بعد مشاركة فيلمه اﻷخير في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، واﻹعلان عن اختياره للمشاركة بالمسابقة الرسمية لمهرجان لندن السينمائي، حاورت السينما.كوم المخرج أحمد عبد الله.. عن فيلمه فرش وغطا واختياره للمشاركة في تورنتو ولندن، وعن اختياره لتصوير الفيلم في حي الزبالين وعن مبادرة مشروع، باﻹضافة لرؤيته للسينما المستقلة في مصر..
سبق وشاركت في مهرجان تورنتو بفيلم ميكروفون، لكنك اعتذرت عن المشاركة عام 2009، فلماذ؟
فرش وغطا هو ثاني أفلامي التي تشارك بشكل فعلي في المهرجان بعد ميكروفون، لكنه يعد الثالث الذي يتم اختياره للمشاركة بفعاليات المهرجان الدولي، وذلك بعدما اُختير فيلم هليوبوليسللمشاركة بالمهرجان عام 2009، إلا أننا سحبنا الفيلم وقتها، بسبب فاعلية تحتفل بمدينة حيفا لم يشارك بها أي فيلم فلسطيني، وكان هذا موقف أغلب المخرجين العرب الذين تم اختيار أفلامهم للمشاركة بالمهرجان.
هل تحدد من سيحضر العرض اﻷول للفيلم ضمن فعاليات تورنتو؟
للأسف نظراً لانشغال أغلب صناع الفيلم بأعمال وارتباطات أخرى، فلن يستطيع حضور العرض اﻷول إلا أنا والمنتج محمد حفظي فقط.
تم تصوير الفيلم في حي الزبالين وعدد من المناطق الشعبية، كما استعنت بعدد من أهالي هذه المناطق للظهور في الفيلم، ما مدى صعوبة ذلك وعلى أي قدر كان مُفيد للعمل؟
تجربة الاستعانة بأهالى المكان الذي نصور به أو أشخاص من وحي المكان لم تكن جديدة، فقد قمنا بذلك سابقاً في فيلمي هليوبوليس وميكروفون، وذلك ﻷنني أحاول بشكل ما الخلط بين القصص المكتوبة على الورق والحكايات الواقعية التي تخرج من وحي المكان الذي نصور به، وبالتالي لم تكن هُناك صعوبة في التعامل مع أشخاص غير محترفين، وفي الفيلم سنشاهد أشخاص من أماكن مختلفة من حي الزبالين، ومقابر اﻹمام والليثي وهو ما خدم الفيلم بطبيعة الحال.
تحكي في الفيلم عن أحد الهاربين من السجون بعد فتحها عقب قيام الثورة، هل يُشير الفيلم بشكل ما إلى متهم بعينه في فتح السجون؟
الفيلم لا يُركز على قضية فتح السجون بقدر ما يركز أكثر على تعامل المجتمع مع السجين الهارب، فالفيلم يبدأ بهروب المساجين، قبل أن يأخذنا البطل في رحلة عبر القاهرة يكشف فيها عن علاقته بالمجتمع ونظرة هذا المجتمع له.
لم يظهر أي حوار بتريلر الفيلم هل كان ذلك مقصود؟
الحوار بالفيلم قليل للغاية، وذلك لم يكن عن تعمد، ولكن الفيلم يميل أكثر إلى التأمل وهو بمثابة دعوة للمشاهد للتفكير فيما يشاهده، وهو ما يتناسب مع صغر مساحة الحوار.
ألا ترى أن في ذلك بعض المجازفة بالنظر لذوق المشاهد المصري؟
المجازفة جزء من مفهوم السينما المستقلة، وبالتالي فهي مطلوبة في بعض اﻷحيان، الفيلم مختلف فعلاً، ولا أرى مشكلة في ذلك، ﻷن لو طول الوقت شعرنا بالقلق من تقديم نوع مختلف أو جديد بسبب ذوق الجمهور، فلن نقدم جديد أبداً.
صاحب تصوير الفيلم link تسجل يوميات التصوير بشكل يومي، ما الهدف من وراء هذه المدونة؟
كنا نحاول تسجيل ما يحدث في تصوير الفيلم، والمكان الذي نصور به، بحيث لا ننفصل عما يحدث حولنا، أيضاً كنا نحاول توثيق ما يحدث في أماكن التصوير وعلاقتنا بأهالي هذه اﻷماكن.
هل تحدد موعد لطرح الفيلم تجارياً في مصر؟
الفيلم سيشارك بمهرجان تورنتو في ثلاثة عروض، بعدها يشارك بمهرجان لندن السينمائي في المسابقة الرسمية، وهو يعتبر أول فيلم مصري يشارك بهذه المسابقة، كما من المنتظر أن يشارك الفيلم أيضاً بأحد المهرجانات العربية قبل أن نطرحه تجارياً في مصر، وهو ما قد يتم مع نهاية العام الجاري.
ماذا عن شركة " link " التي شاركت في تأسيسها مع صناع فيلم فرش وغطا، وهل الهدف منها هو دعم السينما المستقلة في مواجهة السينما التجارية؟
قررت وعدد من المشاركين في صناعة فيلم فرش وغطا إنشاء شركة مشروع لنستطيع إكمال الفيلم، لكنها ليست شركة إنتاج بغرض تجاري، الفكرة أن شركة مشروع تشبه شركتي "حصالة"، و"عين شمس" وهي الشركات التي أنشأها أصحابها من أجل دعم مشروع معين، وبالتالي لو فكرة مشروع نجحت فمن خلالها نقدر نشجع أعمال أخرى، لكن باﻷساس الشركة تأسست من أجل دعم فيلم فرش وغطا، ولا يوجد تعارض بين السينما المستقلة والسينما التجارية وبالتالي فلا توجد مواجهة، أذواق الجمهور مختلفة ولكل سينما جمهورها الذي يفضلها.
لكن الشريحة اﻷكبر من الجمهور تفضل السينما التجارية أكثر؟
هذا ما يحدث في العالم كله، السينما التجارية تجذب جمهور أكبر، ولا اعتبر ذلك عيباً.
شاركت مؤخراً في مونتاج فيلم عشم، هل معنى ذلك أنك لن تتوقف عن المونتاج؟
لن اترك العمل بالمونتاج، بل على العكس أُحب عملي كمونتير جداً، وبالتالي لن اتوقف عنه، فالسينما بالنسبة إليّ لغة وطالما استطيع التحدث بها فلا مشكلة من لعب أي دور من أدوارها.