أراء حرة: فيلم - استغاثة من العالم الآخر - 1985


سينما العفاريت والاشباح ولكن بطريقة علمية

قد يرى البعض انه ليس من المثير ان يكون هناك افلام سينمائية كل مهمتها هي إثارة الفزع لدى المشاهدين وان هناك إناس يدفعون اموالهم مقابل ان يتم فزعهم ولكن مع فيلم "استغاثة من عالم أخر" قد يغير البعض تلك الرؤية والمفهموم نهائيا حيث قدم المخرج محمد حسيب برفقة المؤلف احمد عبد الرحمن هذه المرة عمل جاد فعلا وتجربة تستحق المشاهدة سواء رحبنا بهذا العمل ام لا ...ومع القصة التي تبدأ بالدكتورة تهاني (بوسي) التي تمتلك قدرا عاليا من الشفافية تجعلها ع اتصال بالاروح والموتى ينتابها العديد من الكوابيس التي يظهر...اقرأ المزيد من خلالها طبيبيها السابق محاولا الاستغاثة بها حيث ترى دائما جثته ملقاه في المياه ...ومع محاولة تهاني الاستعانة بالشرطة في بدء الامر للكشف عن جثة الطبيب ترفض ارملته (معالي زايد) تلك الفكرة وتستاء من تداخلها المستمر إلى أن يتم العثور ع جثة الطبيب بالفعل في قاع النيل وهنا توجه إلى تهاني اصابع الاتهام بقتله فيتولى المحامي صفوت (فاروق الفيشاوي) الدفاع عنها بمساعدة بعض علماء النفس وهذا ما اعتمد عليه المؤلف احمد عبد الرحمن عندما هم بكتابة قصته حيث طرح موضوعا هاما ومثيرا للجدل ألا وهو ظاهرة الاتصال بالعوالم الخفية والروحانيات مؤكدا ذلك من خلال مناظرات علمية استعان بها في بعض المشاهد وخاصة مشاهد المحكمة وبجانب الموضوع الشيق الذي يثير اكثر من رمز على معان اكبر لما يحدث في عالم الغيبيات نرى براعة المخرج محمد حسيب رغم قلة الامكانيات في توفير الجو الدرامي المناسب من حيث الاضاءة وحركة الكاميرا الجديدة مستعينا بالمصور سعيد الشيمي الذي اشتهر ببراعته بالتصوير تحت الماء فاستخدم ادواته في تقديم مشاهد تجد فيها جراءة وابتداع لزوايا صعبة وخاصة للكوابيس التي تنتاب تهاني موظفا الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية ، لخدمة الحدث الدرامي ، وكان تأثيرها واضحاً وقوي التعبير ، ويأتي دور الطبيب (بدر نوفل) رغم قلة مساحته إلا أنه برع في تقديمه من حيث تعبيرات وجهه التي تبث الرعب في قلوب كل من يشاهد العمل...ولذلك فإن محمد حسيب يعتبر من المخرجين الذين نجحوا في تقديم موضوعا جديدا للسينما المصرية غلب عليه طابع التشويق والإثارة من حيث تحقيقات الشرطة وعلماء النفس وفي نفس الوقت طابع الرعب للمشاهد التي تجمع بين بدر نوفل وتلميذته بوسي