لوك بيسون يحاول إعادة أمجاد التسعينات مرة أخرى بـANNA

يعيد لوك بيسون صياغة فيلمه "La Femme Nikita" مرة أخرى والذي قدمه عام 1990 من بطولة آن باريو وجان رينو وكاريو، بالعودة إلى قاتل التجسس وأفلام الجاسوسية، بفيلم جديد (ANNA) الذي يقوم ببطولته ساشا لوس مع لوك إيفانز وهيلين ميرين وكيليان ميرفي.

فآنا، امرأة جميلة ضحية للإساءة المنزلية، لا ترى أي جدوى من مواصلة حياتها. في نقطة تحول في حياتها، تقبل على مضض عرضًا قدمه ضابط المخابرات الروسية لتعمل لحسابه. وبعد عام من التدريب، ستعمل كقاتلة في جهاز KGB لمدة خمس سنوات، وبعدها ستكون حرة في مواصلة حياتها كما تشاء. ولكن رئيسها (فاسيليف) ليس على استعداد للوفاء بهذا الاتفاق ، مما يعني أن السبيل الوحيد للخروج من KGB هو الموت.

تنجح آنا في التخفي كعارضة أزياء ويتم توظيفها في باريس، حيث تقوم هناك بعدة مهام واغتيالات خطيرة، تكتشف الأمر وكالة الاستخبارات الأمريكية، قاموا بتجنيدها لقتل رئيسها السابق (فاسيليف) مقابل وعد التقاعد الفوري وحياة محمية في هاواي. تقابل آنا (أولجا) التي لا ترى فيها ما يبشر ﻷي عملية جديدة، ولكنها توافق على مضض أن تعمل معها بشرط التخلص من فاسيليف، تلتقي آنا بكل من أليكس.وتكتشف أولجا خيانة آنا لها، التي لم تصب بأذى بعد أن حاولت قتلها، تهرب من خلال خط الصرف الصحي وتغير مظهرها وتصبح أخيرًا حرة. مما يبدو أن الفيلمان متشابهان جدًا من نواح كثيرة لدرجة أنه يبدو كما لو أن بيسون استخرج مسودة مبكرة لهذا السيناريو وقام ببساطة بتصوير ذلك بعد تغيير أسماء الشخصيات وبعض المواقع. ومع هذه القصة الشيقة يأتي التنفيذ الذي لم يناسب وقت الثمانينات التي تدور وقته الأحداث، ولا الحالة التي ظهرت عليها شخصية آنا وقتها، فمثلا نلاحظ أن أليكس اكتشف في آنا حبها وشغفها للعب الشطرنج، وأصدر حكمه عليها بأنها لا تقهر من خلال براعتها في ذلك ليس أكثر، ومع أول المشاهد التي زُجت فيها آنا لتنفيذ عملية اغتيال لصالح أولجا، تنجح في قتل أكثر من 50 شخص في مطعم دون أن تٌخدش، مرتدية ملابس لا تناسب الموقف نهائيا، وهو الأمر الذي لا يستوعبه المنطق نفسه. كذلك فكرة امتلاك آنا لجهاز كمبيوتر محمول (لاب توب) في تلك الفترة بالرغم من حالتها المادية السيئة، ومحاولة دفع بيسون بالأقراص الممغنطة في نفس الوقت ليُشير إلى الثمانينات أمر متناقص. وبعد مرور نصف الوقت تقريبا يبدأ بيسون في عرض ما هو أكثر حيث يدفع بآنا لتكون جاسوسا مزدوجا، ويجعل هناك علاقة بين مورفي الذي يصبح تحت تأثيرها أيضا، ولكن المشاهد التي تم تصويرها بينهما تبدو وأنها مركبة تم تصويرها على كروما (شاشات خضراء).

يذكرأن لوك بيسون قد فشل سابقا في فيلم الخيال العلمي (Valerian thousand planets) عام 2017، وجعله يبحث عن وسيلة سهلة للنجاح، مسرعا بتقديم anna أملا في العودة لحنين التسعينات، ووسيلة لاستعادة مكانته التجارية، ولكن جاءت المشاهد مترنجة بين فيلم الماضي، وفيلمه الجديد.