حافظ عبدالجواد عمدة بالصعيد يعيش مع زوجته أم سعد وأم ريم. تسقط أم ريم من أعلى السلم وتبتر ساقها وتحضر الممرضة. الزوج هو رجل مزواج وأناني، وينظر للنساء على أنهن حريم، توصيه أم ريم قبل أن تفارق الحياة...اقرأ المزيد بأن تستكمل ريم دراستها الجامعية، تذهب ريم للإقامة مع جدتها وتستكمل دراستها وتتحرر من تقاليد الحريم.
حافظ عبدالجواد عمدة بالصعيد يعيش مع زوجته أم سعد وأم ريم. تسقط أم ريم من أعلى السلم وتبتر ساقها وتحضر الممرضة. الزوج هو رجل مزواج وأناني، وينظر للنساء على أنهن حريم، توصيه أم ريم...اقرأ المزيد قبل أن تفارق الحياة بأن تستكمل ريم دراستها الجامعية، تذهب ريم للإقامة مع جدتها وتستكمل دراستها وتتحرر من تقاليد الحريم.
المزيداعتاد المخرج حسين كمال تقديم أفلام تتسم بعمق الرؤية وصدق التناول، رغم بساطة قصصها الظاهرية، لتصبح أعماله صالحة للعرض في المهرجانات السينمائية ومثيرة للتأمل على مستوى الجمهور العام. وفي فيلم "قفص الحريم"، يسعى كمال إلى نقل رؤية الكاتب محمد طوبيا، المأخوذة عن قصته القصيرة "ريم تصبغ شعرها"، لتتحول على الشاشة إلى دراما فكرية وإنسانية، تناقش قضية جوهرية: نظرة الرجل للمرأة في المجتمع الشرقي، وكيف تُختزل المرأة إلى أداة للمتعة أو تابع بلا رأي. يناقش الفيلم هذه الفكرة من خلال ثلاث شخصيات رجالية تمثل...اقرأ المزيد مستويات مختلفة من التفكير الذكوري: الرجل الأول: لا يرى المرأة إلا أداة لتحقيق رغباته، بلا أدنى اعتبار لإنسانيتها أو حقوقها. الرجل الثاني: يُعلن إيمانه بحرية المرأة، لكنه عندما يقرر الارتباط، يختار فتاة غير متعلمة، ما يكشف عن تناقض داخلي بين أفكاره وسلوكياته. الرجل الثالث: يبدو متحضرًا ومتفهمًا، لكنه يتخلى عن المرأة التي اختارته بنفسها، معتبرًا قرارها بالزواج منه نوعًا من "الجرأة المرفوضة". هذه النماذج الثلاثة تُشكل محور الفيلم، الذي يُبرز كيف تختلف الأقنعة، لكن جوهر الاضطهاد واحد. محمد طوبيا، وهو كاتب من صعيد مصر، أضفى على القصة روح البيئة التي عاشها، فانعكست التقاليد والأعراف الصعيدية بقوة في تفاصيل النص. واستطاع حسين كمال توظيف هذه الأجواء بذكاء، مانحًا الفيلم طابعًا محليًا شديد الخصوصية، دون أن يبتعد عن الطرح الإنساني العام الذي يمس المرأة في كل زمان ومكان. ورغم بعض مشاهد الثرثرة الزائدة في الحوارات، خاصة بين ضرائر العمدة (اللواتي جسدتهن هياتم، شريهان، وفريدة سيف النصر)، إلا أن هذه المشاهد خدمت السياق العام، وعكست طبيعة الصراع النسوي الداخلي في ظل مؤسسة ذكورية تسحق الجميع. أبرز إنجازات الفيلم هو أداء شريهان، التي قدمت شخصيتين مختلفتين تمامًا: الأم الصعيدية الخاضعة لزوجها، والتي لم تخرج عن طاعته حتى بعد وفاته. الابنة "ريم"، التي ترفض التقاليد البالية، وتقرر التمرد وارتداء "جلباب التحرر"، متحدية محيطها وماضيها. استطاعت شريهان أن تنتقل بين الشخصيتين بمهارة لافتة، مجسدة التناقض بين جيلين، ومثبتة أنها بلغت نضجًا سينمائيًا حقيقيًا، وأن موهبتها لم تعد فقط في جمالها أو استعراضها، بل في قدرتها على التحول الدرامي الحقيقي من شخصية إلى أخرى بإتقان. يُعد فيلم "قفص الحريم" من أبرز الأفلام المصرية التي تناولت قضية المرأة من منظور تفكيك العقلية الذكورية الشرقية، كاشفًا حجم التناقضات والخطر الكامن في تلك النظرة المتدنية. جمع الفيلم بين الرؤية الفنية والرسالة الاجتماعية، ونجح في تقديم دراما تحمل في طياتها صراعًا بين الحرية والقمع، بين الماضي والمستقبل، بين الشكل والمضمون. ورغم أن الفيلم لم يحظ بضجة جماهيرية عند صدوره، إلا أنه يستحق أن يُعاد النظر إليه كواحد من أهم أفلام حسين كمال، وأكثرها وضوحًا في الطرح، وجرأة في المضمون.