استناداً إلى قصة حقيقية، تدور أحداث الفيلم حول ابن لأحد الدعاة اﻹسلاميين المشهورين؛ الذي يتجه نحو اﻹلحاد، وهو ما يثير حفيظة أسرته والمقربين إليه نظراً للخلفية الدينية التي تربي فيها، كما يتطرق الفيلم...اقرأ المزيد في ثناياه للمدى الذي وصل إليه انتشار ااتجاه نحو اﻹلحاد في مصر.
استناداً إلى قصة حقيقية، تدور أحداث الفيلم حول ابن لأحد الدعاة اﻹسلاميين المشهورين؛ الذي يتجه نحو اﻹلحاد، وهو ما يثير حفيظة أسرته والمقربين إليه نظراً للخلفية الدينية التي تربي...اقرأ المزيد فيها، كما يتطرق الفيلم في ثناياه للمدى الذي وصل إليه انتشار ااتجاه نحو اﻹلحاد في مصر.
المزيدبدأ التصوير فى يوم 27 فبراير 2012
عاني الفيلم من مشاكل عديدة مع الرقابة أدت لتأجيل عرضه عدة مرات
قد يحتوي النقد على معلومات تحرق القصة: تُحسن الرقابة صنعاً عندما تمنح الأفلام المثيرة للجدل ترخيصاً بالعرض التجاري العام؛لأنها تفوت الفرصة على أصحابها في المتاجرة بقرار المنع،وتقديم أنفسهم للرأي العام بوصفهم شهداء الحرية والإبداع،وأفلامهم ضحية القهر والمصادرة ! حدث هذا مع فيلم «أسرار عائلية»،الذي أقام مخرجه هاني فوزي الدنيا ولم يقعدها بحجة أن الرقابة صادرته،ومارست وصاية على صانعيه،ونجح في إيهام الجميع من حوله بأن الفيلم سيمثل،في حال تراجع الرقابة عن موقفها المتعنت،فتحاً جديداً في ما يتعلق...اقرأ المزيد بالقضايا التي تناقشها السينما المصرية.وفور أن عُرض الفيلم،بموافقة لجنة التظلمات،كانت الصفعة المدوية المتمثلة في انصراف الجمهور،واستياء النقاد،ثم كانت صدمة فشل الفيلم في تحقيق الإيرادات المتوقعة حتى أنه لم يحقق طوال شهر بأكمله سوى 270 ألف جنيهاً مصرياً ! ما حدث ينطبق،بالضبط،على فيلم «المُلحد»،الذي أشاع منتجاه ومخرجه أنهم تلقوا تهديدات أثناء التصوير،وبعد تحديد موعد طرحه في الصالات زعموا أن أصحاب دور العرض امتنعوا عن استقباله،بحجة تلقيهم تهديدات من «المتشددين»،ولأنني صدقت تصريحاتهم،وخشيت أن يُرفع الفيلم من الصالات،هرعت لمشاهدته،وفوجئت بأنني حيال تجربة تغلب عليها المراهقة الفكرية،والبلاهة السينمائية،ولم تبلغ درجة الوعي الذي اتسمت به أفلام تعاملت مع قضية الله والوجود،والبحث عن الذات الإلهية،بشكل أكثر حصافة،ورصانة،مُقارنة بفيلم «المُلحد»،الذي شاب رؤيته الكثير من الاضطراب،والتخبط،بالدرجة التي لا تدري معها إن كان الفيلم يبحث في حقيقة الوجود،ويُحذر من تنامي أعداد الملحدين،أم يُندد بالدعاة الجدد،كونهم يتاجرون بالدين،أم يهاجم الصحافة،لأنها تضم تجاراً من نوع آخر،أم أن الفيلم،وهو احتمال قائم أيضاً،يُحذر من العواقب الوخيمة للتفرقة بين الأبناء ! وضع كاتب الفيلم ومخرجه نادر سيف الدين يديه على كل هذه القضايا دفعة واحدة،من خلال الداعية الإسلامي،الذي اتخذ من قناة فضائية منبراً لتعريف المسلمين بالسنن والفرائض،لكن ابنه «نادر» ـ لاحظ الاسم ـ يُعارضه،ويُبارك الهجوم الذي يشنه ضده رئيس تحرير إحدى المجلات،ويواصل سلوكه الفظ،وشططه في معاملة أفراد الأسرة،إلى أن يكتشف شقيقه أنه ارتد عن دينه،وصار مُلحداً ! صدمة عنيفة زلزلت ووالده الداعية الشهير،وأفسدت علاقته وشقيقه،كما تسببت في انهيار أمه،لكن الشاب يُرجع إلحاده،في أغرب تبرير من نوعه،إلى خيبة أمله في والده،الذي يقول في القناة مالا يفعل في البيت،وحال بينه والزواج من الفتاة التي أحبها،بحجة أنها خادمة الأسرة ليس أكثر،فضلاً عن أنه دائم التفريق في المعاملة بينه وشقيقه،ويتاجر بالدين؛فالمبررات أوهن من بيت العنكبوت،ولا يمكن أن تكون سبباً في ارتماء الشاب في براثن صاحب مدونة إلكترونية وظفها للتغرير بالشباب،ودفع الكثيرين منهم إلى الإلحاد،عبر ما يُشبه عمليات «غسيل المخ»،التي تُشكك في النظام الإلهي،وترفض الاقتناع بوجود قوة غيبية تحرك الكون ! اتسم الفيلم بغلظة على صعيدي الشكل والمضمون؛فالأداء التمثيلي في أسوأ حالاته،والصحافي يتربص بالداعية،وكأن بينهما ثأر قديم والمناظرات بين «الملحد» و«المؤمن» تحولت إلى ثرثرة عقيمة أقرب إلى السفسطة التي يستعصى على الجمهور البسيط فهمها،والمواجهة المنتظرة بين «المُلحد» ووالده «الداعية» لم يعد لها وجود،بعد موت الأب نتيجة مداخلة على الهواء فضحت حقيقة ابنه،والشقيق لم يكن مؤهلاً لتفنيد حجج «المُلحد»،وصاحب المدونة،وتسببت المشاهد التي أعقبت مغادرة «المُلحد» منزل الأسرة،عقب موت الأب في تحويل الأمر إلى كوميديا هزلية أو ميلودراما هندية؛إذ هام الشاب على وجهه في الشوارع،وكأنه مجذوب،وبات يترنح،ويفقد توازنه،في كل مرة يُرفع فيها الأذان.وفي «مونولوج» غاية في القبح والركاكة يتطاول على الذات الإلهية،وداخل المسجد تزول الغشاوة قليلاً،مع سورة «الرحمن» التي يتلوها شيخ المسجد،لكنه يكابر،فيما يتراجع،ويبدأ في تغيير قناعاته بمجرد التقائه «بائعة البيض» القانعة بوضعيتها،والواثقة في كرم ربها ! فشل السيناريو،أيضاً،في رسم شخصية «الداعية» بالشكل الذي يدفع إلى كراهيته،واستحق تعاطف المشاهد،بسبب تواضعه ودماثة خلقه،فضلاً عن كونه لا يمت بصلة إلى الدعاة الذين اتخذوا من الدين وسيلة للتربح،والتغرير بالبسطاء،ومن ثم انهار بناء الفيلم المعتمد على تحميل «الداعية» مسئولية ما أصاب ابنه «المُلحد» الجاهل،المتغطرس،معدوم الثقافة وسطحي الخلفية الدينية،ومثلما قدم الفيلم أسباباً ساذجة للإلحاد،جاءت إصابة «المُلحد» بسرطان الدم بمثابة الخطأ التراجيدي الذي ينسف القضية بأكملها؛فالشاب لم يعد إلى دينه نزولاً على فكر نجح في تثبيت إيمانه،وأضاء الجانب المظلم في روحه،بل عاد إلى صوابه خشية الانتقام الإلهي،وتجنباً لمصير يجهله،وهو ما يعني فشل صانعي الفيلم في رسم الأبعاد الحقيقية لظاهرة الإلحاد،كما فشلوا في تعرية ظاهرة الدعاة الجدد !
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
نترككم الآن مع السهرة التليفزيونية: "الملحد" | Mahmoud Radi | 1/2 | 14 مارس 2014 |