أراء حرة: فيلم - ابن الحتة - 1968


السبب وراء نجاح الأعمال الفارغة فنيا

ليس هناك أدنى شك في أنه عندما يحشد أي عمل فني مجموعة كبيرة من الفنانين المحبوبين أمثال فريد شوقي ومحمود المليجي وعبد المنعم مدبولي ونجوى فؤاد وزهرة العلا وتوفيق الدقن وغيرهم أن تصبح السمة الأساسية للعمل هي النجاح الكبير حتى وإن لم تظهر أي قصة للفيلم تدعو إلى الاستعانة بكل هؤلاء اﻷبطال وهذا ماحدث بفيلم ابن الحتة للمخرج حسن الصيفي الذي دعى كل هؤلاء النجوم ليقدموا عمل فنيا دارت أحداثه في إطار درامي يميل نوعا ما إلى الكوميديا حيث عاشور (فريد شوقي) الذي يعمل عجلاتي ولوجود شبه كبير بينه وبين الممثل...اقرأ المزيد فريد شوقي (فريد شوقي) يقرر المخرج محمود البدراوي (محمود المليجي) الاستعانة به في الكثير من المشاهد ...تتوالى الاحداث حيث يتعلق عاشور بقلب جارته نجاة (زهرة العلا) ويقررا الزواج بالرغم من محاولات المعلم سيد (توفيق الدقن) صاحب المقهى الوقوف في طريقهما في الوقت ذاته يقع حادث أليم للفنان فريد يؤدي إلى وفاته فيقرر المخرج محمود الاستعانة بعاشور كبديل معلنا عدم وفاة الممثل ووفاة الدوبلير عاشور ...فبعد انتهاء الفيلم تسألت ما الذي جعل المخرج حسن الصيفي يغامر بكل هذه الجياد الرابجة في السينما المصرية وفت تصوير الفيلم لتقديم هذا العمل ولم تكن هناك أي إجابة شافية وما اسكتنا عن البحث عن تلك الإجابة هو إتقان الممثلين ﻷدوارهم وشخصياتهم الفنية بالفيلم فشخصية مثل الفنان محمود المليجي الذي أدى دور المخرج في بداية اﻷحداث كانت شخصيته مقدمة بشكل منطقي جدا خالت تعبيراته من الكوميديا إلى حد ما وأعتقد أن ذلك خدم البناء الدرامي بالفيلم ، كذلك دور الفنان فريد شوقي الذي أصبح في فترة وجيزة حالة خاصة جدا وغريبة في السينما المصرية ليلقب بوحش الشاسة بعدها فقدم نوع من الإحساس الجيد من المتعة الفنية والكوميديا الراقية ولكن كان هناك نوع ما من الشبه في أداء شخصيتيه بالفيلم (عاشور و الممثل فريد شوقي) قد دفع ذلك إلى بقاء تعبيراتي جامدة دون التحرك معهما ولم يقتصر اﻷداء في الفيلم على ثلاث وجوه فقط كأغلب الأفلام في تلك الفترة وإنما أقترب ليشمل أيضا الفنان توفيق الدقن ودور الشخصية الشريرة الذي يسعى لتدمير عاشور للفوز بحبيبته وقد قدمه بأدواته السينمائية المعروفة عنه وأسلوبه المميز واستخدام لازماته الفنية المعتادة ، فالتجربة والمغامرة في الفن أي كانت شجاعة المخرج أن يقدم عملا فارغا من أي معنى لا تذهب هباء وإنما ستتترك أمر ما سوا كان سيء أو حسن في نفوس الجمهور وهذا ما تركه حسن الصيفي بفيلمه ابن الحتة.