يصاب المليونير عبدالحميد السكري بالشلل بعد أن تعرض أحد مشاريعه للخسارة. يقترح عليه صديقه جلال أن يكتب مذكراته وفيها يوضح الطرق الملتوية التي ساعدته ليصبح مليونيرًا. يتلقى عبد الحميد تهديدات من...اقرأ المزيد الشخصيات المذكورة بالمذكرات لعدم نشرها ولكنه يرفض التراجع رغم ثورة زوجته وابنه.
يصاب المليونير عبدالحميد السكري بالشلل بعد أن تعرض أحد مشاريعه للخسارة. يقترح عليه صديقه جلال أن يكتب مذكراته وفيها يوضح الطرق الملتوية التي ساعدته ليصبح مليونيرًا. يتلقى عبد...اقرأ المزيد الحميد تهديدات من الشخصيات المذكورة بالمذكرات لعدم نشرها ولكنه يرفض التراجع رغم ثورة زوجته وابنه.
المزيدعاد من الخارج المليونير عبد الحميد السكرى(عمر الشريف)بعد حصوله على مقاولة مشروع كبير رغم صعوبة المنافسة، وتوجه مباشرة من المطار لمقر الشركة، لمتابعة بدء التنفيذ، غير أنه أحبط بعدة...اقرأ المزيد معوقات أدت لإصابته بشلل نصفى، وأصرت زوجته افكار(مديحه يسرى) السفر للعلاج بالخارج، وتولى إبنه وفيق (مصطفى فهمى) إدارة المؤسسة، وعاد السكرى من رحلة علاجه على كرسى متحرك، ولزم البيت، وكان حريصا على عدم تعاون مؤسسته مع خصمه اللدود فاضل بيه(محمودالمليجى)الذى كان يكرهه بشدة،وفى منزله الكبير كانت زوجته أفكار مشغولة بالمظاهر الكدابه، وبأصدقاء النادى، كما كانت ابنته الوحيدة نبيله (آثار الحكيم) طالبة الطب، مشغولة بصديقها المهندس حامد(سامح الصريطى) الذى يسعى ليكون عصاميا ويرفض ان تتوسط له نبيله للعمل بمؤسسة ابيها، ويسافر للخارج ويفشل، ويقرر العمل بأحد المدن الجديدة بالصحراء، ويتقدم لخطبة نبيلة مع وعد بالكفاح ليكون جديرا بها، ويوافق السكرى على الخطبة اذا اوفى حامد بوعده، وزار السكرى عديله محمود(ابراهيم الشامى) صاحب المطبعة، وزوج ازهار (ليلى فهمى) شقيقة أفكار الكبرى، وأحضر له حلاقه القديم صالح (حافظ أمين) الذى ذكره برفيق شبابه الدكتور جلال ابو السعود (فؤاد المهندس) والذى جاء لزيارته واستعادا ذكريات الماضى، وصارحه جلال بأن استسلامه للكرسى المتحرك سيؤخر شفاءه، وان اكبر معوق لنا هو حجم الكذب بداخلنا، وأفضل شيئ للتخلص من الكذب هو مصارحة أنفسنا به لنتجنبه، ونصحه بكتابة مذكراته لمجرد التذكرة، ولكن السكرى قرر طبع مذكراته وأسماها مليونير يفتح اوراقه وعهد بها لعديله محمود لطبعها بعد تعديل الاسم الى أيوب يفتح اوراقه، وفى المذكرات انه كان موظفا درجه ثامنه بوزارة الأشغال، ومتزوجا من أفكار وله ابن وحيد، ولأن طموحه اكبر من إمكانياته فقد مد يده لرشوة من فاضل بيه، فلما كشف أمره أجبر على الاستقاله، وتلقفه فاضل بيه بمرتب مغر، كان يسافر للخارج ويحضر حقيبة لفاضل بيه، وبها بالطبع ممنوعات، وحينما أراد الاستقلال بعمل خاص، وطلب مساعدة فاضل، طلب منه ان يتزوج صديقته الإيطالية كريستينا(كارول ابريكو) لتحصل على الإقامة ويسلمها لفاضل بيه، وبدأ مشروعه فى الاستيراد والتصدير وسط حيتان السوق، وحينما أراد مبلغا كبيرا لدفع رشوة، استغل حاجة كريستينا للطلاق وطلب مبلغا كبيرا من فاضل، وصارت حربا بينهما، وهكذا صارت المذكرات تروى افعاله الدنيئة للوصول لتلك الثروة، والتى تدينه وتدين كل من تعاون معهم من المسئولين، مما أدى لحرق المطبعة، ولكن السكرى أصر على اعادة طبع المذكرات رغم اعتراض عائلته، وفى اثناء نومه فاجأه كابوس أدى لشفاءه من الشلل، وتابع طبع كتابه ليفاجأ بطلق نارى من قناص، فحمى وجهه بالمذكرات. (أيوب)
المزيدتوفي الفنان الكبير محمود المليجي أثناء تصوير الفيلم.
مأخوذ عن قصة (أيوب) للكاتب الكبير نجيب محفوظ.
عند عرض فيلم "أيوب"، لم يخلُ الأمر من استغراب وتساؤل: كيف وافق الكاتب الكبير نجيب محفوظ على إسناد قصة تحمل اسمه وأفكاره إلى مخرج شاب مبتدئ مثل هاني لاشين؟ وكيف باعها لجهاز الاتحاد والتلفزيون – وهو جهة إنتاج تفتقر حينها إلى الإمكانيات الضخمة والخبرات العريقة في صناعة السينما؟ هل كان وجود النجم العالمي عمر الشريف كافيًا لطمأنة محفوظ إلى أن العمل بين أيدٍ خبيرة؟ ربما... لكن الأكيد أن العمل قد أثبت لاحقًا أن الرهان لم يكن على الأسماء فقط، بل على الموهبة والقدرة على الفهم الحقيقي للنص والتعامل معه...اقرأ المزيد سينمائيًا بذكاء. فالسيناريست القدير محسن زايد كان أحد أهم مفاتيح نجاح هذا العمل، حيث قدم سيناريو وحوارًا شديد الوعي، استطاع من خلاله أن يُحول أفكار محفوظ المعقدة والعميقة إلى صور درامية حية ومتحركة، تفيض بالمعنى والمغزى. يروي الفيلم قصة عبدالحميد السكري، رجل الأعمال الذي يصاب بالشلل نتيجة خسارة مالية فادحة، ويقترح عليه صديقه جلال كتابة مذكراته التي تفضح فيها كل الطرق الملتوية التي مكنته من جمع ثروته. ومع تصاعد التهديدات من الأشخاص المذكورين في المذكرات، يرفض عبدالحميد التراجع، متحديًا ثورة زوجته وابنه ومحيطه. ورغم كونه مخرجًا حديث العهد، فقد تمكن هاني لاشين من تقديم دراما اجتماعية ناضجة، وأظهر فهمًا دقيقًا للنص الذي بين يديه. استوعب ببراعة خبرة النجم عمر الشريف، ونجح في توظيفها دراميًا داخل شخصية عبدالحميد السكري، ليس فقط عبر الأداء، بل أيضًا من خلال خلق الأجواء النفسية والبصرية المناسبة لكل مشهد. لقد بذل لاشين جهدًا واضحًا في ضبط الإيقاع، وبناء المشاهد، وتحقيق توازن بين أبعاد الشخصيات، ليُخرج عملًا فنيًا راقيًا حمل اسم التلفزيون المصري، واعتُبر أولى نجاحاته الفارقة، بل وأثار ضجة كبيرة عند عرضه، نظرًا لمضمونه الجريء وأسلوبه المختلف. ومن أبرز عناصر العمل أيضًا، تألق الفنانة مديحة يسري، التي جسدت ببراعة شخصية الزوجة المتغطرسة، التي ترفض الاعتراف بواقع إفلاس زوجها وتدهور صحته النفسية والبدنية. وقدمت يسري أداءً متزنًا ومقنعًا، يظهر إخلاصها الشديد لفنها، خاصة في تعبيرها عن معاناة المرأة المتمسكة بمظاهر الوجاهة الاجتماعية، حتى وإن كانت زائفة. وتأتي شخصية الابنة، التي جسدتها آثار الحكيم، لتُكمل مشهد التوتر الأسري، خاصة مع رفض الأم ارتباط ابنتها بشاب فقير في مقتبل حياته، في إسقاط واضح على الطبقية والتناقض بين القيم والمصالح. في النهاية رغم كل الهواجس التي أحاطت بفيلم "أيوب" عند بداية تنفيذه، إلا أن العمل أثبت أن الثقة في الموهبة يمكن أن تُثمر نجاحًا يتجاوز التوقعات. وقد نجح هاني لاشين في أولى تجاربه السينمائية في إثبات أنه مخرج يمتلك أدواته، ويجيد العمل وسط الكبار، بل ويتعلم منهم، ويستفيد من وجودهم لصقل رؤيته. ومع وجود نص من محسن زايد، وأداء تمثيلي من طراز رفيع بقيادة عمر الشريف ومديحة يسري، أصبح "أيوب" عملًا لا يُنسى، يُثبت أن السينما ليست فقط لعبة خبرة، بل أيضًا رهان على الموهبة والجرأة والإيمان الحقيقي بالفن.