اشتهر المخرج عمرو سلامة بأنه يعمل خارج الصندوق، حيث تتسم جميع أعماله بلون مختلف يترك فيها بصمة معينة يقوم فيها باستخدام طفل أو طفلة كهدف من أجل توصيل رسالة معينة من خلاله، بداية من فيلم لا مؤاخذة، والذي كان بطله الفنان أحمد داش، والذي قام بدور الطفل المسيحي الذي يشعر بغربة عندما ينتقل إلى مدرسة حكومية، مرورًا بفيلم شيخ جاكسون، والذي شكَّل أكبر تحدٍّ له، حيث لعب فيه أحمد الفيشاوي دور شخص مذبذب حائر بين الحلال والحرام في مراحل عمرية مختلفة، حتى فيلم برا المنهج، والذي كان بطله أيضًا طفلًا صغيرًا يُدعى عماشة يعاني من تنمر من أصدقائه بسبب ضعف نظره، ومن خلال رحلته مع شبح يتعرف على أشياء كثيرة في حياته، وفي فيلم شماريخ قرر عمرو سلامة تغيير جلده بشكل كبير مخاطبًا شباك التذاكر وجمهور الشباب، حيث ينتمي الفيلم إلى التشويق والأكشن بنسبة كبيرة، ولكن حتى مع هذا التغيير فلم يخذلنا كمخرج، حيث تم تصوير مشاهد الأكشن بشكل احترافي على أعلى مستوى لا يقل عن الأفلام العالمية، وساعدته على ذلك جهة الإنتاج التي لم تبخل على الفيلم بأي إمكانيات، وقد اختار عمرو سلامة الشماريخ كنوع جديد من الأكشن لتكون مصاحبة لعمل إجرامي، مع استخدام أحدث تقنيات الصوت، ولكن في نفس الوقت تبقى الطفلة الصغيرة لافينيا نادر، والتي تظهر بين الحين والآخر في العمل هي اللغز المطلوب معرفته. تدور أحداث الفيلم حول آسر ياسين، والذي يلعب دور بارود، وهو الاسم الحركي الذي يتعامل به ﻷنه يقوم بعمليات مشبوهة وجرائم قتل من أجل إرضاء والده نظرًا لأنه ابن غير شرعي، حتى يجد نفسه عاجزًا عن قتل أمينة خليل المكلف بقتلها، لتبدأ نقطة تحول في حياته، ولأن وجود طفل يعتبر ركنًا أساسيًا في أفلام عمرو سلامة فتم اختيار الطفلة لافينيا نادر لتتقابل مع آسر ياسين الذي يرى من خلالها رغبته في التطهر والعودة إلى مرحلة الطفولة كبداية جديدة لحياته، ومن هنا تستنشق بعض اللمحات من أفلام سابقة متشابهة مثل فيلم تيتو لأحمد السقا والوعد لآسر ياسين، ومن ثم حقق المخرج عمرو سلامة بعض التوازن بين الأكشن والمضمون ولكن ليس بالقدر الكافي المعتاد في أفلامه. اعتمد الفيلم بشكل كبير على المتعة البصرية والإبهار، والذي سيطر على الكثير من أحداث الفيلم بالإضافة إلى حسن اختيار أماكن التصوير واستخدام الألوان واللعب بالإضاءة خاصة في الأماكن المعتمة، فضلًا عن أداء آسر ياسين والذي يستطيع الدخول في أي شخصية، بالإضافة إلى إجادته لأدوار الأكشن في أعمال كثيرة سابقة وأما بالنسبة لأمينة خليل فلا يوجد اختلاف على أدائها إلا أن مساحة دورها لم تُعطها الفرصة لإبراز جميع إمكانياتها، وذلك نظرًا لزيادة مشاهد الأكشن بشكل كبير، والتي كانت أحيانًا مبالغًا فيها فدائمًا تكون على حساب العنصر النسائي، بمعنى آخر إن الفيلم كان بحاجة إلى المزيد من اللمسات الإنسانية والعاطفية بين الاثنين، بالإضافة إلى أن بعض التفاصيل عن حياة أمينة خليل مع والدها كانت بحاجة إلى التوضيح، كما أن النهاية جاءت مفتوحة ومتروكة لخيال المشاهد، ولكن وجود الطفلة مع مفاجأتهم بوجودهم في مكان أشبه بالجنة يعطي الانطباع بمواصلة حياتهم من جديد بشكل مختلف.