قد تعتقد وأنت فى البداية أن الفيلم هو نموذج وجُزءُ لا يتجزأ من رواية (الفيل الأزرق) لـ"أحمد مراد" قد يرى البعض أن الفيلم هو من أروع الأفلام فى تاريخ السينما المصرية بل العربية، والبعض الأخر يرى أن الفيلم لم يعطى الرواية حقها فى بعض المشاهد خصوصاً مشهد النهاية الذى تم تغييره بأن يحيى قد تزوج بـ"لُبنى" وأنجب الأطفال.. وفى النهاية يأخذ الحبة الأخيرة.. لا يختلف جمهور الرواية أن الفيلم رائع.. ولكن الرواية أروع.. لكن بمجهود العاملين على الفيلم جعله من أجمل الأفلام التى ستراها فى حياتك.. يجب عليك أن تنسى ما قرأته فى الرواية.. وتشاهد الفيلم وكأنك لا تعرفه حتى لا تُفسد متعة المشاهدة نبدأ بالممثلين: 1- كريم عبدالعزيز"يحيى": جسد الدور بطريقة رائعة، خرج مما كان يقدمه مسبقاً وقدم لنا دور من أروع أدوار حياته، جعل من لا يتخيله كـ"يحيى" فى الدور يُجبره على ذلك بإحترافية دوره الصعب.. 2- خالد الصاوى"شريف": ثلاث شخصيات فى شخصية واحده، جسد كُل منهم ببراعة مُختلفه، لا يتقنها إلا ممُثل مُخضرم مثل هذا الرائع، دوره فى هذا الفيلم أكثر وأكثر من رائع.. كُل من شاهد الفيلم صفق له بحرارة، أما أنا فأرفع لك القبعة.. 3- نيللى كريم"لُبنى": شخصية لُبنى شخصية هادئة جداً، شعرت مُنذ البداية كما شعر أغلب من قرأ الرواية أن (نيللى) ستكون مُفتعلة فى هذا الدور.. وللأسف جاء ظنى فى محله.. فجاءت باردة جداً فى الدور وشعرت بأنها ضيفة شرف فى (الفيلم).. للأسف كانت هيّ نُقطة الضعف الوحيدة فى هذا العمل الخُرافى.. 4- لبلبة"د/صفاء": كانت رائعة، تمثيلها كان ممُيز هذا الدور.. نظراتها إلى "يحيى" كانت تشعرك بأنها تُشفق عليه.. ولكن ما شعرته تجاهها أنها تُمثل بشخصيتها الحقيقية وليست بالدور المكتوب لها. 5- دارين حداد"مايا": ضيفة شرف، مشهدين بالتمام والكمال مثلتهما على أكمل وجه.. ولكن هى فى تمثيلها.. لديها الأفضل.. 6- شيرين رضا"ديجا": الدور كان مرسوم لها بقلم رصاص.. جاءت هى وخططت عليه بالقلم الجاف.. الموسيقى التصويرية: "هشام نزيه": واحد من أحد الأركان الأساسية فى نجاح الفيلم، عند عرض البرومو جميع من رأه قالوا ان الموسيقى لم تأتِ فى محلها.. وعندما رأوا الفيلم إختلفت رؤيتهم.. الموسيقى التصويرية لـ"هشام نزيه" من أروع ما سمعت.. السيناريو: "أحمد مراد": لو كان شخص أخر كتب السيناريو بدلاً من أحمد مراد.. كان الفيلم سيختلف تماماً عن الرواية.. ولكن هُناك بعض الإختلافات بالطبع بسبب الحبكة الدرامية.. ولكن ما أحزننى هو تغيير النهاية.. ومن وجهة نظرى أنه رأى أن نهاية الرواية لم يُحبذها البعض فغيرها كى تكون الأسوء.. والنهاية للأسف أثرت جداً على الفيلم بأكمله.. وأخيراً"الإخراج": "مروان حامد": بعد (لي لي) و (عمارة يعقوبيان) يخرج لنا المُخرج العالمى بتُحفة فنية (الفيل الأزرق)، وكأنك ترى فيلم أمريكياً من صُنع هوليود.. إختياره كان صعب لرواية من الصعب جداً أن تكون فيلماً سينمائياً وبإمكانيات مصرية ضعيفة – كُنت أقول ذلك قبل مشاهدة الفيلم – وبعد أن رأيته وجدت أن الفيلم مُكتمل.. إخراج رائع جداً.. وتمثيل جميل جداً من كُل طاقم التمثيل - إلا "نيللى كريم" – وسيناريو ممُيز لرواية بفكرة مُبتكرة.. ثلاث ساعات من المُتعة.. ثلاث ساعات من الإثارة.. ثلاث ساعات من العالمية.. لن تندم على الإطلاق إذا شاهدته..