أراء حرة: فيلم - بنات العم - 2012


العوامل المهمة الناقصة 

"شهير و سمير و بهير" يعرفون هكذا لدى الجمهور المصري و لكن انا اتابعهم الى حدا ما منذ "افيش و تشبيه" و اعتبرهم مسلين و جيدين و كانوا في تحسن دائما و لكن في بنات العم رأيتهم تحسنوا في بعض النقاط و فشلوا في بعض الاخر فعندما رأيت الاعلان الخاص للفيلم تشوقت لرؤيته و توقعت ان اشاهد فيلم و قصة رائعة. فمثلا بعض النقاط التي كانت تنقص بنات العم هي عدم التشويق فافي كل مشهد كنت تتوقع ماذا سايحدث او ماذا سوف يقوله البطل في بعض المواقف و القصة بأكملها ليست محتوية لحدث معين يجعلك تنتظر و تتشوق ليحدث ثاني...اقرأ المزيد شئ القصة فالمؤلف كان من المفترض ان يخلق اكثر للمشاهد التي تناسب حالتهم في القصة و تدفعهم للأحراج و الكومدية و تشويقا و يحذف بعض المشاهد التي ليست لها اي تأثير و خالية من الكوميدية التي تجعل المشاهد يمل بعض الشئ اما الشئ الغريب هي النهاية فتجعلك تظن ان مؤلف البداية هو غير مؤلف النهاية او ان صناع الفيلم "اتزنقوا" فوضعوا اي نهاية و هذا الاحساس يأتيك من اضافة مشاهد مملة و فقد الكوميدياالذي كان ظاهر في القاعة فتخرج من الفيلم تشعر بأن ليس هناك رسالة او هدف بسيط على الاقل يريد المؤلف توصيلها. هناك ايضا الكثير من الايجبيات في بنات العم فاداء الابطال كان مميز و رائع فكل تغلب على نفسوا في اداء هذة الحالة التي تصعب على البعض تشخيصها و خصيصا شيكو فهو كان الافضل حيث يشعرك ان هو فعلا بداخله امرأة فايضا يسرا اللوزي كانت "امورة الفيلم" باسلوبها و صلاح عبد الله نجح في اطلاته المميزة بعكس ادوار الذي فشل و لم يضيف اي شئ بدوره في النهاية الفيلم مقبول بل جيد و لكن كان بأيد صناع الفيلم ان يقدموا افضل من هذا فلن تندم بمشاهده و لكن كنت ستتوقع افضل


بنات العم.. لعنة أصابت صُناع الفيلم قبل أن تصيب شخصياته

أعتقد أن اللعنة التي يدور حولها فيلم بنات العم لم تُصِب شخصيات الفيلم كما تدعي القصة، بل أصابت الثلاثي الكوميدي أحمد فهمي، هشام ماجد، وشيكو. فمنذ أن ظهروا في أول أعمالهم ورقة شفرة، اعتبرهم البعض ظاهرة فنية واعدة، وتوقع لهم كثيرون مستقبلًا كبيرًا في صناعة الكوميديا المصرية. وبالفعل، أثبتوا جدارتهم في فيلم سمير وشهير وبهير، الذي لاقى نجاحًا واسعًا، وجعل الجمهور ينتظر بفارغ الصبر مفاجأتهم التالية، والتي جاءت على هيئة فيلم بنات العم... لكنها لم تكن بالمستوى المتوقع. تدور قصة الفيلم حول ثلاث فتيات...اقرأ المزيد تجمعهن صلة قرابة (بنات عم) يعشن في قصر كبير مع جدتهن "تاتا بطة" (رجاء الجداوي)، التي تكرر تحذيرها لهن من بيع القصر بسبب لعنة غريبة تصيب كل من يجرؤ على التصرف فيه. لكن الفتيات، غير مباليات بالتحذير، يقررن البيع، وبالفعل تتم الصفقة. هنا تبدأ لعنة الفيلم، حيث تتحول كل واحدة منهن إلى رجل، لتبدأ معاناتهن في الحياة الجديدة التي لم يخطر لهن يومًا أن يعشنها. الفكرة تبدو جديدة نسبيًا، وهو ما عودنا عليه الثلاثي في أعمالهم السابقة، إذ يتميزون بتقديم قصص غير مألوفة على السينما المصرية، تجمع بين الغرابة والطرافة. ورغم احتواء الفيلم على العديد من "الإفيهات" والمواقف الكوميدية، إلا أنه افتقر إلى عنصري الإثارة والتشويق، اللذين تميز بهما فيلم سمير وشهير وبهير. كما أن مسار الأحداث كان متوقعًا، يمكن بسهولة التنبؤ بما سيحدث لاحقًا، ما أفقد المشاهد عنصر المفاجأة. عانى الفيلم كذلك من الإطالة غير المبررة، فمثلاً مشهد "عزيز الهانش" وحديثه عن صراعه مع الثلاثي "سمير وشهير وبهير" لم يكن له أي مبرر درامي واضح، وكأنه حُشر فقط لتمديد زمن الفيلم، ما جعلني أشعر وكأن بنات العم هو الجزء الثاني من سمير وشهير وبهير! لكن لا يمكن إنكار براعة الثلاثي في تقمص أدوار "بنات العم" بعد تحولهن إلى رجال. فقد كان أداؤهم لهذه الشخصيات، خصوصًا شيكو بدور "شيماء"، هو نقطة الإنقاذ الحقيقية للفيلم. أبدع شيكو في تقديم الشخصية إلى حد جعلني أتخيله قد خضع بالفعل لعملية تحول! كان أداؤه طبيعيًا وسلسًا بشكل لافت. أما الفنانة يسرا اللوزي، فقد أدت دورها ببراعة واستطاعت أن تضيف حضورًا مميزًا في كل مشهد جمعها بالأبطال الثلاثة، من خلال الأداء والصوت والانفعالات الدقيقة. ويُحسب للفنان الكبير صلاح عبد الله تقمصه شخصية "الجدة بطة" ثم تحوله إلى رجل بعد إصابته باللعنة، إذ قدم الدور بخفة دم وتلقائية، دون أن يترك أثرًا سلبيًا على مصداقية التحول أو طبيعة الشخصية. أما "عزيز الهانش"، الذي جسده الفنان الكوميدي أدوارد، فكان من أنجح الشخصيات في الفيلم، حيث أضفى خفة ظل واضحة، وتمكن من انتزاع الضحكات من الجمهور بسلاسة ودون افتعال. تنتهي أحداث الفيلم بطريقة تشبه إلى حد كبير نهايات أعمال الثلاثي السابقة: نهاية مفتوحة تحمل إيحاء باستمرار القصة في عمل قادم. لكن هذه المرة، لا أعتقد أن الجمهور سيكون متحمسًا لما هو قادم، على الأقل إن بقي على نفس مستوى بنات العم.


فيلم يثير الدهشة

"اللهم أدم علينا نعمة الدهشة" عبارة خالدة أطلقها عمنا صلاح جاهين سعادة برؤية كل إبداع جديد، وهو ما نجح فيه الثلاثي أحمد فهمي، هشام ماجد، وشيكو حتى الآن، حيث أنهم مازالوا قادرين على تقديم أفكار جديدة تماماً خارج الإطار الذي تعودناه سينمائياً حتى لو تناولوا موضوعاً سبق طرحه، وهو ما يبدو واضحاً للغاية في تناول "تيمة" التحول من نساء إلى رجال، والتي قدمتها مثلاً من قبل معالي زايد في فيلم السادة الرجال. ولكن في فيلم بنات العم يحلق الثلاثي كما عودونا خارج السرب تماماً، في تناول جديد يتعرض لمساحات...اقرأ المزيد جريئة وشخصية جداً في الإختلافات بين الرجل والمرأة، نجحوا من خلالها في تقديم جرعة جيدة من الضحكات، وربما يكون هذا الفيلم هو أقل أفلامهم إضحاكاً لكنه بلا شك أعلاها أداءً، حيث كان تقمص الأداء النسائي من خلال شخصية ذكر متميزاً للغاية، وتفوق كلاً منهم على الآخر في تقديم دوره وإنتزاع نصيبه من الضحكات. يعتمد السياق الدرامي للفيلم على الفانتازيا لذلك لا تلق بالاً لمنطقية بعض الأحداث، مثل التحول، أو إعتماد رجل الأعمال على الأطفال في إدارة إمبراطوريته كرهاً للشارب، لقب الأسرة التي حرمته من إستعادة القصر والنجاة من اللعنة، وهو سياق مقبول للقصة ذاتها كما تناولها الثلاثي عند كتابة السيناريو. أحمد سمير فرج أيضاً نجح في فرض شخصيته على الفيلم، ليقدم أفضل افلامه بعد إذاعة حب، وأعز أصحاب، في تفاهم واضح مع الثلاثي قد يشكل ثنائياً كوميدياً ناجحاً للغاية في الفترة المقبلة. ويبقى إدوارد نقطة ضعف الفيلم الكبري بأداء نمطي مصطنع، فشل أن يجاري فيه تلقائية الفيلم، وبساطة وسلاسة الأحداث، ويعيب عليه أيضاً الإعتماد على نفس الأداء الكوميدي التقليدي على الرغم من إتساع الشخصية الدرامية لأداء أكثر حضوراً، بينما كانت الأدوار الشرفية جيدة في مساحتها خاصة صلاح عبدالله، ويسرا اللوزي. فيلم بنات العم وجبة سينمائية طازجة، تتناولها في مثل تلك الأيام لتزيح عن قلبك بعض الهموم، حين تثبت أكثر الأفكار جنوناً قدرتها على الطرح في قالب لطيف يستوعبه المشاهد دزن إسفاف أو إستخفاف. بنات العم فيلم يستحق المشاهدة، وصناع الفيلم يستحقون التحية.