روح وطنية ونهاية متواضعة في فيلم السرب

  • نقد
  • 06:05 مساءً - 22 مايو 2024
  • 1 صورة



تعتبر الأعمال الوطنية التي تعبر عن بطولات القوات المصرية سواء من القوات المسلحة أو قوات الشرطة جزءًا من كيان الشعب المصري، والتي ساهمت في تشكيل وجدانه وبث الروح فيه، بداية من أفلام السبعينيات التي جسدت بطولات الجيش المصري في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، وكان أشهرها فيلم الرصاصة لا تزال في جيبي والعمر لحظة والطريق إلى إيلات، ثم انقطعت هذه الأعمال لفترة طويلة خاصة بعد معاهدة السلام وهدوء الأوضاع في المنطقة إلى أن عاد إلينا المخرج شريف عرفة بفيلم الممر، والذي جسد إحدى بطولات الجيش في حرب الاستنزاف، وحقق نفس النجاح الذي حققته الأعمال السابقة وتجاوزت إيراداته 70 مليون جنيه، مما يدل على أن الروح الوطنية لم تتغير بل تسري في شرايين الشعب المصري، خاصة بالنسبة للجيل الجديد، حيث كادت قاعات العرض تضج من التصفيق بعد كل عملية. وبعد فترة انتظار لأكثر من عامين، تم طرح فيلم السرب المأخوذ عن قصة حقيقية أثارت غضب المصريين وأصابتهم بالإحباط الشديد عندما قامت بعض عناصر داعش بخطف 21 قبطيًا مصريًا ثم قامت بذبحهم بأبشع الطرق ثم ألقت بجثثهم في البحر الذي تلطخ بدمائهم، حتى قامت قواتنا المسلحة وتحديدًا في سلاح الطيران بقصف مواقع داعش في درنة في ليبيا، مما برد قلوب المصريين، وبالنسبة لفيلم السرب فلم يقل عن فيلم الممر من حيث القيمة والجودة، حيث بدأ جذابًا بإحدى عمليات الجيش المصري في المشهد الافتتاحي، والتي أسفرت عن استشهاد 3 ضباط، وتم تصويرها بأحدث التقنيات وبموسيقى تصويرية مبدعة، والتي صاحبت جميع العمليات في الفيلم وأضافت إليه الكثير من عناصر التشويق. كان أول من تميز في فيلم السرب هو الكاتب عمر عبدالحليم، والذي شكل العمل فقزة ونقلة كبيرة في مشواره الفني بعد تميزه فنانًا في عدة أعمال، وكذلك المخرج أحمد نادر جلال، والذي مزج الأحداث بشكل متوازٍ، خاصة في اختيار أماكن التصوير في معاقل داعش في درنة، مع أحمد السقا، وهو الشخصية الرئيسية في العمل، ويعتبر همزة الوصل أو العنصر المزروع بين تنظيم داعش والمخابرات المصرية، وبين المصريين الأقباط المقيمين في ليبيا، وكان العمل بحاجة إلى المزيد من التفاصيل عن حياتهم والتعايش مع تفاصيلهم، بينما الحدث الرئيسي، وهو ذبحهم من قبل تنظيم داعش على ساحل البحر، تم تنفيذه بشكل احترافي بطريقة تخطف القلوب، وقام المخرج بتخفيفه بعض الشيء حتى لا ينزعج المشاهد، بالإضافة إلى مشهد أهالي الشهداء بعد عرض مقطع الفيديو، والذي عبر عن الوحدة الوطنية بين جميع فئات الشعب. على الرغم من أن الفيلم اعتمد على البطولة الجماعية سواء في أدوار رئيسية أو متوسطة أو ثانوية إلا أن كل فنان في العمل استطاع ملء مكانه مهما كانت مساحة دوره، وعلى سبيل المثال الفنان أحمد حاتم، وهو من ضمن ضيوف شرف الفيلم إلا أنه كان أفضلهم أداء ومصداقية، حيث يتقارب دوره مع شخصية محمد فراج في فيلم الممر، والذي كان الأكثر إقدامًا ووطنية، ومن الأدوار التي يجب أن نتوقف عندها شخصية صبا مبارك في أداء دور الصحفية، حيث أدته باقتدار، وكذلك عمرو عبدالجليل المصري المقيم في ليبيا، والذي يحتوي العاملين الأقباط المقيمين في ليبيا وقد سالت دموعه في مشهد اختطافهم وقتلهم. وأما النهاية فهي الأمر الوحيد الذي من الممكن أن يؤخذ على العمل، لأن الضربة الجوية الأخيرة كانت هي المحور الرئيسي في العمل، وعلى الرغم من أنه تم تنفيذه باقتدار إلا أنه كان بحاجة إلى المزيد من المساحة والوقت سواء من حيث المطاردات أو المزيد من مشاهد قتل العناصر الداعشية وسقوطهم، بينما اكتفى المخرج بالإحداثيات المرسلة بين أحمد السقا والمخابرات المصرية.

وصلات



تعليقات