أراء حرة: فيلم - وقائع سنين الجمر - 1975


الفيلم العربي الوحيد الذي تحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي 1975

السينما الجزائرية: فيلم وقائع سنوات الجمر الفيلم العربي الوحيد الذي تحصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان الدولي 1975 إخراج:محمد لخضر حامينا الكاتب:رشيد بوجدرة بطولة:محمد لخضر حامينا الشيخ نور الدين تاريخ الاصدار:1974 مدة العرض:177دقيقة البلد:الجزائر الجوائز:السعفة الذهبية1975 مقدمة: وقائع سنين الجمر: هو فيلم جزائري للمخرج الجزائري محمد الأخضر حمينة عام 1974 عن الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينما توغرافية تدور أحداث هذا الفيلم الذي...اقرأ المزيد حاز على جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان عام 1975. حول وقائع تاريخ الجزائر النضالي، والذي غطته مساحات الدماء الحمراء، من أجل نيل الاستقلال والحرية، والنظم التي تمارس القمع وتجهض حقوق الإنسان أينما كان.كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، والتي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي ، ثم لم تلبث أن تحولت الصحراء إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت من أجل نيل الحرية المضرجة بالدماء ،ويغلب على الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين . (وقائع سنين الجمر) من إخراج محمد لخضر حمينه، هذا الفيلم حاز على جائزة (السعفة الذهبية) بمهرجان كان عام 1975م. والذي استقرأ وقائع تاريخ الجزائر النضالي، والذي غطته مساحات الدماء الحمراء، من أجل نيل الاستقلال والحرية، والنظم التي تمارس القمع وتجهض حقوق الإنسان أينما كان. ويفتتح فيلم (وقائع سنين الجمر) بلوحات الفن الشعبي ذات الدلالات التاريخية مما جعل الفيلم يتداخل مع الذاكرة الجماعية من خلال الفنون والأهازيج الشعبية، وركز مخرج الفيلم على اللقطات الطويلة الواسعة، والتي نقلت واقع الأحداث السياسية في فترة ما قبل الاستقلال. كما عمل على تصيد اللقطات البارعة للطبيعة والإنسان، لتتمازج في قالب واحد، شكلته مفردات الفيلم من خلال عرض لوحات تنمو مع تطور الحدث والشخصيات بدون توقف . كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، والتي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي ، ثم لم تلبث أن تحولت الصحراء إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت من أجل نيل الحرية المضرجة بالدماء! وكان أبطال الفيلم في نضال وصراع من أجل البقاء في أرض الوطن،والتي تحولت إلى أرض جماهيرية بعد مرحلة الاستقلال. إذن كانت البداية من الصحراء والأرض التي عايشت سنين الجفاف، وصولا إلى سنوات الخصب والنماء، والتي لا تخلو أيضا من صراع الأهالي من أجل اقتسام الماء بعد ذلك!!. كما عمل المخرج على الدمج بين مفردات الطبيعة،وتصيد أبسط الأشياء أيا كان صغر حجمها وإبرازها بلقطات جمالية فنية، ومزج بين عناصر الماء والنار والأرض والدفاع عن الوطن، وجميع تلك العناصر تفاعلت لتجسيد معاناة شعب يريد الاستقلال لبلاده، حتى ولو كان الثمن هو إراقة دماء الملايين من الناس. وكان صراع بطل الفيلم في البداية مع الطبيعة والجفاف، والبحث عن الرعي والكلأ، ثم لم يلبث أن يتحول بعد رحيله من الصحراء إلى مجاهد ليدخل في صراع مع المحتل، والبحث عن حقه السياسي من أجل تحرير بلاده ونيل الحرية. وفي مرحلة تالية من تطور الأحداث حدثت نقطة التحول في حياة ذلك الإنسان البسيط، ليتحول إلى مناضل ضد السلطات الفرنسية، ثم التقاؤه بالنخبة الثقافية التي جاءت إلى أرض الوطن مؤخرا. ويغلب على الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين، الذي هم ضحية الجهل السياسي والتنظيم الجيد الذي يجب أن يتبع . وكذلك نتيجة الوقوع في نطاق القوقعة الفكرية التي اقتصرت على الإملاء من رجال الدين، والدوران في فلك تلك الدائرة، وحرمان الشعب من حق المعرفة حول ما يدور خلف الستار. كما لعب الخوف والتقهقر وعدم وجود البطل القومي دورا مهما في استمرارية حالة الجمود والتخلف كما هي . وبعد محاولات استطاع بطل الفيلم وأعوانه من التمكن من قيادة أفول المواطنين لتحرير الوطن، وكسر عصور الظلام والاستعمار العسكري الذي دام دهورا. مما لا شك فيه، أن تداخل التراجيديا في أحداث الفيلم مع الواقع التاريخي وتجسيد مرحلة الكفاح التي عاشها جعله أكثر تأثيرا في المشاهد. كما أن ظهور شخصية المعتوه بين القبور، إضافة فنية أعطت فرصة للحوارات الداخلية والتحدث عن الذات الجماعية، من خلال شخصية المعتوه الحكيم الذي يعيش بين القبور ويتنفس بين أرواح الشهداء، وهذا يتقارب من حيث الفكرة مع رائعة شكسبير (هملت) الذي ادعى الجنون عندما قتل أبوه على يد عمه، لذا كان المعتوه الذي يقول الحكمة، ويدعو الناس إلى اليقظة السياسية، لأنه يرى أبعد منهم ؟! ويدرك حقيقة الشخصيات التي تحيط به! ولكن من هو العدو الحقيقي، هل هو المحتل، أم ضعاف الناس الذين باعوا الوطن، وكانوا أعين للمحتل، وليس عينا عليه! . إن التوحد بين شخصية الطفل والأب المناضل، يدل على أن الطفل يقتفي خطى والده ويسير على نفس الدرب ، وهو الطفل الوحيد الذي تبقى للأب بعد رحيل والدته وإخوانه بسبب الوباء والحصار الذي فرضه المحتل.بالرغم من استشهاد والده بعد ذلك، إلا أنه ظل يلهث ويركض دليلا على تمرده، وهذا يؤكد استمرارية ظهور بطل الفيلم رغم تعاقب الفصول الزمنية، وظهور الأجيال إلا أن البطل استمر في الظهور من خلال شخصية الابن إلى نهاية الفيلم .كما إن اقترانه بشخصية الحكيم والمعتوه، وظهوره في أكثر من لقطة، وهو يلهث ويركض خلف والده الشهيد، حمل الفيلم الكثير من الدلالات الرمزية التي سجلها الفيلم، والتي اعتمدت بشكل واسع على قراءة المشهد أكثر من اعتمادها على الحوار الدرامي . والفيلم زاخر بالعديد من اللوحات التي تصور المعارك التي خاضها رجال الحزب ضد الاحتلال، واستشهاد المئات من المدنيين والعزل من السلاح تحت نيران العدو. وبالرغم من العمر الزمني للفيلم والذي يزيد على ثلاثين عاما ، ويقترب مع المرحلة التي عاشتها الجزائر قبيل الاستقلال عام 1962،إلا أن الفرجة السينمائية ظلت ناطقة بروح العصر، وإن اختلفت الأحداث والشخصيات.