كثير من الأفلام يحمل اسمها معنى هام أو مؤثر يعمل على جذب الجماهير حتى ولو لم يقدم الفيلم أي معنى، أو لا يقول أي شيء. وقد تصاب بعد مشاهدته بالاحباط الشديد لضياع الوقت في ذلك،،، واعتقد أن فيلم اغتصاب يعد من تلك الأفلام التي ستندم على إضاعة وقتك لمشاهدتها. فبداية القصة تدور حول ممرضة تدعى عفاف (هدى رمزي) يحاول ثلاثة شبان هم (فاروق الفيشاوي، نجاح الموجي، أحمد بدير) اغتصابها أثناء توجهها إلى حفل عرس إحدى صديقاتها بمنطقة نائية، ويظلوا يطاردونها طوال الليل... قصة مثير بالفعل وعنوان أكثر إثارة ولكن...اقرأ المزيد ماذا بعد؟!!! فللاسف ستفاجأ بمجموعة من المشاهد الهابطة الإيقاع والمترهلة الأحداث والحبكات الدرامية بها ضعيفة للغاية، فبالرغم من أن الفكرة والمكان والزمان الذين خلقت فيهم القصة يجعلوا أي سيناريو مشوق ومثير إلا أن المخرج (علي عبدالخالق) خفق في تقديم ذلك، ولم يتمكن تلك المرة من أدواته وفشل في معالجة الفكرة بشكل أكثر واقعية، ويظهر ذلك من خلال مشاهد المطاردات التي وقعت بين البطلة والذئاب البشرية المتمثلة في الثلاثة شباب، وكذلك في مشهد قسم الشرطة وتوجهها هناك بحثا عن الحماية، وأتت الحبكات الدرامية التي وضعها المؤلف (فاروق سعيد) لتقضي على ما تبقى من أمل في أن يتم تقديم عمل جيد نوعا ما؛ مقحما حبكات درامية تجعلك تضحك وتضرب كفا على كف، فمثلا نلاحظ أن الممرضة عفاف تتمكن من الهرب في كل مرة يستطيع مغتصبيها الوصول إليها ومن هنا تقفز الأسئلة الإندهاشية في الظهور وعلامات الاستفهام تزداد لتجعل من مشاهد حالة الاغتصاب والمطاردة التي تقع مشاهد كوميدية، التي كان من المفروض أن تكون مشاهد تميل إلى التراجيديا أو الميلودراما أكثر لتتعاطف مع الممرضة وفي كل مرة تتمنى أن تهرب بالفعل ولكن المخرج والمؤلف سهلا الأمر أكثر وكأنهما لم يرغبا في إرهاق الجمهور! أيضا مشهد محاولة لجوءها لمنزل أحد أهالي القرية وسهول إقناع المغتصبين للصاحب المنزل بأنهم أقاربها. قد يكون اختيار المكان الريفي وسط الحقول والزمان المتمثل في الليل والظلام الحالك من أكثر المؤثرات التي ساعدت على خروج عمل بشكل مطلوب، وكذلك فكرة التلاميح من بعيد عن شهوة المغتصبين وما آل إليهم حالهم حتى يكون سببا ودافعا لمطاردتهم طوال الليل فتاة دون شعورهم باليأس والاحباط، ومع ذلك تأتي نهاية الفيلم غير مقنعة بالمرة فبعد كل هذه المطاردات وفشل الممرضة في الهروب والاحتماء برجاء الشرطة وتمكن المغتصبين من ملاحقتها فجاءة يستيقظ ضمير أحدهم وتأتي شمس النهار وكأن شيء لم يحدث ... كيف هذا؟!!!،،، (فكرة الخير دايما بينتصر على الشر). وإذا تحدثنا عن الأداء التمثيلي للأبطال فاعتقد أن الفنانة هدى رمزي استطاعت أن تخرج من عباءة الفتاة الجميلة الإنيقة التي وضعت نفسها فيها في كل عمل تقدمه، ويعاب على أداء العنصر الرجالي بالفيلم فثلاثة أبطال جاء تعبيرهم وانفعالاتهم غير مناسبة لموقف مغتصبين غلبتهم الشهوة. للاسف لم أخرج من الفيلم بأي شيء يذكر وندمت على إضاعة الوقت في مشاهدته.