أراء حرة: فيلم - خرج ولم يعد - 1985


رحلة إلى جنة العزيزية

**“لو تحدثنا عن خرج ولم يعد، أعتقد أنه تمت فلسفته أكثر مما يجب، وأنا أصوره كنت أشعر بأنني أعمل قطعة من الشيكولاتة، الفيلم بالنسبة لي له مذاق وطعم وفيه جديد أيضاً، في هذا الفيلم أحترم الموظف المطحون في المدينة ولجوئه إلى الريف بشكل كوميدي ساخر، أنا لا تخصني بالمرة مسألة العودة إلى الريف لأضعها كمانشيت في نهاية الفيلم، لأنني لم أكن ولا أريد أن أكون مصلحاً اجتماعيا، أنا فنان أعبر عما يؤرقني في الحياة من عيش، ويقولون إن الريف جنة في الفيلم، أقول: نعم أردت ذلك، أردت المبالغة لأوصل الفكرة بطريقة معينة...اقرأ المزيد ولإظهار المفارقة الساخرة، لكن لا تنسوا أن البطل حين يطأ بقدميه للمرة الأولى يجدها في مخلفات حيوانية، ولا تنسوا نهايته، ميزته في نظري هي تلقائيته وتدفق حواره السلس جداً”** هكذا كان تعبير خان فى حواره مع جريدة الأهرام، وجد أن هناك تحاملًا ملموسًا لصالح الفلسفة عند مشاهدة هذا الفيلم، في حين أنه كان يتعامل معه كفيلم بسيط لا أكثر، صنعه كأنه يصنع قطعة حلوة، لا يريد من متذوقها إلا أن يستمتع بها لأخر قضمة. تحدث خان عن تلقائية الشخصيات وبساطتها، وربما هى الميزة التى وضعها فى الواجهة، ولكن في نظري مايمتاز به "خرج ولم يعد" هو لغته البصرية الفريدة، فعلاوة على أنها خلابة، هي أيضا تم تطويعها من أجل بث التناقض بين الحياتين (الريفية والمدينية): تظهر الحياة الريفية كجنة أرضية صغيرة، بسيطة، منبسطة الخيرات، عامرة بحُسن المعشر، بينما يتكدث الزحام مع الأحلام المنطوية والطموحات المنكسرة في قلب المدينة. فيلم "خرج ولم يعد" فيلم لحظات، يخاطب لحظات يعيشها المرء بعد أنتقاله من قلب عالم إلى آخر، وأثر تلك اللحظات على الشخصية الرئيسية، لا يتطاول على أي من العالمين إلا أنه ينقل نظرة الشخصية الرئيسية لا أكثر، ولا أظن انه يسعى وراء الجذور أو الأصول بقدر ما هو يجسد حالة، حالة تعبر عن شخصيات لا عن كيانات، حالة ذاتية بريئة من أي شمولية، فالفيلم لا يحكى عن الإنسان بمجمله، ولا حتى عن المواطن المصري، لكنه يروي قصة مواطن كحالة منفردة ومستقلة.


ايجابيات الريف فقط vs سلبيات المدينة فقط!

هدف الفلم عرض مميزات (ايجابيات) الريف وحياة الريف اللي الكل عارفها لكن المخرج عمل مقارنة غير محايدة وساذجة بين الريف والمدينة يحاول عرض فقط ايجابيات الريف , ثم يعرض فقط مساويء المدينة (صور القاهرة بطريقة بشعة رغم اني من بغداد لكن متاكد ان هذا الفيلم لا يمثل القاهرة الصورة الحقيقية) ثم هل مميزات الريف هو الاكل الكثير وبطريقة المفجوعين؟! وكأن اللي في الريف ياكلون كثيرا..والحقيقة اعتقد هم يشتغلوا اكثر وجسمهم نحيف (ما عدهم كرش مثل فريد شوقي وعادة الفلاح والصعيدي رشيق!)..واهل المدينة هم عادة كسولين...اقرأ المزيد ويحبون الاكل والجلوس على الاريكة Metabolic Syndrome and bad lifestyle هناك لقطة بالفيلم عندما خطيبة يحيى الفخراني تتبادل النظرات مع موظف زميل ليحيى, جعل بنات القاهرة يبحثون عن المال فقط ثم بس تشاهد موظف ينظر لها تبدأ بمبادلة النظرات معه لجعل بنت مصر رخيصة وبنات الريف شريفات عفيفات..محاولة رخيصة من المخرج واخيرا لو فعلا الريف مثل ما يصوروه..لماذا لا يترك يحيى الفخراني ومحمد خان المدينة ويعيشون بالريف؟ هو مجرد فلم لكن كان ممكن تصوير الريف بطريقة افضل مما عمله المخرج..اول مرة اشوف عمل لمحمد خان واعتبره مخرج مقبول لكن ليس من العباقرة (عاطف الطيب افضل بكثير بالافلام الواقعية)