تدير (حسنية) العَالمَة فندقها للدعارة في منطقة (درب طياب) بمعاونة (صالح)، ويتردد على الفندق (مراد) وصديقه (عبدالعزيز) الأستاذ الجامعي الذي يقع في غرام (أوهام) مقرراً الزواج منها، بذات الوقت يتودد...اقرأ المزيد (مراد) لـ(سميحة) ويوهمها بحبه فيتفقان على سرقة مصوغات (حسنية) بمساعدة (صالح) بعد أن توهمه (سميحة) بحبها.
تدير (حسنية) العَالمَة فندقها للدعارة في منطقة (درب طياب) بمعاونة (صالح)، ويتردد على الفندق (مراد) وصديقه (عبدالعزيز) الأستاذ الجامعي الذي يقع في غرام (أوهام) مقرراً الزواج منها،...اقرأ المزيد بذات الوقت يتودد (مراد) لـ(سميحة) ويوهمها بحبه فيتفقان على سرقة مصوغات (حسنية) بمساعدة (صالح) بعد أن توهمه (سميحة) بحبها.
المزيدفي الثلاثينيات كان القانون يسمح بممارسة البغاء في مصر؛ لذا افتتحت المعلمة حسنية(شويكار) لوكاندة البرنسيسات بدرب طياب (درب الهوى) لأعمال الدعارة، ويدير العمل باللوكاندة المعلم صالح...اقرأ المزيد (محمود عبد العزيز) إبن المعلمة زهره فنطزيه التي سار بجنازتها بوليس الآداب!.. وبالوكر العديد من الفتيات اللاتي يمارس معهن الزبائن الرذيلة، وعلى رأسهن زينات (أمل ابراهيم) التي تعول خمسة أطفال وزوج مريض، وأوهام (يسرا) التي مات والدها ودخل شقيقها (ابراهيم عبدالرازق) السجن بتهمة مخدرات، فاضطرت - لإعالة أمها(قدريه كامل) واخوتها - للعمل كبائعة وخياطة وخادمة وأخيرًا استقر بها المقام بدرب طياب، وسميحه(مديحه كامل) التي هربت من زوجة أبيها لتعمل خادمة فى لوكاندة البرنسيسات، ولكنها اضطرت في النهاية للعمل كمومِس، وقد استعصت على صالح ورفضت أن ينام معها، مما أثار عواطفه فأحبها، وكان يقوم على خدمة فتيات اللوكاندة الولد المخنث سكسكه (فاروق فلوكس)، كان من أهم زبائن الدرب عبدالحفيظ باشا طوسون (حسن عابدين) زعيم الحزب الحاكم، والذي كان مريضًا بالماسوشية، فقد كان يعاني من احترام ونفاق الناس له، لذلك يعجز عن إتمام العملية الجنسية قبل أن يُهان وتُبعثَر بكرامته الأرض، ويُوجّه له السباب وهو بملابسه الداخلية ممسكًا بالصاجات بينما تقول له الساقطة أرقص كويس يا حيوان، وكانت زينات افضل من يقوم بهذا العمل، أما خارج الدرب فالباشا رجل الأخلاق والمبادئ شعاره (ف.ش) فضيله وشرف، ويطالب بإلغاء البغاء من مصر وهو زعم يريد به البقاء في الوزارة. عبدالعزيز (أحمد زكي) مدرس بالجامعة، كان والده يعمل بدائرة الباشا، وأحب شقيقة الباشا (عزيزة حلمى) وتزوجها فإنتقل لطبقة أعلى، عمل فيها مرماطونًا، وأنجب ابنه عبدالعزيز، ولما مات تولى تربيته الباشا حتى تخرج من الجامعة وعيّنه مدرسًا للفلسفة بها، وخطب عبد العزيز إبنة خاله صافيناز (سلوى خطاب) وهي فتاة أرستقراطية عابثة، تقيم علاقة آثمة مع مراد صديق عبد العزيز، مراد (فاروق الفيشاوي) شاب فقير انتهازي شعاره (هـ.هـ) هلس في هلس، وقد توّسط له عبد العزيز ليعمل موظفًا عند الباشا، وكان يستغل صافيناز لممارسة الجنس وابتزازها، أراد عبدالعزيز عمل بحث عن المطحونين ليثبت أن المنحرف إبن بيئته، وأن المجرم لا يُولَد مجرمًا، فذهب مع مراد إلى درب الهوى، حيث تعرف على أوهام وتبادلا الإعجاب فأحبها وقرر الزواج بها تاركاً إبنة خاله صافيناز، مما أثار عليه حنق الجميع، بينما تعرف مراد على سميحه وأوهمها بالحب وابتزها ووعدها بالزواج، فقامت سميحه بإيهام صالح بحبها له، وحرضته على سرقة مصوغات حسنية، والهرب ليحيا سويًا حياة شريفة، فلما أتى لها بالذهب هربت به إلى مراد، الذي تنكر لها فقتلته وهربت مع صالح، الذى تلقفته حسنية وقتلته، بينما اضطر عبد العزيز لمجاراة الباشا خوفًا من انتقامه وقبل الزواج، وفي الفرح قام بفضح الباشا زبون درب الهوى، وترك الفرح متوجهًا لأوهام التي وجدها مذبوحة، بعد أن خرج أخيها عباس من السجن وذبحها انتقامًا لشرفه، فحملها عبد العزيز بين ذراعيه ناعيًا الفضيلة والشرف.
المزيدصرح الراحل حسن عابدين قبل وفاته أنه نادم على دوره فى هذا الفيلم لأنه ظهر فيه بشكل غير لائق.
كان سحب ترخيص عرض الفيلم في دور العرض المصرية هو الدافع وراء توقف حسام الدين مصطفى عن تجربة الانتاج.
منع الفيلم من التداول على أشرطة الفيديو في الكويت.
عند الحديث عن فيلم درب الهوى (1983) للمخرج الكبير حسام الدين مصطفى، غالبًا ما يُصنف ضمن ما يُعرف بأفلام "المقاولات" – وهي الأفلام التي طغت على السوق المصري في فترة الثمانينات، وسادت عنها سمعة أنها تهدف فقط للربح السريع دون عمق فني أو رؤية سينمائية واضحة. لكن الحقيقة أن درب الهوى يُعد استثناءً لافتًا في هذا التصنيف، خاصة حين ننظر إليه بعين نقدية أكثر وعيًا بسياقه وزواياه المضمرة. فحسام الدين مصطفى، رغم أنه معروف بأسلوبه التجاري، كان مخرج شاطر يعرف كيف يستخدم أدوات السينما بشكل ذكي لخدمة القصة. في...اقرأ المزيد درب الهوى، يشتغل على توازن صعب بين تقديم فيلم يجذب الجمهور جماهيريًا، وفي نفس الوقت يطرح قضايا شائكة بذكاء غير مباشر. اشتغاله مع السيناريو اللي كتبه مصطفى محرم أعطى الفيلم روح مزدوجة: ظاهرها الترفيه، وباطنها انتقاد اجتماعي وسياسي. الفيلم استفاد كثيرًا من ثلاث ممثلات كانوا في قمة عطائهم وقتها: مديحة كامل، يسرا، وشويكار. كل واحدة منهن قدمت شخصية مختلفة، لكن كلهن اشتركوا في القدرة على التعبير عن نساء مهمشات، محكوم عليهن بالانزلاق في "درب الهوى"، لكن كل واحدة منهن عندها حكاية، ودافع، وصراع مع مجتمع قاسي، أو ذكوري، أو فاسد. حسام الدين مصطفى قدر يخرج من كل ممثلة أفضل ما عندها، وده في حد ذاته إنجاز. السيناريو اللي كتبه مصطفى محرم بيوظف قالب بيت الدعارة كموقع، علشان يقدم انتقاد واضح لمظاهر الفساد السياسي والاجتماعي. يظهر ده من خلال شخصيات زي "الباشا" وأعوانه، والسلطة اللي بتستفيد وبتغض النظر عن استغلال النساء، بل وفي لحظة من لحظات الفيلم بيتطرح موضوع تقنين الدعارة وكأنه حل تنظيمي للمشكلة، في إسقاط واضح على تواطؤ الدولة ومؤسساتها مع الفساد، بدلًا من مواجهته. اللي بيخلي درب الهوى فيلم مختلف فعلًا، هو قدرته على تمويه رسائله داخل فيلم يبدو تجاريًا تمامًا. مافيش خطابة مباشرة أو محاضرات عن الفساد. لكن فيه شخصيات بتمثل أطراف الصراع المجتمعي، وفيه مواقف بتخلينا نشوف كيف السلطة بتدير القمع، وكيف بيتم تبرير الفساد بقوانين ومصالح. الفيلم كمان بينتمي لمرحلة سياسية حساسة، فإدخال موضوع زي تقنين الدعارة مش مجرد إضافة جريئة، لكنه كان إسقاط سياسي له دلالة. من أبرز العناصر اللي استخدمها مصطفى محرم ببراعة لطرح أبعاد سياسية في درب الهوى كانت شخصية "الباشا"، اللي قدمها الفنان الكبير حسن عابدين. "الباشا" مش مجرد زبون دائم لبيت الدعارة أو شخصية أرستقراطية عابرة، لكنه رمز واضح للطبقة الحاكمة القديمة، ولتواطؤ السلطة مع الفساد الأخلاقي والاجتماعي. في لحظات كتيرة في الفيلم، كان وجوده بيكشف كيف إن السلطة مش بس متورطة، لكن كمان بتحاول تقنن وتشرعن الانحراف. وده بيخلينا نشوف قد إيه فيه محاولة لتبرير الانحلال من فوق، من النخبة، مش من الشارع. وده بيرجعنا للسياق الأوسع: إزاي المجتمع كله بيتآمر على تهميش النساء ودفعهم لطريق الدعارة، ثم يتعامل معهم كـ"سلعة" أو "عار" رغم إنه شريك في صنع الطريق ده. هنا يبان إبداع السيناريست مصطفى محرم: هو مش بيقدم فتيات الليل كرمز للفساد أو الإغراء، لكنه بيركز على أسباب انحرافهن، وده واضح جدًا في خلفيات الشخصيات. الفيلم بيوضح إن الانحراف مش اختيار فردي دايمًا، بل نتيجة لضغوط اقتصادية، تفكك أسري، قهر اجتماعي، وتواطؤ رجال في مواقع سلطة. وهنا الباشا مش بس شخصية درامية، لكنه أداة تحليل طبقي وسياسي. درب الهوى مش مجرد فيلم تجاري ببطلات جميلات وبيت دعارة كخلفية. هو فيلم فيه توظيف ذكي للسيناريو، وتمثيل عالي الجودة، وإخراج قادر على التلاعب بالتصنيفات. حسام الدين مصطفى أثبت فيه إنه مش مجرد مخرج "مقاولات"، لكنه صانع أفلام يعرف متى يخفي رسائله ومتى يلمح لها.