يحلم بإقامة مسرح خاص للعرائس، فقام بتصنيع دمية أطلق عليها شلبي من أجل ابنة روبي، والتي تمثل الجانب الإنساني، حيث تفقد صوتها بعد فقدان كلبها، وبعد سماع روايتها نجد أن قصتها تمثل هؤلاء المغمورين الذين ليس لديهم صوتًا مسموعًا. يبدو أن الفكرة جاءت طموحة، ولكنها حائرة بين سيناريو مفكك ومشاهد فرعية غير متصلة، بالإضافة إلى انحراف القصة بين الحين والآخر عن هدفها الأصلي.

عن الجوانب الفنية فمن المفترض أن الفيلم موجه بشكل أساسي لجمهور الأطفال، ولكنه افتقد جميع المقومات المطلوبة لمثل هذه النوعية، أهمها بطء الإيقاع والحركة، وكثرة الحوارات على عكس فيلم "الدادة دودي" على سبيل المثال لياسمين عبدالعزيز، وكان الفيلم المفضل للأطفال، وهو شيء غير معتاد على المخرج بيتر ميمي والمعروف بإدارته الجيدة لجميع أدواته، ولكنه اكتفى بمشاهد قليلة تتضمن أغاني العرائس والاستعراضات.

نهاية الفيلم جاءت تقليدية ومكررة، حيث اجتمع كل الأطراف في اللحظة الأخيرة من أجل تحقيق هدفهم، وبالنسبة لأداء النجوم فكانت أفضلهم روبي، وأثبتت أنها تجيد تجسيد أي دور; خاصًا في مشاهدها الإنسانية مع ابنتها، بينما جاء أداء كريم محمودعبد العزيز مبالغ فيه ومليء بالضجيج حتى إذا كان الأمر لا يستدعى ذلك. كذلك بيومي فؤاد والذي يكرر نفسه بنفس الأداء ونبرة الصوت مع كل دور جديد له.