تعتبر أفلام الرعب هي الأكثر جذبًا لأكبر شريحة من الجمهور ولكل الأعمار، وعلى الرغم من نجاح أفلام مصرية في الماضي بهذه الفئة، إلا أن عددها كان قليلًا وكان أشهرها "
الإنس والجن" و"
التعويذة" و"
عاد لينتقم"، وفي خلال السنوات الاخيرة لم يهتم صناع السينما المصرية بأفلام الرعب وكان أغلبها منخفضة التكاليف وأبطالها نجوم درجة ثانية ولا تتمتع هذه الأعمال بالمواصفات العالمية، وربما كان أفضلها هو "
الفيل الأزرق" والذي كان الأفضل إخراجيا من حيث الإبهار والتقنيات وجودة الفكرة.
بعد عدة تأجيلات يطل علينا المخرج وائل عبدالله بفيلم "يوم 13" وهو أول فيلم مصري بتقنية ثلاثي الأبعاد والتي تعتبر أول نقطة إيجابية في صالح العمل؛ نظرًا لتنفيذها بشكل احترافي ورقم 13 يُعتبر مميزًا بالنسبة لأفلام الرعب، وفي هذا العمل ارتبط بجريمة قتل حدثت في يوم 13، وهو أيضًا موعد وصول صاحب القصر أحمد داود والذي عاد من الخارج بعد عدة سنوات ليحل لغز القصر المسكون، بالإضافة إلى أن رقم 13 يمثل أيضًا عدد المدعوين في الحفلة التي حدثت فيها جريمة القتل في الماضي.
أفلام الرعب سواء المصرية أو الأجنبية أو حتى الإسبانية أصبحت تتشابه بشكل كبير مع بعضها نظرًا لتكرار الأفكار والقصص، والتي لا تخرج عن وجود أشباح أو طارد أرواح لأرواح شريرة أو منازل مسكونة أو أشياء متحركة، ومن ثم أصبح الرهان أو التحدي لصناع العمل تكون إما في تقديم فكرة جديدة أو تنفيذها بأسلوب جديد يلفت أنظار المشاهد. لو بدأنا بتحليل فيلم "يوم 13"، قدم العمل بداية جيدة من حيث السيناريو المتماسك والأداء الجيد خاصة للفنان
شريف منير والذي كان مايسترو العمل، وكذلك الفنان أحمد داود، ولكن مشاهد الرعب والقفزات المفزعة جاءت تقليدية تنتمي إلى سينما الرعب الكلاسيكية إلى حد كبير، فاعتمدت على مشاهد متكررة مثل سقوط الدم على
نسرين أمين على طريقة فيلم "
نسرين أمين"، وتعلُق
دينا الشربيني في الهواء على طريقة الأفلام الأجنبية مثل "
Poltergeist" و"
Nightmare on Elm Street".
اختلف الأمر في النصف الثاني من الفيلم؛ حيث شهد تحولًا في سياق العمل ليفك شفرة جريمة القتل على طريقة أفلام
آجاثا كريستي، ومن هنا بدأ عنصر التغيير والاختلاف من خلال الحفلة التي قرر شريف منير -والذي يلعب شخصية الدكتور فيسون والمتخصص في عالم الروحانيات- تنظيمها لإعادة تمثيل الأحداث التي حدثت ليلة جريمة قتل
جومانا مراد وهي والدة احمد داوود في القصر منذ 20 عامًا، وذلك بحضور شخصيات مختلفة وبعض المقربين من أصحاب القصر، وهو الأمر الذي لم يطرح من قبل مما حقق للعمل شرط التجديد في تناول أفلام الرعب، بالإضافة إلى أن مشهد النهاية جاء محكمًا ونُفذ بشكل جيد.
يعتبر "يوم 13" عملًا مقبولًا جيد الصنع يتمتع بإيقاع سريع وسيناريو جيد وأحداثًا مشوقة، بينما يفتقد لبعض المقومات المطلوبة في أفلام الرعب أهمها عنصر الإبهار في تناول مشاهد الرعب سواء في الصورة أو في الموسيقى التصويرية والتي لم تكن مؤثرة في صناعة الأحداث، علما بأنها إحدى الأدوات الرئيسية لأفلام الرعب بالإضافة إلى أن عنصر الغموض لم يكن كافيُا؛ بمعنى آخر أن الأحداث اتسمت بالمباشرة والتي لا يجد المشاهد صعوبة في توقع أحداثها.
