بدون أي مقدمات وللدخول في صلب الموضوع أن فيلم (ذئب وول ستريت - Wolf of Wall Street) رغم طول مدته لكنه يجعلك تستشعر بأن فريق العمل من البطل الرئيسي حتى الممثلين في الأدوار الثانوية وضعوا لمستهم بعفوية تكاد تشك في بعض المشاهد بأن هنالك شيء من الارتجال الإبداعي وكله داخل السياق ويتم ذكر ذلك بالتفصيل لاحقاً. كل هذا أضاف معاني جميلة للفيلم فلا عجب فهو للمخرج مارتن سكورسيزيه وبطولة ليوناردو دي كابريو.
الفيلم يرصد قصة جوردان بيلفورت (ليناردو دي كابريو) سمسار البورصة الذي قبل أن يخطو أول خطوة في طريقة الثراء على طريقة وال ستريت حدثت له عسرة لقطاع البورصة بأكملة أنهت كل شيء قبل بدايته ووجد نفسه قابع في المنزل، للأمانة فأن جوردان بيلفورت كان يسعى للربح له ولعملائه. ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه حيث وجد جوردان الطريق مفتوح على مصراعيه لكي يصبح ثري، ولكن عن طريق بيع حفنة من الرمال لعملائه (الفقراء) لتعود عليه بحفنة من الألماس. لاحقاً يقرر جوردان بيلفورت تغيير نوعية عملائه من فقراء لأغنياء ليصبح ذئب أو روبن هود وول ستريت.
وفي الحقيقة لا حاجة للتطرق أكثر في قصة الفيلم أو تتابع الأحداث، فالمشاهد كثير والأحداث طويلة تكاد تصيبك بالممل ولكن قبل أن يتسلل الملل إليك - بكثرة التفاصيل التي لعلك لن تستوعبها - تهبط على المشاهد وصلة من الضحك. ومن الجدير بالذكر أن المشاهد الكوميدية في الفيلم ليست دخيله عليه أو محشورة حشر فيه ولكنها تأتي في سياقها وفي وقتها ومن هنا تأتي عبقرية مارتن سكورسيزي.
بالرغم من أن الفيلم مقتبس عن كتاب جوردان بيلفورت نفسه، لكنك لا تستشعر ذلك حيث أن أفلام السير ذاتية غالباً ما يكون لها نكهة درامية ترتكز على الجوانب الإنسانية التي تخلق نوع من المواعظ أو العبر. لكن هذا ليس الحال هنا حيث أن المشاهد لو كانت غنية بشيء فهي غنية بالمخدرات. حيث أن أكثرية المشاهد لا تخلو من المخدرات حيث تجعلك تستشعر أن حياة جوردان بيلفورت ومن حولة كانت قائمة عليها فقط وكانوا يستعملوها أكثر من الماء أو كأنها علكة أو تسالي.
على سبيل المثال، هناك مشهد لجوردان بيلفورت في يخته مع زوجته وصديقه وسط عاصفة تكاد تنهي حياتهم ولكن كان كل ما يجول بخاطر جوردان بيلفورت هو المخدرات حيث طلب من صديقه جلبها وتناوالها قبل أن تضرب اليخت موجة قاتله. على الجانب الأخر، لم يتطرق الفيلم بشكل كاف لإظهار الجانب السلبي لإدمان جوردان بيلفورت أو كيف نجح في علاج مشكلته معها؟
وإذا ذكرنا أبطال الفيلم فيجب أعطائهم حقهم فهم جميعاً نجحوا في تأدية دورهم ليس فقط بإتقان ولكن بإبداع. (ليوناردو دي كابريو) اتقن وبمهارة تأدية دور جوردان بيلفورت حيث أنه رقص وقام بإعطاء خطابات حماسية واستنشق المخدرات ومرض وزحف وحزن وفرح وغضب، فقد أعطى ليوناردو دي كابريو كل مشهد حقه بصدق. أن أكثر المشاهد التي تشعرك أنها حقيقية هي المشاهد الكوميدية وخاصة المشهد الذي يقتحم فيه والد جوردان بيلفورت اجتماعه مع أصدقائه حيث أنه يجعلك تشعر بأنه مشهد (خلف الكواليس) نتيجة عفوية واتقان كل ممثل في هذا المشهد دوره وبالأخص ليوناردودي كابيرو.
بالإضافة إلى المشهد الذي أُصيب فيه جوردان بيلفورت ودوني أزوف (جونا هيل) بردة فعل عكسية لأحد العقاقير المخدرة حيث أن هذا المشهد تحديداً من أكثر المشاهد الكوميدية. هناك أيضاً المشهد الذي جمع مارك هانا (ماثيو ماكونهي) بجوردان بيلفورت في أحد المطاعم ورغم من أن (ماثيو ماكونهي) ظهر في مشاهد تعد على الأصابع لكنه أبدع فيه حتى ذكرت بعض المصادر أنه وبعض الممثلين قاموا بالارتجال في بعض مشاهدهم.
في النهاية أن نهاية فيلم (ذئب وول ستريت - Wolf of Wall Street) تنقصه فقط بعض المعلومات نتيجة فضول المشاهد، حيث تتركك النهاية في تساؤل عن بعض النقاط - بالطبع ذكر الفيلم أن جوردان بيلفورت بعد سجنه انتهج الطريق المستقيم - ولكن فيما يتعلق بأصدقائه وزوجته وعائلته إلى أين انتهى بهم الأمر؟ أيضاً لا يمكن إنكار أن الفيلم من إخراج وتأليف وتصوير وتمثيل على الأكثرية مكتمل الأركان وربما تود مشاهدته مرة أخرى.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
ثور هائج أخر لسيكورسيزي | دعاء أبو الضياء | 4/4 | 11 يناير 2014 |
خفة عجوز في السبعين من عمره | Mohamed Gaber | 4/4 | 27 يناير 2014 |
«ثعلب وول ستريت»: نهود واموال .. وخيبة آمال | Amgad Gamal | 1/1 | 13 يناير 2014 |
روبن هود وول ستريت | Doaa Abd El Dayem | 2/2 | 14 يناير 2014 |
ذئب هوليود | Hazem Ibrahiem Megahed | 0/0 | 26 مايو 2014 |