| دعاء أبو الضياء |
وهلأ لوين؟... حين تصنع النساء المعجزة في زمن التعصب
قد يرى البعض فيلم "وهلأَ لوين؟".على أنه مجرد قصة بسيطة، تحكي عن مجموعة من النسوة قررن الاتحاد لمواجهة التطرف والتعصب الديني، في محاولة لحماية رجالهن في ضيعة...اقرأ المزيد صغيرة، تعيش على حافة الانفجار الطائفي.
لكنني رأيته أكثر من ذلك بكثير:
سينفونية إنسانية راقية، مليئة بالمعاني التي لا تُقال بسهولة، وتحمل في طياتها رسالة تتجاوز حدود المكان والزمان.
بعيدًا عن قصة الفيلم، توقفت كثيرًا أمام نادين لبكي، المخرجة والممثلة والكاتبة. فبعد أن خيبت ظني في تجربتها الأولى "سكر بنات"، والذي بدا أقرب إلى فيديو كليب مطول، نجحت هنا بكل اقتدار في تقديم عمل ناضج ومركب، استخدمت فيه كل تعبيرات وجهها بانضباط بالغ لتجسيد شخصية "آمال"، المسيحية التي تحب جارها المسلم، في علاقة تلامس المحظور وسط مناخ مشحون بالكراهية والدم.
وعلى مستوى الإخراج، منحت نادين لبكي النساء في هذا الفيلم بطولة مطلقة، وطرحت تساؤلاً ضمنيًا: كيف لمن وُصفت بأنها ضعيفة، وتغلب عليها العاطفة، أن تقود مجتمعًا نحو السلام؟
مشاهد الفيلم متتابعة بإيقاع لا يفصلك عنها شيء. فقد تتوهم في البداية أنك تشاهد فيلمًا كئيبًا، عن ضيعة يغمرها الحزن، وتمتلئ بذكريات مؤلمة، لكن مع مرور الوقت تدرك أنك أمام ملحمة بطولية، لا تقل أهمية عن بطولات الحروب، لكنها بطولة من نوع آخر: بطولة الصمت، والتضحية، والحيلة، والدموع، والخبز المشترك.
النساء في الفيلم لا يواجهن العدو بالسلاح، بل يواجهن العنف بـ"الحب"، والتعصب بـ"المكر الإيجابي"، ويحاولن أن يصنعن من الضعف قوة، ومن العاطفة عقلًا، ومن الفوضى أملاً.
في أثناء متابعتي، ظل سؤال يراودني بإلحاح: هل يمكنني أن أكون مثل هؤلاء النساء؟ هل أملك الشجاعة لأقف أمام ابني وأمنعه من الانجرار خلف التعصب والكراهية، حتى لو تطلب الأمر أن أطلق عليه الرصاص؟ ثم عاد السؤال ليأخذ شكلًا آخر: هل أي مرأة قادرة على فعل ذلك؟
هل يمكن لها، في لحظة مواجهة، أن تدير عقلها وقلبها لحماية أسرتها من الفتنة؟ هل يمكن أن تُقدم على "خدعة بيضاء" مثل التي لجأت إليها بطلات الفيلم، لإبعاد أزواجهن عن الكراهية؟
مشاهد كثيرة حفرت داخلي: مشهد النساء وهن ينظفن المسجد، وهن يُعدن طوق الورود للترانيم، مشهد التلاقي اليومي في الخبز والصلاة والدموع... مشاهد تمنيت أن أصدق أنها من واقعنا، لكنها بدت لي أقرب إلى حلم جميل... أو وهم نبيل.
قد يقول البعض إن الفيلم يفتقر إلى الواقعية، وإنه مجرد حلم...
لكن ما المشكلة؟ أليس من حقنا أن نحلم؟
يكفيني أن نادين لبكي كتبت حلمها، وصورته، وقدمته لنا بهذا الجمال.
يكفيني أنها زرعت أمنية في داخلي: أن نصل يومًا ما، نحن، في هذا البلد، إلى ذلك الوعي، وتلك القوة، وتلك الوحدة.
تحية لصُناع هذا الفيلم، من كتاب ومخرجين وممثلين، على هذا العمل الاستثنائي. لقد جسدوا في مشهد النهاية سؤالًا يتردد في كل عقل شاهد هذا الفيلم: "وهلأَ لوين؟" سؤال لا نحتاج إجابة له بقدر ما نحتاج نية صادقة لفهمه... والبدء من حيث انتهى الفيلم.
|
|
|
|
| Usama Al Shazly |
''وهلأ لوين ؟'' ... حلم سينمائي يحمل إبداعاً بلا حدود
حلم جميل تعيشه أمام شاشة العرض لمدة ساعة ونصف، تضحك وتبكي، تغضب، تثور، تهدأ تسترخي، مشاعر مختلفة متضاربة ممتعة تمر بها خلال مراحل فيلم المخرجة نادين لبكي...اقرأ المزيد الأخير وهلأ لوين، ذلك الفيلم الذي يذيف الكثير والكثير للسينما العربية، والذي يدور حول ضيعة منعزلة عن العالم، يعمل نسائها طول الفيلم على حماية هذه العزلة خوفاً من الفتنة الطائفية التي تضرب البلاد، حتى لا ينقلب مسلموها على مسيحيها، والعكس.
قصة بسيطة حملت داخلها تفاصيل مبهرة، خط درامي واحد يحمل بين طياته قصص مواقف فرعية صغيرة تخدم الخط دون تشتيت، لم تطغى إحداها على الأخرى، تم معالجتها بلا سقف رقابي، أو ديني، أو داخلي، بتحرر كامل لصناع الفيلم، فجاءت عبقرية بسيطة تستقبلها روح المشاهد قبل عقله وقبل حتى عينيه التي تشاهد الفيلم، دون أن تتعدى على الدين أو حتى على الحرية الشخصية.... وصفة بسيطة صعبه على أي مبدع يحمل سقفاً في روحه، وكلنا في مصر نحمل هذا.
إعتمدت مخرجة العمل وكاتبته على تفاصيل إشتباكات حياتية بين أصحاب الدينين، وعلى كيد النساء الذي يصل إلى مرحلة جلب فتيات عرض روسيات لرجالهن حتى ينشغلن عن الصراع الطائيفي، وسط أداء مدهش في تلقائيته لبطلات الفيلم والتي تشعر بحميميتهم خلال كل الأحداث، مما يجعلك منتمي لتلك القرية، تتآمر مع نسائها من أجل منع الفتنة، التي راح ضحيتها فيما مضى العديد من أبناء القرية، وترغب الأمهات والأرامل ألا يخسرن مرة أخرى.
قد تظلم الفكرة وطريقة تنفيذها عناصر الفيلم الأخرى، التي لا تقل تميزاً عنها، حيث نجحت نادين ببراءة كاميرتها خلال فيلمها الثاني فقط في أن تصنع حالة مبهرة بصرياً، على الرغم من بساطة القرية التي تدور فيها الأحداث وفقر بيوتها، إلا أنها صنعت بعداً عاطفياً مع هذا القدم والفقر، وقدمت إيقاعاً متسارعاً للفيلم، نجحت خلاله في أشد لحظات الفيلم حزناً أن تضحك المشاهد وتنقله من حال لحال كجراح ماهر يداوي الجروح.
موسيقى الفيلم عبقرية وتصنع حالة سمعية وحدها إن إنفصلت، تم غزلها داخل الفيلم في أفضل أماكنها، وكأنه الرتوش النهائية للوحة عظيمة، التصوير والملابس، وحتى تلك الهيئة المسئولة عن شئون حيوانات القرية أدت دورها بإتقان، المونتاج كان أقل عناصر الفيلم إبهاراً إلا أن هذا لا يعني أنه كان سيئاً.
فيلم وهلأ لوين فيلم يستحق المشاهدة عدة مرات، فيلم يحمل رسالة السينما كما تعلمناها، فن ومتعة وقيمة، فيلم يعطينا درس أن الإبداع لا سقف له، وأن تلك الحدود هي التي تصنع فناً مشوهاً، أما الحرية فتقدم فناً حقيقياً قادر على التأثير في الناس.
ملحوظة : شكراً للمنتج هشام عبدالخالق على مشاركته في إنتاج هذا الفيلم، لنرى اسم مصر عليه مع لبنان وفرنسا.
التقييم : 10 / 10 وعن جدارة.
|
|
|
|
| مجهول |
و هلأ لوين يا عرب
ربما كانت لبنان بعبدة عن الحراك السياسي فى الوطن العدبى عام ٢٠١١ إلا آن التجربة اللبنانية الثرية من آواسط السبعينات لكل الثورات العربية و الدول التى تشهد هذه...اقرأ المزيد الحالة من المراهقة السيايسية لمرحلة ما بعد الثورات .
ربما كنت من الرافضين للأشكال المباشرة فى السينما فى عرض المشكلات و خاصة مشكلة الطائفية التى شهدت تنويعات كثيرة أخرها الفيلم المصرى حسن و مرقص الذى عرض الموضوع بسذاجة مفرطة يحسد عليها صناعة ، لكن المباشرة فى فيلم نادين لبكى كانت هى المفتاح السحرى للوصول بعد أبعد بكثير مما تم عرضه .
لا أدرى هل توقيت ظهور الفيلم جاء بمحض الصدفة أم روعى بذكاء أختيارة ، و هو إن كان يحمل بشكل مباشر فكرة الطائفية الدينية إلا أنه يحمل رسالة لكل أشكال الفتن و التصنيفات سواء السياسية أو الايدلوجية و بالتأكيد الدينية التى حملتها رياح ما بعد الثورات بدءاً من مصر نهاية بكافة الدول التى نالت و ستنال الحريات خلال هذا العقد من الألفية الثالثة .
نجحت نادين فى خلق صورة أشبة بلوحات متحركة خاصة فى مشاهد بداية و نهاية الفيلم ، مع مراعاة للتكوينات اللونية التى حملت دوراً كبيراً فى توصيل جزءاً كبيراً من رسالة الفيلم ، كما كانت فكرة البطولة الجماعية لستة بطلات متفاوتى العمر و بالطبع الديانة حيث كان ظهور تلك المجموعة مجتمعة فى أكثر من نصف مشاهد الفيلم التأثير الأقوى لتحقيق هدافة .
تحية جديدة لنادين لبكى و للمرة الثالثة التى نجحت فى خلق هذا العالم الخاص بسينما نادين لبكى النسائية جداً لتكون مدرسة متخصصة فى عالم السينما النسائية .
|
|
|
|
| fawaz mohammd |
خط أحمر يقطع بأيدي نساء الضيعه
خط أحمر يقطع بأيدي نساء الطيعه
انك تفتعل مشكلة سهل جداً , وان تكون أحدى أطراف المشكلة سهل أيضاً...اقرأ المزيد .
اما أن تكون حمامة سلام بين أطرف النزاع فهي أصعب مهنه في العالم .
هذه مهنة نساء القرية ....
ما أصعب كتمان الآلم والتظاهر بأنك لم تفقد أبنك
أو تتناسى شخص عزيز عليك فقدته وذلك لموته ومن أبشع الأسباب الا وهي
العنصرية سواء كانت طائفية أو عرقية
نادين لبكي أحدى رسل السلام في العالم من بلد طحنته النزعات الطائفية
تخرج لنا تحفة من أعماق التاريخ الدموي الذي مر على لبنان الجميلة
في اغلب السينما العربية تحاول ان تعالج الطائفية بقالب كوميدي ساخر سرعان ما
ينساه المشاهد
او تعالج كفيلم وثائقي يشاهده قله من أطياف المجتمع
نادين لبكي قدمت لنا كشف طبي عن الحالة الطائفية والعلاج المناسب
شكراً نادين
شكراً للقائمين بالإدوار
شكراً لكل من ساعد في ظهور هذا الفيلم
|
|
|
|