"19 ب"... عمل جيد يحترم عقلية المشاهد

  • نقد
  • 05:05 مساءً - 1 اغسطس 2023
  • 2 صورتين



هناك مصطلح دائمًا ما تصنف به الأفلام سواء بأفلام مهرجانات أو أفلام تجارية، والمعروف أن لكل منهما مواصفات خاصة، فبالنسبة لمعنى فيلم مهرجانات فيعني أنه غير جماهيري ولا يخاطب شباك التذاكر، ويتضمن فكرة معينة أو مضمون معين مع بطئ في الحركة والإيقاع بعض الشيء، بالإضافة أنه لا يعتمد على موسيقى تصويرية أو مشاهد أكشن أو رعب أو كوميديا، فضلًا عن أن أبطاله غالبًا لا يكونوا من نجوم الصف الأول، ولكن أحيانًا تتمتع بعض أفلام المهرجانات ببعض الجاذبية وتحقق معادلة بسيطة بين النوعان، وعلى سبيل المثال هناك أفلامًا كثيرة حصلت على جوائز وضمت أبطالًا من نجوم الشباك مثل "أحلام هند وكاميليا" و"يا دنيا يا غرامي" و"قص ولصق" و"يوم مر يوم حلو".

لو تحدثنا عن المخرج أحمد عبدالله السيد مخرج فيلم "19 ب" والذي نتحدث عنه اليوم، فجميع أعماله غير تجارية على الإطلاق مثل "ديكور" و"ميكروفون" و"هليوبوليس"، والأخير يعتبر الأقرب إلى فيلمنا "19 ب"، والذي حصد عدة جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي وينتمي إلى سينما المهرجانات بشكل كامل، فهو موجه تحديدًا لفئة معينة من صناع السينما، حيث يتم تصويره في مكان واحد، وربما يكون الأصعب من حيث الكادرات والإضاءة، وأهم ما تميز به العمل هو التصوير الجيد والذي حصل على جائزة التصوير لصالح مصطفي الششتاوي والذي اهتم بأدق التفاصيل الداخلية التي تجعلك تستنشق رائحة الفيلا.

الفيلم تدور أحداثه في فيلا مهجورة رقمها 19 ب يعيش فيها سيد رجب حارس عقار بصحبة مجموعة كبيرة من القطط والكلاب دون توضيح من المخرج عن سبب تمسكه بالفيلا وسر ابتعاده عن العالم الخارجي وأسباب رفضه الإقامة مع ابنته الوحيدة ناهد السباعي والتي تعد الصلة الوحيدة التي تربطه بالحياة الخارجية، وتظهر مجموعة محدودة من الشخصيات على رأسهم فدوى عابد والتي تمثل الفئة الرحيمة التي تعشق الحيوانات وتكرس حياتها لمنع أي عنف تجاه أي حيوان؛ تصل لحد الانهيار مع مشهد تسمم الكلب؛ ولذلك فهي الشخصية الأقرب لشخصية سيد رجب والذي يمثل نفس الشريحة مع شعوره بالأمان بمعاشرة الحيوانات أكثر من البشر . على الجانب الآخر نرى أحمد خالد صالح بتمثيله للجانب الآخر من البشر لما فيه من قسوة وعنف، فأدى واحدة من أجمل أدواره بمصداقية شديدة، ويظهر في الأحداث من خلال إخفائه بضاعة مهربة في نفس الفيلا دون التنويه عن نوعيتها، أما بالنسبة لأصحاب الفيلا الأصليين فقد تركوها منذ فترة الستينات دون إبداء أسباب مما يشير إلى أبعاد سياسية في الأمر.

لو قمنا بتقييم الفيلم للبحث عن سبب قلة إيراداته وسحبه من دور العرض سريعًا؛ نجد أن الأسباب واضحة بأن عناصر الفيلم غير جذابة رغم أنه عمل جيد يحترم عقلية المشاهد، فالأحداث شديدة البطئ وتنحصر في مكانين فقط، بالإضافة إلى تكرار مشاهد إطعام القطط والكلاب والتي استحوذت علي نصف أحداث الفيلم مما يُشعر المشاهد بالرتابة والملل، فضلًا عن مشهد النهاية والذي يُعتبر سلاحًا ذو حدين، فالمعركة والصراع بين بطلين العمل من الممكن أن تكون مرضية بالنسبة لهذه النوعية من الأفلام ولكنها في نفس الوقت غير واضحة بالنسبة للجمهور.




تعليقات