برامج المقالب: مفاجآت مكررة واتفاقات غير معلنة

للعام الثالث على التوالي، تستمر قناة الحياة في تقديم برامج رمضانية ترتبط بالممثل رامز جلال، حيث يقوم بتقديم نسخة جديدة من "برامج المقالب"، التي تعتمد في فكرتها هذا العام على عنصر المفاجأة داخل المصعد الكهربائي (الأسانسير)، حين يتفاجأ الضيف عند خروجه بوجود أسد أمام الباب، بينما يتم التنقل بالكاميرا بين ردة فعل الضيف داخل المصعد، ومحاولته الخروج أو إغلاق الباب، وبين رامز جلال نفسه وتعليقاته الساخرة التي تتسم أحيانًا بالإضحاك المفتعل والاستفزاز في آنٍ واحد. ثم يتم استكمال الحلقة بإجراء حوار قصير مع الضيف حول تفاصيل ما جرى. لكن مع تكرار الحلقات وتتابع الضيوف، يصبح من الملحوظ بشكل واضح أن هناك شبه اتفاق مسبق بين الضيوف وفريق البرنامج، فبالرغم من اختلاف الانفعالات وردود الفعل من حلقة لأخرى، إلا أن نمط التفاعل واحد تقريبًا، ولا يخرج عن كونه تمثيلًا لتفاجؤ مفاجئ يبدو مُفتعلًا في كثير من الأحيان. هذه النمطية أدت إلى ملل واضح لدى المشاهدين، الذين يشعرون بأن الحلقات تكاد تكون نسخًا مكررة من بعضها البعض، خصوصًا مع اعتماد البرنامج على نفس الفكرة، نفس التوقيت، ونفس أسلوب التقديم، دون تجديد يذكر. يُضاف إلى ذلك ما يمكن اعتباره "استظرافًا زائدًا عن الحد" من قبل رامز جلال، في تعليقاته الساخرة على ما يحدث للضيف داخل المصعد أو أثناء المقابلة، وهو ما قد يكون مقبولًا لفئة معينة من الجمهور، لكنه قد يُنظر إليه من قِبل فئة أخرى على أنه سخرية سطحية لا تحمل قيمة فنية أو كوميدية حقيقية. وإذا افترضنا، كما يدعي القائمون على البرنامج، عدم وجود اتفاق مسبق مع الضيوف، فإن ذلك يفتح بابًا أكبر للنقد، إذ يصبح ما يحدث داخل المصعد نوعًا من الإيذاء النفسي أو الخطر الجسدي، خاصة مع احتمال وجود ضيوف يعانون من أمراض قلبية أو حالات صحية لا تتحمل مثل هذه المفاجآت. وفي هذه الحالة، فإن البرنامج لا يقتصر على كونه استهزاءً بالمشاهد، بل يتعداه إلى تصرف غير إنساني تمامًا. بعيدًا عن الجدل حول "الاتفاق المسبق"، فإن ما لا يمكن إنكاره هو أن هذه النوعية من البرامج قد فقدت بريقها، ولم تعد تثير نفس الاهتمام كما في بداياتها، وتحولت إلى منتج استهلاكي مكرر، لا يقدم جديدًا سوى في تغيير شكل الفكرة، دون أي تطوير حقيقي في المحتوى أو الأسلوب. كما أن من "الطريف" أو المؤسف في آنٍ واحد، أن أغلب الفنانين المشاركين في الحلقات يتقاضون أجورًا مقابل ظهورهم، وبالتالي من المنطقي أن يكون لديهم توقع أو علم مسبق بأنهم سيتعرضون لمقلب ما، حتى وإن لم يعرفوا تفاصيله. وهذا يُسقط عن المقلب فكرته الأساسية: عنصر المفاجأة. في النهاية، يمكن القول إن هذه البرامج، رغم شعبيتها في وقت ما، أصبحت اليوم نموذجًا على الاستهلاك الإعلامي الفارغ، والاستخفاف بعقلية المشاهد، وتفتقر في كثير من جوانبها إلى الإثارة أو الجاذبية الحقيقية، خاصة مع امتدادها لثلاثين يومًا كاملة خلال شهر رمضان.

نقد آخر لﺑﺮﻧﺎﻣﺞ رامز قلب الأسد

عنوان النقد اسم المستخدم هل النقد مفيد؟ تاريخ النشر
برامج المقالب: مفاجآت مكررة واتفاقات غير معلنة دعاء أبو الضياء دعاء أبو الضياء 4/6 29 اغسطس 2011