الفستان الأبيض.. صراع بين الأحلام والواقع

  • نقد
  • 05:40 صباحًا - 23 ديسمبر 2024
  • 1 صورة



لقد ارتبطت الأفلام التي تشارك في المهرجانات الدولية بمواصفات خاصة، حيث دائما ما تعبر عن الطبقات المهمشة وأحلام البسطاء وتتسم بالواقعية الشديدة، وكان أشهرها فيلم أحلام هند وكاميليا وليه يا بنفسج ويا دنيا يا غرامي، ولكن بدأ الأمر يختلف بعض الشيء في الأعوام الأخيرة مع دخول السينما المستقلة، والتي أعطت شكلا مختلفا لهذه الأفلام، ولكن لا تزال التيمة الاعتيادية متواجدة في هذه الأفلام، وهو ما نلاحظه في فيلم الفستان الأبيض، الذي يعبر عن حلم بسيط لفتاة من طبقة فقيرة بأن ترتدي فستان زفاف أبيض، والذي يتعرض للتلف مع بداية الفيلم، لتبدأ رحلتها على مدار يوم واحد للبحث عن فستان زفاف بديل. من خلال هذه الرحلة، يبدأ العمل في التطرق إلى عدة قضايا، بما في ذلك صراع الطبقات والفجوة الكبيرة التي ظهرت في المجتمع في السنوات السابقة، بداية من الطبقة الثرية ومجتمع المجمعات السكنية، والمناطق الجديدة مثل التجمع الخامس والشيح زايد، والتي تمثلها أروى جودة صاحبة أحد المحلات باهظة الثمن، حيث حاولت ياسمين رئيس استئجار أحد الفساتين لحفل زفافها، ووجدت استحالة الأمر، ومن هنا ترى في عينَي أسماء جلال نظرات الحقد وعدم الرضا، فهي دائما ناقمة على نشأتها وتنظر إلى الحياة من منظور آخر، ومع استمرار الرحلة ننتقل إلى طبقات أخرى تمثل فئات المجتمع، ومنها الطبقة المتوسطة، ومع كل مرحلة نشهد صراعات مختلفة ونرى مشاعر القهر في عيون أحمد خالد صالح، الذي يلعب دور خطيب ياسمين رئيس، والذي لم يوضح صناع العمل طبيعة مهنته ولكن الأمر الذي كان واضحا هو أنه من الشباب الكادحين. من كل ما سبق، نستخلص الرسالة الرئيسية للفيلم، وهي أن من الصعب على أي شخص أن يلبس ثوبا غير مناسب له، وأن ينظر إلى حياته كما هي ويحاول السير فيها بلعبة القص واللصق مثل فيلم قص ولصق، بمعنى آخر أن حياة المهمشين من المفترض أن تسير يوما بيوم وأن يكون الرضا بما هو مقسوم أساس حياتهم، وأكبر دليل على ذلك مشهد النهاية واستخدام أقمشة الدعاية الانتخابية في ترقيع وتصنيع فستان الزفاف وعودة العلاقة بين الطرفين بعد أن قررا الانفصال، خاصة ياسمين رئيس، التي قررت مواجهة نفسها وعدم الاختباء داخل ثوب آخر. يتميز العمل بالواقعية والمصداقية الشديدة، سواء في التصوير في أنحاء مختلفة من مصر تشعرك بأنك بداخلها أو في أداء النجوم، حتى في الأدوار الصغيرة، أو في الموسيقى التصويرية المصاحبة، بالإضافة إلى كتابة شهادة ميلاد جديدة للمخرجة جيلان عوف التي اهتمت بجميع تفاصيل العمل دون ترك أي ثغرة سواء من ناحية السيناريو أو الإخراج.



تعليقات