عشرة أفلام قصيرة على "يوتيوب" يجب عليك أن تُشاهدها (۱/۲)

  • مقال
  • 12:25 صباحًا - 10 يوليو 2018
  • 1 صورة



اعتقد أن الفئة الأكبر ستوافقني أن مُشاهداتنا للأفلام القصيرة متواضعة مُقارنةً بنظيرتها الطويلة، معظم الأحاديث بين محبي السينما تكون عن الأفلام الطويلة، رغم أن الفيلم القصير له ميزة أن مدته قليلة، لا تتعدى بِضع الدقائق في بعض الأحيان.

سمعت أحدهم ذات يوم يقول "الفيلم القصير أشبه بحِكمة، بينما الفيلم الطويل أشبه بمقالة"، وهو تعبير في محله ومُعبّر جدًا عن طبيعة الفيلم القصير، حيث في القصير الأمر شبيه بجُملةٌ ما تُقال سريعًا وتتطرق إلى صُلب الموضوع مُباشرةً، بينما في الطويل يمكن أن يستغرق الأمر عدة أحداث ومواقف حتى نصل إلى هذه الجُملة. لكن في نفس الوقت هذا لا يعني -وهذا ما يُردد دائمًا- أن الفيلم القصير هو فيلمًا طويلًا تمّ تقصيره، فهناك ما يُماثل القواعد الثابتة في هذا الصدد يجب على صانع الفيلم القصير وضعها دائمًا في اﻹعتبار.

في هذه المقالة -التي قررت تقسيمها لجُزئين- اخترتُ عشرة أفلام من بين أفضل الأفلام القصيرة التي شاهدتها، أُرشحها لكم وأدعوكم للاستمتاع بها. حرصي الأول أثناء عملية فرز تلك الأفلام كان مُنصبًّا على شيئين اثنين؛ الأول هو أن تكون أعمالًا فعلًا قوية، متميزة بالأفكار الجذابة أو العناصر المتفرّدة، أو أن تكون قد وظفت قُدراتها وإمكانياتها بالشكل الأمثل المطلوب. وثانيًا: أكبر قدر من التنوّع في الأصناف والأشكال (أمثال؛ روائي - أنيميشن - كلاسيكي - صامت - تسجيلي - عربي)، حيث سأحاول تقديم توليفة مختلفة النكهات في مشروب واحد، سيكون كبير على الأرجح!. كفانا مُقدمات إذن، إليك بالترشيح الأول.

اسم الفيلم: عشق آخر | Another Passion

سنة اﻹنتاج: ۲۰۰٦

بلد اﻹنتاج: مِصر

مدته بالدقائق: ۲۰

نبدأ قائمتنا بفيلم مِصري ﻷني بالتأكيد سأكون مُتحيّز ﻷفلام بلدي اﻷم!. "عشق آخر" هو الفيلم الذي اختارته المخرجة "هبة يسري" ليكون مشروع تخرجها من معهد السينما قسم الإخراج، ويُعتبر بمثابة سيرة ذاتية لها تسرد فيه معاناتها مع أفراد عائلتها حتى تتمكن من التقديم في المعهد. صنعته في سن الواحد والعشرون وتُجسد فيه شخصية فتاة تبلغ الثامنة عشر أنهت ثانويتها للتو، وعلى مشارف الالتحاق بالكلية.

الفيلم الذي تجاوزت مُشاهداته على «يوتيوب» الـ٥۰۰ ألف مُشاهدة يعتبر مميزًا من أكثر من جانب، فهو يُناقش مواضيع هامة في المجتمع المصري مثل تحكُّم وسُلطوية اﻵباء في مصير أبنائهم، وتحريم دراسة الفن. كما أن "هبة"، بطلته، تتصدره تمثيلًا وإخراجًا وتأليفًا. ويُذكَر أن "هبة يسري" هي واحدة من المخرجات الثلاث وراء المسلسل ذائع الصيت مؤخرًا "سابع جار".

  • من الجوائز الهامة التي حصدها الفيلم: جائزة العمل الأول بالمهرجان القومي للسينما، جائزة رضوان الكاشف، جائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما المستقلة بمعهد جوته.


اسم الفيلم: إدموند | Edmond

سنة اﻹنتاج: ۲۰۱٥

بلد اﻹنتاج: المملكة المتحدة

مدته بالدقائق: ۱۰

من اﻷفلام القصيرة الجميلة التي دائمًا ما أُرشحها ﻷصدقائي، فيلم رغم بساطته إلا أنه عميق جدًا على المستوى الدرامي، وهو يُعتبر سايكولوجي بالمقام اﻷول.

القصة المحكيّة عبر الصورة فقط، نرى فيها شاب يُقدم على الانتحار في بداية الفيلم عبر إلقاء صخرة كبيرة مربوط بها، وبعد أن يتأمل عين سمكةٍ تنظر له، يجد نفسه فاقدًا لذاته وسابحًا في تيّار ماضيه، مسترجعًا بذلك ذكريات حياته التي تملؤها الانطواء وصعوبة التعامل من البشر، والتي دفعته للإقدام على هذا القرار.

ربما حلاوة الفيلم الحقيقية تكمن في رمزيته وعدم مُباشرته، فهو استغل بشكل جيد قدرة الفيلم الرسومي على اختراق العوالم وتجسيد اﻷفكار أيًا كانت. واﻷكثر من ذلك، التعبير عن المشاعر العميقة الداخلية التي ربما لم تكن لتَظهر إذا صُنع الفيلم بطريقةٍ أخرى غير التي كانت.

  • فاز الفيلم بجائزتي لجنة التحكيم بـ"صاندانس" ﻷفضل أنيميشن، والبافتا البريطانية ﻷفضل أنيميشن بريطاني قصير.


اسم الفيلم: شظايا ما بعد الظهيرة | Meshes of the Afternoon

سنة اﻹنتاج: ۱۹٤۳

بلد اﻹنتاج: أمريكا

مدته بالدقائق: ۱٤

كلاسيكية لها مكانة خاصة بين اﻷعمال التجريبية في تاريخ السينما، تجسيد عظيم لفكرة اﻹحالات والرمزيات يجعل من الفيلم عُبارة عن سلسلة من الشفرات المتروكة للمتلقي أن يفسرها وفق مزاجه الخاص.

اﻷحداث تدور في ظهرية أحد اﻷيام كما هو مُشار في العنوان، عن امرأة ترى أشيائًا في محيط بيتها وخارجه بشكل متكرر (البعض فسرها أنها أحلام متداخلة في بعض، أو طبقاتٌ متعددة من ذات الحلم)، لكن تلك اﻷشياء -متكررة الحدوث- تتغير وتتعقد مُطوّرةً في الحدث، ليتوقف المُشاهد مع نفسه قُبالة النهاية عاقدًا الحاجبين على وجهه ومتسائلًا، ما الذي تدور حوله القصة بعد كُل هذا ؟!

هذا عمل يعتمد بشدة على الرمزية، للدرجة التي تجعله يستحيل تقبُّله بمنأى عنها، وقد كان له تأثير كبير على أفلام الطابع السيريالي والرمزي -وحتى النَسَوي- عبر التاريخ. باﻹضافة إلى أن بعض المراجع تُشير إلى أنه أول فيلم يستخدم الحركة البطيئة أو الـSlow Motion على اﻹطلاق (مشهد السلم).


اسم الفيلم: اثنان واثنان | Two & Two

سنة اﻹنتاج: ۲۰۱۱

بلد اﻹنتاج: المملكة المتحدة (مخرجه إيراني اﻷصل)

مدته بالدقائق: ۸

علّه الفيلم اﻷكثر رواجًا في القائمة، هُناك نُسخةً له على يوتيوب بلغت مُشاهداتها قُرابة العشرة ملايين. أردت إدراجه ﻷنه سيكون من الصعب عمل قائمة بهذه الترشيحات القوية دون حضوره، باﻹضافة إلى أنه لربما هناك من لم يسمع عنه بعد.

الفيلم إيراني الحدث والمخرج/بريطاني اﻹنتاج هذا، يحكي عن عدد من القضايا واﻷفكار والفلسفات، كلها خارجة من فصل إحدى المدارس الابتدائية اﻹيرانية. فقضيّته اﻷساسية هي فرض السلطة وكلمة الرأي على اﻵخر، أي أنها شكل مُصغر لحربًا بين كيانين (أحدهما يفرض سيطرته، واﻵخر يقاوم) معقودة في فكرة فيلم روائي قصير. ربما يُنظر إليه بصورة مختلفة كتعمُّد تغييب العقل والمنطق، خاصةً من قِبَل الصغار في مُقتبل مشوارهم الحياتي. كما أنّ هناك شيئًا من الصراع اﻷيدلوجي يمكن استشفافه هُنا أيضًا.

فهذا الشاب الذي تماشى مع مدرّسه المتغطرس الذي يُصر على أن حاصل جمع اثنانٌ واثنان هو خمسة، ربما تجد فيه ملمحًا من هذا الشاب اﻵخر الذي قَبَل بأن يدخُل في صفوف "داعش" مثلًا.. على أية حال، هو واحد من تلك اﻷفلام التي لا تُفوّت، وفي الحقيقة هو ليس فقط "لا يُفوّت"، بل هو من النوع الذي يُعطيك رغبةً بالكتابة عنه وعن أفكاره التي أثارتها فيك عقب إنتهائه.


اسم الفيلم: هارڤي كرَمبيت | Harvie Krumpet

سنة اﻹنتاج: ۲۰۰۳

بلد اﻹنتاج: أستراليا

مدته بالدقائق: ۲۳

من المُفارقات المُضحكة أن المخرج اﻷسترالي "آدم إليوت" حصد اﻷوسكار عن هذا الفيلم، ولم يترشح حتى عن رائعته اﻷشهر -واﻷفضل في رأيي- "Mary and Max". هذا فيلم لطيف للغاية ومصنوع بتقنيّة الـStop Motion أو التحريك بإيقاف الكادر كذلك، كما هو الحال في ماري آند ماكس.

القصة تدور حول هارڤي، الرجل نصف البولندي ونصف اﻷسترالي الذي يختبر الحياة عبر مجموعة مُدوّنة من الـ'حقائق' التي ترسخت في ذاته، والتي علّمها إياهُ والداه في صُغره، هو يسير وينفعل ويختبر كل شيء بهم، وكأنهم كلمات الكتاب المقدس.

ما أعجبني حقًا في هذا اﻷنيميشن، هو طريقة سرد حكايته على لسان اﻷسترالي صاحب الصوت المميز "جيرفري راش"، الذي نسج عبر صوته العذب وقائع القصة، فهو حكّاء بارع، صوته لا يُفارق الذاكرة كصوت الجد اﻷكبر حين يحكي الحواديت للأطفال الصغار، وهو دورًا جاء أكثر من مُناسب ﻷن القصة ذاتها قاصدة أن تكون بنوعٌ من السذاجة وكأنها صُنعت للصغار قبل الكبار.


اسم الفيلم: غرباء | Strangers

سنة اﻹنتاج: ۲۰۰۳

بلد اﻹنتاج: إسرائيل

مدته بالدقائق: ۸

هنا المونتاج هو كل شيء!. "غُرباء" هو فيلم إسرائيلي يُناقش موضوع العنصرية في أجواء تشويقية رائعة، حيث عربيّ ويهودي يجدا نفسهُما جالسان في مواجهة بعضهما بالقطار. تنشأ بينهما نظرات عدوانية في بادئ الأمر وهو أمر طبيعي.. لكن ما ليس طبيعي أن تجدهُما يتعاونان مع بعضِهما البعض بعد بضع دقائق، وهذا عند صعود مجموعة من حليقي الرأس العُنصريين على متن القطار. يتعاونان ويفرّان سويًا بعد أن يُكشَف اليهوديّ من نغمة هاتفه، وكأن الفيلم يقصد القول أنه عندما تأتي الأزمات، لا يُنظر لتلك الاعتبارات والأيدلوجيات.

يُذكر أن للمخرج اﻹسرائيلي عدة أفلام قصيرة تتعرض لذات الفكرة عن علاقات العرب مع الإسرائيليين.


اسم الفيلم: سرقة في الظلام الدامس | Pitch Black Heist

سنة اﻹنتاج: ۲۰۱۱

بلد اﻹنتاج: المملكة المتحدة

مدته بالدقائق: ۱۳

فيلم مختلف وطريف للغاية من بطولة النجم "مايكل فاسبندر". القصة عن رجُلان خبيران في فتح الخزانات، وجدا نفسهُما مطالبان بالبقاء سويًا في مهمة تنفيذ عملية سرقة على أحد المصانع.. الرجل الأكبر "ليام" يبدو عليه عدم الإهتمام والسذاجة، وهذا يُغضب مايكل (مايكل فاسبندر) الذي يصبر على نفسه مع هذا الرجل صاحب التصرفات الطفولية حتى تنتهي العملية. لكن فكرةً ما تأتي على ذهن مايكل جرّاء تصرفات ليام المستفزة، تجعل خطتهُما تنقلب تمامًا، يُحاول منها مايكل تلقين هذا الرجل الساذج درسًا في التصرُّف.

  • يُذكر أن الفيلم للمخرج الأسكتلندي "جون ماكلين" الذي صنع بعد أربع سنوات من فيلمه القصير هذا، فيلم "Slow West" الممدوح بشدة من النُقاد، والحاصل على الجائزة الكُبرى في مهرجان صاندانس السينمائي الدولي، قسم السينما العالمية. يُذكر أيضًا أن فيلمنا هذا حصد جائزة البافتا البريطانية لأفضل روائي قصير في العام الذي تلى صدوره.


اسم الفيلم: لا نستطيع العيش بدون الكون | We Can't Live Without Cosmos

سنة اﻹنتاج: ۲۰۱٤

بلد اﻹنتاج: روسيا

مدته بالدقائق: ۱٦

ترشيحًا آخرًا لفيلم رسومي، هذه المرة مع الفيلم الروسي ذو العنوان الجذاب الذي رُشح لجائزة الأوسكار "لا نستطيع العيش بدون الكون/كوسموس".

فيلم بسيط جدًا تدور أحداثه حول أهمية (الصداقة)، حيث الكون في عنوان الفيلم رمزًا لتلك الصداقة.

القصة عن صديقان مُقرّبان عاشا حياةً طويلة مع بعضهما، للدرجة التي تجعل أحدهما غير قادرًا على تحمُّل العيش وحيدًا حينما يُختار الآخر في رحلة علمية سيركب فيها مكوك ويرحل من محطته الفضائية. حينها نرى الوِجهة الحقيقة من القصة حين يدخُل الصديق الوحيد في حالة من الاكتئاب، وتتوالى محاولاته للهروب من المحطة والالتحاق بصديقه، في ظل أمن شديد الحراسة عليه.


اسم الفيلم: ميعاد الغداء | The Lunch Date

سنة اﻹنتاج: ۱۹۸۹

بلد اﻹنتاج: أمريكا

مدته بالدقائق: ۱۲

الفيلم اﻷوسكاري الثاني في القائمة. هذا الفيلم منتشر جدًا في اﻷوساط التعليمية وبين مؤسسات إدارة الموارد البشرية 'الـ HR' وما شابه حسب ما سمعت.

الفيلم الذي يبدو في المُشاهدة الثانية أعمق بكثير منها في اﻷولى يحكي عن سيدة في طريقها للسفر بالقطار، وفي المحطة تقابل عدد من المواقف قبل سفرها تجعها تُغيّر منظورها تمامًا عن أصحاب البشرة السوداء، والتي -في مُفتتح الفيلم- وجهت ما يمكن تسميته باﻹهانة إلى أحدهم.

هذا فيلم قصير يُدرَّس حقيقةً؛ فهو به كل ما يجب توافره في الفيلم القصير حيث وحدة الموضوع، ووحدة الحدث، واﻹيجاز، والرسالة القوية، وهو بالتأكيد ليس فيلمًا طويلًا تمّ تقصيره، بل هو كيان يتميز بالخصائص والسمات التي تعبر عن نوعه، وأرشّحه بقوة لكل من يريد إيجاد مثلًا طيبًا لهذا النوع من اﻷفلام.


اسم الفيلم: عزيزتي كرة السلة | Dear Basketball

سنة اﻹنتاج: ۲۰۱٧

بلد اﻹنتاج: أمريكا

مدته بالدقائق: ٦

"عزيزتي كرة السلة، منذ اللحظة التي بدأت فيها بدَحرَجة جوارب أبي الأنبوبية، أطلقتُ لُعبةً خياليةً للفوز بالرَمْيات في شكلٍ غربيٍ عظيم.. علمتُ أن شيئًا واحدًا حقيقيًا؛ لقد أحبَبتُكِ. حبٌ عميقٌ للغاية، جعلني أُعطيكي كلّ ما لديّ: من عقلي وجسدي، إلى معنويّاتي وروحي. وكما صبيٌ في السادسة واقعٌ في غرامِك، لم أرَ قط نهاية النفق، فقط رأيتُ نفسي راكضًا خارجه.. لذا، رَكَضْتُ".

بهذه الكلمات المؤثرة يفتتح اﻷمريكي "جلين كين" فيلمه الحاصل على أوسكار أفضل فيلم تحريك قصير منذ بِضع شهورٍ مضت. الأنيميشن الذي يحكي في مدة لا تتعدى الدقائق الأربعة، قصة شغف وعشق لاعب كرة السلة الأمريكي الشهير أسمر البشرة "كوبي براينت"، المُعتزل حديثًا، والذي لعب طوال السنين العشرون لمسيرته الاحترافية، لنادي "لوس أنجلوس ليكرز".

يحكي براينت بصوته قصيدةً مُهداه للرياضة التي ألهبت حماسه حينما كان طفلًا وأعطته الكثير من السعادة شابًا، وها هي تبتعدُ عنه تاركةً إياه وحيدًا: كرة السلة.. ربما كي لا ينسى أبدًا مقدار العشق الذي سبّب له هذا النجاح الذي أصبح عليه. يقول "قلبي يستطيع تقبل الانتقادات ونَفسي قادرة على مواصلة المحاولات، لكن جسدي يعلم بأنه حان الوقت لكي يقول وداعًا".

الفيلم رائع جدًا بشكله الجذاب الأنيق وطريقة تتابع لقطاته. لعل الميزة الأكبر التي تُحسب له أنه استطاع حكي الكثير وإيصال الحالة الشعورية للبطل، في مدة قليلة نسبيًا. كما أن صوت براينت الحقيقي للغاية -والذي أصابني بالقشعريرة في المُشاهدة الأولى- يُضيف للفيلم قيمة المصداقيّة، وقوة إضافية لفيلمٌ، يُعتبر سيرة ذاتية لصاحبه.

فليَحيَا الشغف إذن، ولتستمر الحياة...


وصلات



تعليقات