عندما انتهيت من قراءة الرواية الشهيرة "الفيل الازرق" كنت قد امتلأت تشويقا للفيلم الذي نال ضجة اشعلت قدماي جريا للسينما.. لكن بعد انتهائي من مشاهدة الفيلم ظللت افكر هل يستحق الفيلم كل هذا الاعجاب المفرط والازدحام المبالغ فيه ؟ الاجابة كانت لا .. فالعيوب التي سيطرت على الفيلم كانت اكثر بكثير من مميزاته بل واوضح خصوصا للجمهور المصري الذي لم يرى الكثير من المؤثرات المرأية الممتازة التي نالت اعجابي في هذا الفيلم او التمثيل المُتقن من خالد الصاوي وكريم عبد العزيز الذي نالا مني دهشة واعجاب شديدان ... ابداع احمد مراد في كتابته للرواية انهارت اشد الانهيار في لحظة اتخاذه قرار كتابة السيناريو وكان هذا اول عيوب الفيلم .. فكيف كان لأحمد مراد ان يفعل ما لم يرض به نجيب محفوظ دون الالتفات للأسباب !! مروان حامد الذي قد ملأني دهشة في ابراهيم الابيض الذي كان طفرة اخراجية على الشاشة الكبيرة في مصر .. رجع الى الوراء الف خُطوة في اخراج الفيل الازرق .. الم نكن قد انتهينا من هراء الـ"تصوير البطيء" الذي بُلينا به في مشاهد ساذجة من الافلام الفاشلة كي يعود الينا من مروان حامد في مشاهد كثيرة جدا من الفيل الازرق ! وما وزن ما قلت امام ما سأقول .. فكيف لي ان "ازهق" في فيلم غموض يكاد يكون رعباً ؟ التتابع البطيء للأحداث والمشاهد التي لا تأثير لها في القصة بل والشخصيات التي لم تؤثر في الفيلم ولو 1% مثل مايا او شاكر كانو اشد اسباب الملل طول الفيلم .. حاول مروان حامد ان يجعل من الرواية والفيلم نفس الاثر على الجمهور ولكن كان ذلك من المستحيل .. تفاصيل الرواية لم تكن مملة فهذا هو المعتاد من الروايات لكن ما لفيلم سينمائي بهذا ! نأتي بعد ذلك لأشد العيوب اثراً في نفسي فقد حزنت اشد حزن بعد ما رأيت من نيللي كريم من رجوع للوراء في هذا الفيلم .. بعد ما قدمته من ابداع درامي في رمضانين فاتو .. تعود نيللي كريم لمربع الصفر.. مربع "غبي منه فيه" ... رأيت من نيللي كريم ما لم ارى منها من قبل من ملل وسخافة حقيقية في الفيلم بعد ان استعرض خطواتها مروان حامد في مشهد دخولها بـ"التصوير البطيء". بالطبع "الفيل الازرق" تلك الحباية التي كانت بالنسبة إليّ تساؤل ضخم ومهم في الرواية والفيلم ... فكيف لحباية مخدر لا دخل لها بالقصة اعطتها مايا ليحيى لـ "يعمل دماغ" ان تكون هي الحل الوحيد للغز الفيلم دون اي تمهيد ؟!! اغرب ما رأيت في حياتي ! مع شديد احترامي وتقديري الفيلم لم يكن ليستحق كل هذا الاعجاب من جانب مُحدثي الافلام ذوي الـ"تويست" في النهاية من الجمهور المصري ... الفيلم كان من الممكن ان يكون هذا الرائع ولكن للأسف فشلت في نظري هذه المحاولة للقفز بالسينما المصرية للأعلى من جديد مع تقديري لطفرة المؤثرات المرئية والتمثيل من قِبل خالد الصاوي وكريم عبد العزيز ولكن علينا ان نتقبل ان كل الهراء المبالغ فيه –مثل ان الفيلم يستحق الاوسكار او ان الفيلم ثلاثي الابعاد- ما هو الا "سخونة ما بعد الفيلم" وسوف تهدأ بعد اول فيلم لمحمد رمضان لتعود السينما المصرية كما كانت داراً آمناً للأفلام التجارية وربح الجزارين