يعتبر فيلم (الشياطين الثلاثة) من الأفلام القلائل التي تربط بين نوعين مختلفين من أنواع الدراما، وذلك حيث يجتمع فيه كل مقومات فيلم الحركة، والفيلم السياسي متمثلا في الصراع بين سلطات الاحتلال الإنجليزي، وبين الشعب المصري وذلك من خلال قصة بسيطة وضعها مخرج الفيلم (نيازي مصطفى) وكتب الحوار (كمال إسماعيل) والذي تعاون مع فريد شوقي في أكثر من عمل يذكر منها (سواق نص اليل، وأبو ربيع، كلهم أولادي)
تدور القصة حول عطوة (فريد شوقي) الذي يتولى رعاية شقيقه الأصغر صلاح (صلاح السعدني) ونظرا لقوة جسمه، وفتولة عضلاته فإنه يقرر العمل كفتوة بشارع محمد علي ليحمي فتيات الليل مقابل أتاوة، ويتعرف على روحية (هند رستم) التي تلفظه عندما تكتشف عمله مع الإنجليز، وعندما يلقى شقيقه صلاح حتفه في إحدى المناورات يكتشف أنه كان يعمل في تنظيم سري ضد جنود الاحتلال فيقرر توجيه غضبه إلى العدو البريطاني وتجنيد نفسه ليثأر لشقيقه قدم الفيلم بعد الإسقاطات السياسية، فنلاحظ بعد التلميحات حول تولي الملك (فؤاد) البلاد وتغاضيه عما يغتصبه الاحتلال، تزامنا مع تولي عطوة الفتونة الجديدة ونجحه في أن يصبح ملكا لفتيات الليل، كذلك تناول قضية الرشاوى وقتها والتغاضي عما ينتهك في حق الشعب المصري، من خلال الضابط الذي توضع له الأموال في طربوشه. ومن هنا نلاحظ أن الفيلم يعلن بشكل صريح عن التوجيه السياسي مع أول لقطات الفيلم مستعرضا قرارات الاحتلال الإنجليزي وقتها ونفور الشعب المصري من تلك القرارات، ليبدأ بعدها في تقديم مجموعة من المشاهد تجعل العمل في المقام الأول من أفلام الحركة، حيث محاولات الفتوة عطوة الاعتماد على مهارات وحركات قتالية تتمثل ف المعارك الضارية التي وقعت بينه وبين أهالي الحارة تارة، وبينه وبين البلطجي سيد تارة أخرى، وفي مشاهد أخرى تلقين عطوة بعض الضباط الإنجليزي درسا لا ينسى بعد محاولة تعديهم على روحية. وغيرها من المعارك التي استطاع نيازي تقديمها من خلال رسم شخصية الفتوة عطوة رسما جيدا ليتمكن من تقديم فيلم حركي داخلي يعتمد على الشخصية أكثر من الاعتماد على المعارك المنفذة فعليا
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
الربط بين السياسة والحركة | دعاء أبو الضياء | 1/1 | 8 اكتوبر 2015 |