كما عودنا يحيى الفخرانى .. يبهرنا كل عام بتحفة فنية انسانية فى اطار فنى رائع فكان مسلسله (الخواجة عبد القادر). وبالرغم من أن العمل لم يأخذ حقه من العرض مثل مسلسلات أخرى أقل منه بكثير على المستوى الفنى امتلأت بها القنوات لدرجة اننى كرهت الريموت كنترول بسببها. المسلسل تم عرضه على قناتى الحياة وام بى سى فقط وبالرغم من أن قناة الحياة باعلاناتها كفيلة بافساد مشاهدة اى مسلسل إلا ان روعة المسلسل وفريق العمل جعلتنى استحمل هذا الكم الغريب من الاعلانات على قناة الحياة وهى ظاهرة لابد من الوقوف امامها جديا لأننا اصبحنا فى زمن فيه العمل الفنى على الهامش والاعلانات هى الاساس أو كما يحلو للبعض القول (دول بيقطعوا الاعلانات عشان يجيبوا المسلسل وليس العكس). نرجع للمسلسل .. اولاً القصة فعلا جديدة عن مهندس انجليزى (هربرت دوبرفيلد) جاء إلى السودان للعمل قاصدا الانتحار هروبا من حياته فى انجلترا ومن عدم وجود صديق حقيقى وكذلك من زوجته التى تخونه فانكب على شرب الخمر قاصدا قتل نفسه ولكن تنقلب حياة فى السودان رأساً على يتعرف على العامل البسيط (فضل الله) الذى أحب الخواجة لأنه لمس فيه القلب الطيب وبادله الخواجة المحبة وكان سبباً فى ان تعرف على الشيخ (عبد القادر) الذى كان سببا فى دخول هربرت الاسلام بقلب صافى مقتنع وبقلب محب لله عز وجل مستمدا هذا الحب من تصوف الشيخ عبدالقادر ثم يأتى الخواجة عبدالقادر إلى صعيد مصر حيث يواجه بعض المشاكل النانجة عن سيطرة الحاج عبد الظاهر على قرية الحورية التى يعمل بها الخواجة ويواجه هذه المشاكل بالحب والقلب الطيب ويتبنى أحد الأطفال (كمال) بعد وفاة والده فى المحجر ويتكفل بتعليمه فى مقابل أن الطفل كان يعلمه القرآن وهى علاقة انسانية من أعظم مايكون. ثم يقع الخواجة فى حب زينب أخت عبد الظاهر ويحاول أن يتزوجها فيقابل بمعارضة شديدة من أخوها ومشاكل أكثر بسبب حب عبدالظاهر لأخته الشديد وكذلك خوفه على ثروتها، لكن الخواجة ينجح فى النهاية من الزواج من زينب ويقوم عبدالظاهر بحرف المنزل بعد حبسهما فيه ولكن الله ينجيهما ويختفيان ويقوم كمال عندما يكبر ببناء مقام للخواجة فى القرية فى نفس المكان الذى كان يحفّظ فيه الخواجة القرآن كما أوصاه ويحاول البعض هدم المقام لكن تفشل محاولاتهم. المسلسل يؤكد على قيمة غائبة عن حياتنا اليوم وهى (الحب النقى المنزه عن الغرض) .. حب الله .. حب الوطن .. حب الاصدقاء .. حب الحبيبة. على المستوى الفنى ... شهد المسلسل ميلاد مخرج متمكن فعلا من ادواته يعيبه فقط انه ابن الفخرانى مما يجعل البعض يظلمه ولا يحكم عليه حكم موضوعى بالرغم من ان نقلاته بين عصرين فى المسلسل وفى شهر مزدحم بالمسلسلات (رمضان) ينم عن مخرج فعلا واعد متمكن ونتمنى له استمرار التوفيق والنجاح. الفخرانى عظيم عالعادة .. طفل يدخل قلبك دون استأذان .. لم تعوقه لكنة الخواجة الغريبة عن الدخول الى القلب مباشرة .. بجد انت فنان عظيم يا أستاذ يحيى. البطل الآخر فى المسلسل كان الرائع أحمد فؤاد سليم قام بدور رائع مقنع دون افتعال أو مبالغة لاحظ جزء منها فى مسلسل باب الخلق. سوسن بدر رائعه كالعادة . سلاف معمار كانت ممتازة فعلا وباقى فريق التمثيل صلاح رشوان والطفل أحمد خالد وهدى هانى وحسن كامى ومحمد الدسوقى ومحمد شلش (زايد أخو عبدالظاهر وزينب) الذى يتقدم من دور لدور بقوة وكذلك الفنانة سماح السعيد وغيرهم. المسلسل رائع فعلا .. تصوير ، إضاءة ، موسيقى والأهم لم أشعر بأى مط أو تطويل والفضل هنا للمخرج شادى الفخرانى والكاتب عبدالرحيم كمال الذى صرح بأن شخصية عبدالقادر حقيقية لمهندس المانى جاء إلى سوهاج فى القرن الماضى. اننى انصح من فاته مشاهدة هذا المسلسل مشاهدته عند إعادته مرة أخرى أو مشاهدته على مواقع الانترنت هروباً من جحيم اعلانات الفضائيات.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الخواجة يحيى الفخرانى ... أيقونة النجاح | mohamed Hamed | 9/10 | 20 اغسطس 2012 |
"الخواجة عبد القادر" الصنعة المتقنة التي تصرخ إبداعًا | ميسـرة صلاح الدين | 6/6 | 5 اكتوبر 2012 |
ابدااااااع !!! | Mohamed Ahmed | 0/0 | 16 نوفمبر 2014 |