تدور الأحداث في إطار تشويقي عن تعرض أرملة للاختطاف من قبل قاتل لا يرحم، لتجد نفسها مجبرة على مواجهة العديد من المخاطر في رحلة الهروب من الموت، ومطاردها الذي لا يمل.
تدور الأحداث في إطار تشويقي عن تعرض أرملة للاختطاف من قبل قاتل لا يرحم، لتجد نفسها مجبرة على مواجهة العديد من المخاطر في رحلة الهروب من الموت، ومطاردها الذي لا يمل.
المزيداقتباسا عن فيلم ماتياس أولسون، السويدي اﻷصلي Försvunnen (Gone) لعام 2011، يقدم المخرج والمونتير جون هايمز، فيلمه الجديد Alone، الذي يحكي عن جيسيكا (جولز ويلكوكس)، التي فقدت زوجها منذ ستة أشهر، تنتقل إلى خارج المدينة للابتعاد عن المنزل الذي تقاسماه معًا، وتقود سيارتها عبر الغابات للوصول إلى منزلها الجديد لبداية جديدة، ولكنها تقابل رجل غريب يقود سيارة على الطريق (...اقرأ المزيد"/person/2106931">مارك مينشاشا) يحاول التحدث لها بإصرار عجيب، وفي كل مرة تتعامل معه جيسيكا بطريقة صحيحة، يزيد إصراره، فيختطفها ويأخذها إلى كوخ بعيد، وعندما تتمكن من الهروب، وتظن أنها تخلصت منه؛ لكن كابوسها بدأ للتو. هيامز (الذي أخرج اثنين من أكثر الأجزاء جنونًا من سلسلة Universal Soldier) يدفع في هذا الفيلم، باتجاه ديناميكي مباشر، نحو المدرسة القديمة، المعروفة بالقتلة المتسلسلون القادرين على الإبحار في المجتمع اليومي، والتمكن من إقناع ضحاياهم بأنهم طيبين وليس خبثاء، حيث يبدأ في تشديد براغي السرد، بقصة مقسمة إلى فصول، بعناوين مختلفة "الطريق"، يتبعها قصص"النهر" و "المطر"، التي تحدد تقدمنا عبر القصة المعتادة **البقاء على قيد الحياة**، والتي لا تعتبر نوعا جديدا، ولكن هايمز تعامل مع كل إيقاع كما لو كان شيئًا جديدًا وفريدًا. بفضل بعض التصميم الصوتي المذهل والأداء اللائق. فبالرغم من توقع الأحداث القادمة بالفيلم، وأنه غني عن القول أن الرجل لم يرحل، وستجد جيسيكا نفسها قريبًا في مباراة من الذكاء والبقاء، وحيدة مع مجنون في غابة كثيفة منعزلة، لكن طريقة تصوير هايمز، للأحداث ستجعلك تضع نفسك في مكان امرأة بمفردها على الطريق حيث تجربة مرعبة ومخيفة، واستمرار للأحداث تدرك جيسيكا على الفور أن الرجل خطير، وأنها أصبحت مهددة بشكل مباشر، وهنا يعتمد هيامز بشكل كبير على وجه الممثلة الرئيسية، وخاصة عينيها، لإخبار قصة جيسيكا، التي ترتقي إلى مستوى التحدي، من حيث الذنب والحزن على انتحار زوجها مع الرعب والذعر والألم الذي تعيشه على يد هذا الرجل الخاطف، وبينما يطاردها ويعذبها بلا هوادة، تبدأ حرفة حيوانية في السيطرة على جيسيكا، ونشهد عزمها الشرس على البقاء بغض النظر عما يتطلبه الأمر، إنه أداء مذهل يقابله أداء كلا من الممثلين **مارك مينشاشا، وأنتوني هيلد**، الذي يلعب دور روبرت، وهو صياد يصادف جيسيكا في منتصف هروبها، ودور مارك الرائع الذي يلعبه بنفس القدر من البراعة، وانتقاله بين مختل عقليًا مستعجلاً، مع قبضة منافقة للشرف، ورجل عائلة هادئ مع فهم عقلاني للإنسانية، والذي أره واحدة من أذكى اللمسات بالفيلم، وهي التقليل من أهمية تقديم الشرير، فهو لا يبالغ في سلوكه الهادئ، واختيار اختفاءه خلف نظارته الكبيرة وشعره الأشعث وشاربه المقود، يجعله شخص تقشعر له الأبدان - من خلال عدم عرض أي شيء لنا. المرة الوحيدة التي نراه فيها يغضب عندما تهرب وحتى ذلك الحين، يتجنب أي هوس يحدث، ولذلك فهي شخصية متقنة وأداء جيد بشكل استثنائي من ممثل لمشاهدته. وحدها ليست دماغية هيامز فقط: فهناك لحظات غريبة من الخوف، خاصة عندما تهرب جيسيكا عبر الغابات، والتي ظهرت أكثر من خلال التصوير، حيث تم إلتقاظ المشاهد ببراعة وإبداع موحل من قبل المصور السينمائي فيديريكو فيراردي، الذي يجد عمقًا واتساعًا جديدين لعجلة الألوان، والتي أصبحت شائعة في رعب البقاء الحديث، وإظهار عين رائعة بالكاميرا ومن خلال مونتاج قوي لتكوين عرض مرئي متوتر وغامر. لمسات قوية مثل حركات الكاميرا الصغيرة والثابتة، والزوايا المبتكرة، واللقطات المذهلة عالية الدقة بطائرات بدون طيار، والتي شارك فيها هايمز، مع المونتير (سكوت رون) ببراعة موقعها، وترسيخ الأشجار، والصخور نفسها كمصادر محتملة للخطر، واستخدام اللقطات العلوية المتكررة للغابة الضخمة، والنهر، للتأكيد على مدى صغر حجم جيسيكا وضعفها حقًا. ومع استخدام الضوضاء المحيطة لزيادة التوتر، واستخدام ضوضاء السيارات ونقيق الطيور كوسيلة لتمديد اللحظات المتوترة حتى تصبح لا تطاق تقريبًا، وتضخيم الإحساس بالحياة البرية الحقيقية من خلال مكساج الصوت، حيث ينشر خشخيشات الحشرات ومناثر المطر، المستوحاة من الصوت الطبيعي للطبيعة، بحيث تكون لحظات الصمت الفردية قمعية وخطيرة حقًا. هذا الفيلم سيرفع من معدل ضربات قلب المشاهد، خاصة النساء اللواتي يتعلمن مأزق جيسيكا من أن يتبعها رجل يرفض التخلي عن فريسته، إن "ALONE" مرهق ومؤلم في بعض الأحيان، لكنه قصة مثيرة مبنية بشكل رائع مع فريق عمل استثنائي، ومصور مثير للإعجاب، إنها حكاية بقاء مشدودة ومرضية تكافئ المشاهدين على تحمل التوتر المستمر والوصول إلى الجانب الآخر.