يعرض الفيلم شخصيات ونماذج حقيقية تعيش واقعنا الاجتماعي . شابٌ تجاوز الثلاثين يعمل في تركيب الصحون اللاقطة ، وفي المقلب الآخر هناك صديقه (فتحي عبد الوهاب) الذي يرفض العمل خارج تخصصه فيبدأ بتعاطي...اقرأ المزيد المخدرات والتمرد على الواقع ، وهناك الفتاة حياة (حنان ترك) التي بلغت الثلاثين ولم تجد عملًا رغم تخرجها من الجامعة فتعمل في شراء وبيع أي شيءٍ رافضةً الاعتماد على أمها (سوسن بدر) التي تملك صالونًا للسيدات. ولحل مشكلتها بعيدًا من أمها تقرر الهجرة ، ولضمان الهجرة تقرر الزواج من شريف منير شكليًا من دون تحقيق الزواج الفعلي.
يعرض الفيلم شخصيات ونماذج حقيقية تعيش واقعنا الاجتماعي . شابٌ تجاوز الثلاثين يعمل في تركيب الصحون اللاقطة ، وفي المقلب الآخر هناك صديقه (فتحي عبد الوهاب) الذي يرفض العمل خارج تخصصه...اقرأ المزيد فيبدأ بتعاطي المخدرات والتمرد على الواقع ، وهناك الفتاة حياة (حنان ترك) التي بلغت الثلاثين ولم تجد عملًا رغم تخرجها من الجامعة فتعمل في شراء وبيع أي شيءٍ رافضةً الاعتماد على أمها (سوسن بدر) التي تملك صالونًا للسيدات. ولحل مشكلتها بعيدًا من أمها تقرر الهجرة ، ولضمان الهجرة تقرر الزواج من شريف منير شكليًا من دون تحقيق الزواج الفعلي.
المزيدالبطالة والرغبة والعنوسة والحب، هى المعضلات الأربع، التى تعترض طريق شباب الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وكل شاب يتغلب على مشاكله وفقا لذكائه الشخصى، وأمامنا الكثير من النماذج المختلفة....اقرأ المزيد تيتو (محمد السعداوى) لجأ الى بيع المخدرات لزملائه ومعارفه بالحى، لكى يتغلب على بطالتة. قرنى (ياسر الطوبجى) يبيع بضائع مغشوشة وأشياء مسروقة على قارعة الطريق، لينتهى الأمر بالقبض عليه. ثريا (حنان مطاوع) سافر زوجها فى إعارة وتركها مع ولديهما الصغيران، وتتحمل ثريا كبتها الجنسى، فى انتظار عودته فى أجازته السنوية، ولكنه يؤجل الزيارة توفيرا لثمن تذاكر الطائرة، كما انه سبق له رفض استقدام أسرته ليتمكن من زيادة مدخراته، وتضطر ثريا لحل مشكلتها بالحل الوحيد المتاح أمامها، وهو إتخاذها لعشيق (تامر الأشقر) يفى بالغرض لحين عودة زوجها من الاعارة بالمال الوفير. زينب (مروة مهران) التى إستراح أهلها من لقمتها، بنزوحها للقاهرة لتعمل فى مطعم متنقل على قارعة الطريق، تحلم بالحب والمال فى العاصمة، فلا تجد هذا ولا ذاك، ويتقدم بها العمر، باحثة عن العريس، وتضطر للتغاضى عن العبث بجسدها، فى سبيل الحفاظ على الشاب على (فريد النقراشى)، على امل ان يتزوجها، ولكن على ليس فى قدراته الزواج، ولكنه يحل مشكلته فى بحثه عن المتعة المجانية. سامى (فتحى عبد الوهاب) خريج الزراعة الذى يبحث عن عمل فى تخصصه، ويعانى من الكبت الجنسى، ويستعيض عنه بمشاهدة الأفلام الإباحية، وتدخين المخدرات، ولايفكر فى الزواج لأنه بالنسبة له من المستحيلات، ولديه أربعة شقيقات يبحثن عن عريس، ويتهافتن على أى صديق يزور أخيهن فى منزلهن. يوسف انور (شريف منير) خريج كلية التجارة، الذى بلغ الثلاثين ولم يجد عملا ولم يتزوج، ويعيش بشقة العائلة مع أخيه الأكبر يحيى (اشرف سرحان) الذى يحاول إستغلال الشقة للزواج، من خطيبته ندى (نجلاء فتحى٢)، ولكن والدها (شيرين سعد) يرفض أن تعيش إبنته مع شقيقه فى نفس الشقة، ويعمل يوسف كفنى تركيب وصيانة الدش، ولكن كسدت المهنة بعد ان اقتنى الجميع اجهزة الاستقبال، وهو الأمر الذى لايسمح له بإدخار الأموال التى تسمح له بالاستقلال بشقة ، ولذلك لم يفكر فى الزواج. جميله حسين (حنان ترك)، تخرجت من الجامعة ولم تجد عملا، وبلغت الثلاثين ولم تتزوج، وتعيش مع أمها الأرملة عزة (سوسن بدر) صاحبة محل الكوافير، والتى تبحث لجميلة عن عريس لدى زبائنها وتوزع عليهن صورها، لمساعدتهن فى عملية البحث، وتأمل مدام عزة فى إقامة ابنتها بمنزلها بعد زواجها، حتى لاتبتعد عنها، وتقاوم الفكرة التى تلح على عقل جميلة للهجرة خارج مصر، بينما كانت جميلة تحاول الاعتماد على نفسها، وتعمل فى شراء وبيع أى شيئ لتخرج منها بجنيهات قليلة، تدخرها لتساعدها على الهجرة الى نيوزيلندا، والتى تعد لها منذ ٣ سنوات، ويسعى يوسف لترك الشقة لأخيه يحيى، ليتزوج فيها، ولذلك يقرر الهجرة، عندما يلتقى مع جميلة فى أحد الشقق التى دخلتها جميلة، لشراء آلة هارب، ودخلها يوسف لتركيب طبق دش، ولكن أوراقهما كانت ناقصة، وتجد جميلة ان المتزوجين تكون فرصتهما أكبر فى الهجرة، فتعرض الزواج الصورى على يوسف، الذى يقابل والدتها لطلب يدها، مصطحبا شقيقه يحيى وصديقه سامى، ولكن الأم تطلب شبكة، فتسحب جميلة مدخراتها من البنك، وتشترى الشبكة التى يقدمها لها يوسف، الذى يستغل عمله فى صيانة اجهزة الدش، بأحد الفنادق الكبرى، للحضور مع عروسه جميلة، على هامش احد الافراح المقامة فى قاعة الفندق، لإقامة فرحه، بموافقة مدير الفندق راغب بيه (احمد شومان)، مما أثار إستياء أم جميلة، التى اكتشفت أن ابنتها سحبت مدخراتها واشترت الشبكة، وأنها تعد اوراقها للهجرة، وإصطدمت جميلة مع أمها رافضة ان تكون تحت سيطرتها، وتركت لها الشقة، ولجأت للإقامة فى شقة يوسف، ولكن كل منهما فى حجرة مستقلة، لأن زواجهما صورى. بينما تلتقى زينب مع سامى فى أسانسير الفندق، أثناء حضورهما فرح جميلة ويوسف، ويتعطل المصعد، وترتمى زينب بأحضان سامى، الذى فقد أعصابه، بينما فقدت زينب وعيها، ويتعرفان وتتكرر لقاءاتهما معا، ومع يوسف وجميلة، ويعرض سامى الزواج على زينب، رغم انه على باب الله، ويقرب التواجد اليومى فى شقة واحدة، بين يوسف وجميلة، ويزداد التقارب، ليكتشف كل منهما انه يحب الآخر، ويضعفان امام تحويل زواجهما الصورى، الى زواج عملى، ويستمر حلمهما فى الهجرة قائما كمتزوحين، فإن لم يتحقق لهما حلم الهجرة، فقد تزوجا والأمر لله. (قص ولزق)
المزيدينغمس شريط السينما فى زحام شوارع القاهرة وبين جنبات بيوت الطبقة المتوسطة التى تدهور حالها كثيراً، البيوت تبدو متماسكة رغم الوهن البادى عليها بوضوح، ولهذه البيوت والشوارع عبق خاص وخصوصية تكونت عبر سنوات من حياة البشر، غرف البيوت شاهد على ضحكاتهم وأنفاسهم ودموعهم وأرض الطريق لمست خطواتهم المترددة واليائسة والفرحة، شخصيات الفيلم يبدو عليها الوهن رغم تمسكها بحلم لايتحقق. فى بداية الفيلم يجتمع ثلاثة شخصيات فى موقف غريب يبدو جاداً وعبثياً وكوميدياً فى نفس الوقت، الأول فنى تركيب الدش يوسف (شريف منير)...اقرأ المزيد الذى يضطر لصعود عشرة أدوار بدون أسانسير حاملاً طبق ساتالايت كبير، والشخصية الثانية هى صاحبة الشقة التى تعزف على آلة الهارب أمام الفتاة العملية جميلة (حنان ترك) التى ستشتريه منها لصالح أحد المحلات، ويبدو كل منهما مضطراً أن يفعل مايفعله دون اقتناع: عازفة الهارب تبيع مضطرة، والفتاة تشترى وتبيع أى شىء لتكسب جنيهات قليلة لانها لاتجد عملاً ثابتاً، وفنى الدش لاتهمه الصفقة على الاطلاق ولكنه اضطر أن يكون طرفاً فيها. تتألق هالة خليل الكاتبة والمخرجة فى قص ولزق حكايات متناثرة من الواقع لتكون حدوتة عذبة بسيطة مليئة بالمشاعر والهموم والأمال ومرح الانسان، انها تحكى عن شخصيات تتكامل ولا تتصارع، وهى لاتخرج عن حدود المنطق والمعقول فى الواقع، ولكنها تحيل الواقع بتفاصيله الى اجواء الحدوتة الساحرة التى تضع هى قانونها وأسلوب سردها. تحكى الحدوتة منذ بدايتها حكاية يوسف وجميلة، الأول شاب تقدم به العمر ويعيش مع شقيقه الاكبر يحى (أحمد سرحان)، حلم كل منهما الزواج ولكنهما لايملكا سوى شقة العائلة التى يعيشا فيها سوياً منذ كانا أطفال صغار، ورغم ارتباطهما الأخوى الا أن لكل منهما رد فعل مختلف فى رفض ظروفه والتعامل معها، ففى حين يبدو يوسف زاهداً راضياً بما تسوقه اليه الحياة، يبدو الشقيق الأكبر محاولاً اقتناص فرصة قد تكون أخيرة للزواج تصطدم برفض اهل العروس أن تعيش ابنتهم مع شقيق زوجها فى نفس الشقة، علاقة الشقيقين وتضحيتهما المتبادلة من أجمل مشاهد الفيلم وأرقها. البطالة والحب والرغبة والعنوسة ومشاكل المدينة الخانقة قد تكون موضوعاً لفيلم ثقيل وكئيب، ولكن الأسلوب الجذاب والذى لايخلو من لمسات ساخرة وكوميدية يجعل متابعة العمل مشوقة بالفعل، انها حدوتة عن أشخاص ضجوا بوطنهم أو ضج بهم وطنهم، اختلطت عليهم الأمور حتى لم يعودوا يعرفوا اذا كان العيب فيهم أم فى الوطن، تحاول البطلة بعد أن وصل عمرها الى 30 عاماً دون زواج أو عمل محدد الهروب الى هجرة الى نيوزلندا، وعلى نحو ما يبدو باقى أشخاص الفيلم فى حالة هجرة أو هروب من واقعهم الى عالم أخر، الشاب سامى (فتحى عبد الوهاب) الذى يحمل تحت ابطه دوسيه به شهاداته تنحصر أحلامه فى الحصول على سجائر البانجو وقنوات دش تعرض أغانى الفيديو كليب العارية للتنفيس عن رغباته الجنسية المكبوتة، انه لايحلم بالزواج لان ذلك يدخل فى بند المعجزات وليس الأحلام، وهذا الحلم يتلاقى مع حلم زينب (مروة مهران) التى تسعى للزواج لتضع الاطار الشرعى لرغباتها التى أرهقتها أسطوانات الحب ! من أجمل عناصر الفيلم أماكن تصوير الفيلم، بيوت الطبقة المتوسطة التى تحمل بين جنباتها تجاعيد الزمن، وهذا التناقض بين الشخصيات الشابة والبيوت التى تحمل تفاصيل كلها قديمة يحمل هموم جيل يعيش على بقايا ورثها عن أهله ... السكن والأثاث وربما براد الشاى القديم أيضاً، وأضاف التصوير فى الشارع الى الحدوتة ثقل خاص وأعطى بعداً مكانياً واقعياً التقطته عين مدير التصوير طارق التلمسانى بمهارة، واشتركت الصورة مع موسيقى تامر كروان فى مصاحبة الأحداث وكان واضحاً هذا التفهم لأجواء الفيلم ومود كل مشهد. شريف منير التزم باطار الشخصية الدرامية، وجاءت انفعالاته المترددة وشديدة الهدوء مناسبة للشخصية، وأجادت حنان ترك فى تقديم شخصية الفتاة العملية المتمردة التى تغلف مشاعرها بقسوة مصطنعة، جاء أداء فتحى عبد الوهاب عميقاً ومتوحداً مع الشخصية الحالمة لشاب يعانى البطالة والكبت، وأدت مروة مهران دوراً شديد الصعوبة بتلقائية شديدة وكانت احدى مفاجأت الفيلم الحقيقية، أحمد سرحان قدم دور شديد البساطة للأخ الأكبر الحائر بين رغباته والتزامه نحو شقيقه، وقدمت سوسن بدر دور الأم الأرملة بنضج شديد، حنان مطاوع رغم دورها القصير الا أن مشهدها فى السينما واحد من المشاهد المؤثرة والمعبرة. حدوتة هالة خليل تنتصر للمشاعر الانسانية وترفض الواقع الشاذ الذى تحفل به صفحات الحوادث عن صراع الأشقاء وحوادث الاغتصاب والسرقة، انها تقدم واقع مواز أو حدوتة من وحى الواقع، تقول فيها: كان ياما كان .. كان فيه انسان تعبان، يصارع الحياة ليبقى انسان.