''التحرير 2011''... كيف تستفيد بالثورة ولا تفيدها؟!!

  • مقال
  • 12:12 مساءً - 11 ديسمبر 2011
  • 3 صور



صورة 1 / 3:
عمرو سلامة
صورة 2 / 3:
تامر عزت
صورة 3 / 3:
آيتن أمين

أثارت الجوائز التي حصل عليها فيلم تحرير 2011، بالإضافة إلى ذلك العام المليء بالأحداث الحاسمة تاريخياً، فضول المشاهد لمتابعة هذا الفيلم التسجيلي، الذي تم عرضه تجارياً في سابقة هي الأولى في تاريخ مصر السينمائي، وهو في حد ذاته تقدم رائع للسينما، وخطوة نحو التغيير المأمول في أساسيات العرض التجاري في مصر.
لكن من المؤسف أن الفيلم مستواه أقل بقليل من تلك الخطوة، حيث يحتوي على ثلاثة أفلام قصيرة، الأول هو "الطيب" للمخرج تامر عزت، وهو أقلهم مستوى على الإطلاق، فشل كاتبه ومخرجه في إلتقاط طرف خيط للفكرة التي يرغبون في تقديمها، فشاهدنا فيلماً تسجيلياً مهتريء السياق، لا يمكن الخروج منه بمعنى، إلا عرض بعض المشاهد من ميدان التحرير وكأننا نبحث على موقع ال You Tube الشهير، كذلك أساء المخرج إختيار رواة الفيلم وما يقولونه، حيث أثار سخرية الفتاة من تلك المرأة التي ترتدي العباءة التي أصابتها قنبلة غاز الإستياء، حيث قالت "واحدة وراحت"، كذلك اختزل المصور الصحفي الميدان في شجاعته وتطوعه للتصوير، بينما كانت الطبيبة أفضلهم على الإطلاق، في النهاية فشل الفيلم في عرض الميدان وشعبه الذي أطلق عليهم "الطيب"، على الرغم من أن هذا أسهل الأجزاء.
أما الجزء الثاني "الشرس" فهو أفضل الأجزاء على الإطلاق، أمسكت آيتن أمين المخرجة بخيط ضباط الشرطة واستعرضت تهربهم من الإجابة، وكذلك التضاد الرهيب ما بين شهادتهم اللفظية وما تقوله الفيديوهات المصورة، ونجحت في إختيار عناصرها التي رسمتها في النهاية، عارضة على المشاهد وضع الشرطة قبل وما بعد الثورة، وعقيدتهم الأمنية بكل وضوح.
أما الجزء الثالث للمخرج عمرو سلامة والذي عرض تحت اسم "السياسي"، أو "القبيح" على نمط الفيلم العالمي، فقد خرج به سلامة عن الجو العام للفيلم وحاول صناعة فيلم ساخر عن كيفية صناعة الديكتاتور، وأجاد عمرو تأسيس وبناء فكرته، إلا أنه هدمها بإستضافة شخصيات محسوبة تماماً على النظام استغلت الفرص لتقطع "فروته" وتغسل سمعتها وتعلن براءتها عن فترته، مما أضعف الفيلم كثيراً، حيث لم يقدم كلاماً جديداً سوى الدكتور البرادعي، بينما كان علاء الأسواني حاداً وصريحاً كعادته، بينما أعاد بلال فضل ترديد مقالاته التي سبق وكتبها في جريدتي "المصري اليوم" و "التحرير، أما مصطفى الفقي وحسام بدرواي وعضو لجنة السياسات، وغيرهم من رجال النظام فحدث ولا حرج.
فيلم "تحرير 2011" فيلم وثائقي استفاد بالثورة المصرية في حصد جوائز عالمية، ولكنه مجرد ظل لما يجب تقديمه عن تلك الثورة العظيمة.



تعليقات